العراقيون… من التظاهرات إلى تحدّي القوات التركية
لا تزال ردود الفعل العراقية إزاء توغّل قوات تركية في الأراضي العراقية، بحجّة اتفاق بين أنقرة وإقليم كردستان العراقي، تتزايد وتتجه ربما نحو الخطوات التصعيدية. وإذا كانت التظاهرات الشاجبة في بغداد وعدد من المدن العراقية عنواناً لردود الفعل العراقية هذه في الأيام الماضية، فيبدو أن هناك من يهدّد القوات التركية، ويحذّرها من نفاد الوقت قبل انسحابها، وإلا ستقع الواقعة.
هذا ما تطرّقت إليه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إضافة إلى ملفات أخرى في الشرق الأوسط، منها الأزمة السورية، مشيرة إلى محاولة السعودية تقويض مساعي تسوية الأزمة السورية. وتقول الصحيفة إن تركيا من جانبها انتهكت الحدود وأرسلت وحدات عسكرية إلى العراق بحجة محاربة «داعش»، ما تسبب في تنظيم تظاهرات احتجاجية في بغداد والبصرة. وقد صرّح أحد القادة الميدانيين العراقيين أبو منذر الموسوي من عصائب «أهل الحق» لوكالة «رويترز» قائلاً: إذا كانت تركيا تعتقد أن العراق منهمك في محاربة «داعش» ويمكنها استغلال الفرصة لنشر قواتها فوق أراضيه، فقد كان عليها أن تفكر مرّتين قبل الإقدام على هذه الخطوة. وأضاف أحد قادة منظمة «بدر» في البصرة، أمجد سالم: نحن في حالة إنذار نهائي وبانتظار الأوامر من القيادة لحرق الأرض تحت أقدام الجنود الأتراك. وخلصت الصحيفة إلى القول إنّ هناك ائتلافاً سعودياً ـ تركياً ـ قطرياً في مواجهة ائتلاف روسي ـ إيراني ـ سوري. وأن هدف السعودية تقويض مسيرة فيينا في شأن تسوية الأزمة السورية.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تحقيقاً عن شخصية كرتونية جديدة تظهر في أشرطة على موقع «يوتيوب» تدعى «عبد الله إكس»، في سياق مكافحة التطرّف لدى الشباب، وأفكارَ تنظيم «داعش» المتشدّدة.وتقول الصحيفة إن هذه الشخصية الكرتونية تعدّ من أحدث الأسلحة في الحرب ضد «داعش» في وسائل التواصل الاجتماعي.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: بغداد تهدّد بحرق الأرض تحت أقدام الجنود الأتراك
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الأوضاع في الشرق الأوسط ودخول الوحدات العسكرية التركية إلى العراق، والأزمة السورية، مشيرة إلى محاولة السعودية تقويض مساعي تسوية الأزمة السورية.
وجاء في المقال: أصبحت المفاوضات التي أجريت في روما في شأن ليبيا محاولة سياسية لمواجهة المتطرّفين الذين ينشطون في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وفي الوقت ذاته أجهضت أنقرة والرياض عملية فيينا في شأن سورية من خلال تدخّل دبلوماسيّ، إذ عقّدتا الأمور بما يدفع إيران إلى التحالف مع الولايات المتحدة والعراق إلى التحالف مع روسيا. وأكثر من هذا، تبدو الأوضاع في العراق على وشك الانفجار، والشيعة استعدوا للحرب مع تركيا.
وتمخّض لقاء مجموعات «المعارضة السورية» في العربية السعودية عن إقرار مذكّرة في شأن إرسال وفد إلى دمشق للحوار مع الرئيس بشار الأسد، الذي سيكون عليه بموجبها تقديم استقالته مع بداية المرحلة الانتقالية. وإضافة إلى هذا تحتوي المذكّرة على نقاط معادية لإيران وروسيا.
إيران وروسيا وكذلك زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني انتقدوا هذا اللقاء، إذ وصفه الجولاني بأنه مؤامرة هدفها المحافظة على سلطة الأسد. أما إيران فأعلنت أنّ هذا اللقاء ضمّ المجموعات المرتبطة بـ«داعش». في حين أشارت الخارجية الروسية إلى أنه لم يشمل أطياف «المعارضة السورية» كافة، فيما حضره ممثلو منظمتَي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» اللتين هاجمتا مبنى السفارة الروسية في دمشق. أما بشار الأسد فقال في تصريح لوكالة «EFE» إنه لن يجري أيّ مفاوضات مع المتمرّدين.
