المقاومة المقبلة عنوانها ما بعد «تل أبيب»
اتفق محللون سياسيون على أن عنوان الانتقام «الإسرائيلي» المقبل بعد العثور على جثث الجنود الثلاثة المختطفين، سيكون قطاع غزة ومقاومتها ككل.
وكانت قوات الاحتلال قد صعّدت تهديداتها ضد المقاومة واتخذت قراراً عبر المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر «الكابينت» بالرد على مقتل الجنود لكن أعضاء «الكابينت» اختلفوا حول طبيعة وقوة الرد.
وفي أعقاب الإعلان عن العثور على جثث الجنود المختطفين الثلاثة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر سلاحها الجوي والبري والبحري سلسلة غارات عنيفة على مناطق عدة في قطاع غزة، أدت إلى سقوط شهداء وجرحى وأضرار جسيمة في مبان المواطنين.
تصعيد
أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن التصعيد «الإسرائيلي» على قطاع غزة يحمل دلائل عدة أولها أن «إسرائيل» اتخذت قراراً داخلياً بالتصعيد في القطاع ومقاومته، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة تحمل مزيداً من التصعيد، موضحاً في تصريح نشرته الزميلة «فلسطين اليوم» أن الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» وأحزابها باتت تطالب بتوجيه ضربة موجعة وقاسمة لقطاع غزة «التصريحات تنضوي على تصعيد خطير وواسع والجبهة الداخلية باتت تطالب بذلك».
وقال الصواف: «إسرائيل في حادثة الجنود الثلاثة والعثور عليهم مقتولين مُنيَت بخسارة أمنية استخبارية وعسكرية كبيرة، وتحاول من خلال الرد عسكرياً على قطاع غزة ترميم صورتها الفاشلة والضعيفة بالمنطقة وأمام الرأي العام «الإسرائيلي» وهذا يزيد من قوة الانتقام». وتابع: «الفشل في الخروج بقرار واضح عبر «الكابينت الإسرائيلي» لم يكن أساسه توجيه ضربة أم لا، ولكن حجم الضربة العسكرية وقوتها».
ورأى أن جيش الاحتلال سيعمد في تصعيده في قطاع غزة إلى اغتيال قيادات عسكرية وازنة في الساحة الفلسطينية، وصولاً إلى حرب شاملة ومفتوحة مع القطاع. وأوضح أن المقاومة لن تصمت طويلاً أمام تلك السيناريوهات الدموية، وسترد بقوة على أية اعتداءات صهيونية، وفي حال شُنّت عملية عسكرية موسعة ستضرب المقاومة العمق «الإسرائيلي» كتل أبيب والقدس المحتلة. مشيراً إلى أن العدو لن يحقق أهدافه من الحرب على قطاع غزة وستنتصر المقاومة مجدداً.
تصعيد متدحرج حذر
من جهة أخرى، اتفق المحلل السياسي والخبير في الشأن «الإسرائيلي» حسن عبدو مع سابقه على أن جيش الاحتلال سيرفع من وتيرة العدوان تدريجياً وصولاً إلى حرب كحربي 2008/2009 و2012. وأضاف: «المقاومة سترد بشكل قوي على الخروقات والاعتداءات المتفرقة، حتى ترسل رسالة للعدو مفادها أنها تملك آلية الرد، وأنه لا يوجد عدوان من غير رد».
وتوقع عبدو أنه في حال نفذ الجيش «الإسرائيلي» ضربة لقطاع غزة سيُمنى بخسارة كبيرة على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية ولن يحقق أية أهداف تذكر، مشيراً إلى أن الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» لا تحتمل تعطيل الحياة في البلدات لأكثر من أسبوع، خصوصاً في المدن الكبرى كتل أبيب والقدس التي حتماً ستضربها المقاومة. ولفت إلى أن قرار «إسرائيل» الهجوم على غزة سيكون محسوباً وحذراً «بشكل كبير» وسيبرز مخاوف الاحتلال من المقاومة.
عنوان للانتقام من الفلسطينيين
هكذا عنونت القناة العبرية العاشرة تقريرها. فأكدت أن أحد المصاعب التي تواجه جيش الاحتلال حالياً في الانتقام من الفلسطينيين هو غياب العنوان الواضح للمسؤولين عن «عملية الخطف»، وأوضحت القناة العبرية في تقريرها أن أغلب التقديرات تشير إلى عمل خلية الخطف بشكل محلي ومن دون تعليمات من مستويات عليا بحماس في قطاع غزة، في حين بعثت «إسرائيل» رسائل غير مباشرة لحماس في أنها لا تنوي تصعيد الأمور إلا في حال رغبت حماس بذلك.
وقدَّرت القناة أن شن الحرب على قطاع غزة ليس بالأمر السهل، ولا يمكن اتخاذه تحت ضغط الرغبة في الانتقام، حتى لا تقع «إسرائيل» في حرب غير مدروسة، كما حصل في حرب لبنان الثانية، حين مني الجيش بهزيمة نكراء واضطر لاستجداء وقف إطلاق النار.
في حين تحدث خبراء عسكريون عن أن حتى ولو أرادت «إسرائيل» تفريغ انتقامها في القطاع فلن تجد اليوم هدفاً حياً لتضربه، فالكل تحت الأرض، ومن الأفضل انتظار الوقت المناسب لـ«إسرائيل» لتنفيذ هذه العملية لتحفظ لها عنصر المفاجأة.
ومع ذلك استبعد كثير من الساسة «الإسرائيليين» توجيه ضربة عسكرية حالية لغزة، وذلك على ضوء الثمن الكبير الذي ستدفعه «إسرائيل» من شل لاقتصادها وحياتها عبر إطلاق المقاومة للصواريخ من القطاع باتجاهها، وأن الحرب على القطاع يجب