يقول الخبراء إن ما فعلته السعودية ما هو إلا تقويض لعملية فيينا في شأن سورية، وفي هذا الصدد، يقول رئيس معهد الدين والسياسة، آلِكسندر إيغناتينكو، إن المذكرة تدفع الأزمة السورية إلى طريق مسدود. لأنها إضافة إلى مطالبتها الأسد بالاستقالة، تتضمّن الدعوة إلى محاربة المجموعات الإرهابية كافة، ومن ضمنها الميليشيات الطائفية المقصود ميليشيات المتطوّعين السوريين وحزب الله اللبناني، وكذلك الإيرانية والباكستانية والأفغانية . كما تتضمن المذكرة ضرورة طرد كافة المقاتلين الأجانب المقصود الجنود الإيرانيين وأن على روسيا وقف كافة غاراتها الجوية على السكان المدنيين و«المعارضة السورية».
على هذه الخلفية كثّف الائتلاف الغربي نشاطه الحربي، فوجّه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر نداءً إلى أربعين دولة لزيادة المساعدات اللازمة لمحاربة «داعش». كما دعا وزير الدفاع البريطاني مايكل فيلون إلى توسيع العمليات الحربية ضدّ «داعش»، مشيراً إلى أن لا نية للقيام بعمليات حربية برّية.
ويقول المحلل السياسي الأميركي شاهر شاشيدساليس، إن المنافسة بين تركيا وإيران اللتين تعتبران الجهاديين بمثابة «الشرّ المستطير»، تصبّ في مصلحة «داعش». وبحسب رأيه يمكن أن تصبح إيران حليفة للولايات المتحدة، خصوصاً أن لهما خبرة سابقة في محاربة «طالبان» في أفغانستان.
يردّ على هذا الرأي الباحث في معهد الاستشراق فلاديمير ساجين بالقول: لا يمكن أن يحصل أيّ تحالف بين إيران والولايات المتحدة لأسباب ايديولوجية وسياسية. ولكن تنسيق الجهود مسألة ثانية. وليس سرّاً أنّ الولايات المتحدة تعاونت مع إيران في محاربة «طالبان» على رغم أنّ الطرفين كذّبا ذلك. كما أن بغداد، قبيل ظهور «داعش» في العراق ونجاحه في ما بعد، كانت سقطت لولا إيران التي هرعت لمساعدة السلطات العراقية، إذ إن جنرالاتها وضباطها وضعوا خطة للدفاع عن بغداد وحمايتها. هذه الخطط تمت بالاتفاق بين طهران وواشنطن بصورة غير رسمية. استناداً إلى هذا، ليس مستبعداً أن يتم الاتفاق بين الطرفين في شأن العمليات الحربية الجوّية والبرّية. وبالتأكيد لا تخطط الولايات المتحدة للدخول في حرب برية، وهناك أنباء تفيد بأن إيران نفسها تنوي مغادرة العراق. ولكن ما مدى صحة هذه الأخبار، ومصلحة إيران هي في البقاء هناك.
تركيا من جانبها انتهكت الحدود وأرسلت وحدات عسكرية إلى العراق بحجة محاربة «داعش»، ما تسبب في تنظيم تظاهرات احتجاجية في بغداد والبصرة. وقد صرّح أحد القادة الميدانيين العراقيين أبو منذر الموسوي من عصائب «أهل الحق» لوكالة «رويترز» قائلاً: إذا كانت تركيا تعتقد أن العراق منهمك في محاربة «داعش» ويمكنها استغلال الفرصة لنشر قواتها فوق أراضيه، فقد كان عليها أن تفكر مرّتين قبل الإقدام على هذه الخطوة. وأضاف أحد قادة منظمة «بدر» في البصرة، أمجد سالم: نحن في حالة إنذار نهائي وبانتظار الأوامر من القيادة لحرق الأرض تحت أقدام الجنود الأتراك.
روسيا تعارض بشدّة دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية، وقد صرّح وزير خارجيتها سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفيّ بنظيره العراقي ابراهيم الجعفري بأن روسيا تدعم وحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته.
من كل هذا يتضح تكوّن ائتلاف سعودي ـ تركي ـ قطري في مواجهة ائتلاف روسي ـ إيراني ـ سوري. وأن هدف السعودية من كل هذا تقويض مسيرة فيينا في شأن تسوية الأزمة السورية.
«فايننشال تايمز»: «عبد الله إكس» يحارب «داعش»
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تحقيقاً عن شخصية كرتونية جديدة تظهر في أشرطة على موقع «يوتيوب» تدعى «عبد الله إكس»، في سياق مكافحة التطرّف لدى الشباب، وأفكارَ تنظيم «داعش» المتشدّدة.
«عبد الله إكس» مسلم بريطاني يتحدث بلكنة الطبقة العاملة البريطانية، ويرتدي قميصاً تي شرت بلونين أحمر وأسود، ويعلّق سلسة كبيرة حول عنقه ويظهر متحدثاً في فيديوات على «يوتيوب» عن سورية، مستهدفاً جمهور المراهقين والشباب.
وتقول الصحيفة إن هذه الشخصية الكرتونية تعدّ من أحدث الأسلحة في الحرب ضد «داعش» في وسائل التواصل الاجتماعي، وجزءاً من دفقة لخلق مزيد من المحتوى المضادّ للتطرّف الذي تدعمه شركات تكنولوجيا المعلومات على الإنترنت مثل «غوغل» و«فايسبوك».
وترى الصحيفة أن شركات مواقع التواصل الاجتماعي باتت تحت ضغوط متزايدة بعد هجمات باريس وكاليفورنيا الأخيرة، فصار بعضها ينظر إلى ما هو أبعد من تحجيم البوستات ومقاطع الفيديو التي تروّج لهذه التنظيمات المتطرّفة، بنشر رسائل سهلة الانتشار تساهم في مكافحة الأفكار المتطرّفة.
و لا تنتج شركتا «غوغل» و«فايسبوك» اللتان تملكان «يوتيوب»، هذا المحتوى بنفسها، بل تساعد منظمات غير ربحية بإعطائها الأدوات المناسبة للوصول إلى الجمهور الصحيح على الإنترنت، وهو جمهور الشباب الغربي المسلم الذي يبدي اهتماماً في متابعة المحتوى المتطرّف على الإنترنت.
«غارديان»: مشاركة المرأة في الانتخابات السعودية خطوة صغيرة في طريق طويل
كرّست صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً افتتاحياً لتمثيل عدد من النساء للمرّة الأولى في المجالس المحلية السعودية، مشيرة إلى أن السماح للمرأة بالترشح في الانتخابات في المملكة العربية السعودية، يعدّ خطوة صغيرة في طريق طويل.
وتنطلق افتتاحية الصحيفة من إشارة إلى أن القرآن واضح في الإشارة إلى أن الرجل والمرأة «قد خلقا من روح واحدة»، لا كما الحال في المسيحية ورواية العهد القديم في خلق آدم أولاً، وأن حواء خُلقت لاحقاً من ضلعه.
فالقرآن كما تقول الصحيفة، لم يقدّم التفويض والمسوغ للمعاملة التي تتلقاها المرأة، للأسف، في عددٍ من البلدان.
وتضيف الصحيفة أن الممكلة العربية السعودية مثال سيئ لمعاملة المرأة، إذ لا يُسمح للمرأة بقيادة السيارات أو الخدمة في الجيش، وظلت محرومة من المشاركة في الانتخابات حتى عام 2011، حيث رفع الملك عبد الله الحظر على مشاركتها.
وترحب الصحيفة بفوز عدد من النساء السعوديات في انتخابات المجالس المحلية، لكنها تستدرك بالقول إنه قبل الاحتفال ببزوغ ليبرالية سعودية، من المهم ملاحظة أن المجالس المحلية لا قوة تشريعية لديها، إنما هي مجرد هيئات إدارية لخدمات الأحياء والشوارع المحلية.
وتشير الصحيفة إلى أن 130 ألف امرأة فقط انضممن إلى 1.3 مليون رجل في التسجيل في سجلّ الناخبين لأن التشريعات تشترط عليهن إثبات الهوية بأوراق يقدّمها ربّ الأسرة فقط.
وتقول الصحيفة إن المرأة في المملكة السعودية ما زالت تحتاج إلى موافقة من رجل في عائلتها إذا أرادت الزواج أو الالتحاق بعمل أو فتح حساب مصرفي.
وتخلص الصحيفة إلى أنه ليس ثمة مصدر للمساواة بالنسبة إلى المرأة أفضل من المؤسسات الديمقراطية التي تحمي حقوق الإنسان، بدلاً من حقوق حملة هويات محدّدة.
ووضعت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية بدورها عنواناً احتفائياً لتقرير مراسلها من القاهرة عن انتخابات المجالس المحلية في السعودية، وهو «المرأة السعودية تحقق انتصارات انتخابية تاريخية».
وينقل تقرير الصحيفة عن سالمة العتيبي، التي فازت بالمقعد الأول في بلدة مدركة في منطقة مكة، قولها: لقد بكيت من الفرح عندما أُبلِغت بفوزي، فرحة أيّ إنسان يحصل على شيء للمرّة الأولى.
وأضافت العتيبي، وهي معلّمة وأمّ لطفلين: كان زوجي قلقاً عليّ. كان قلقاً من أنني قد أحبط إذا خسرت، بيد أن ثقتي بالذين صوّتوا لمصلحتي كبيرة.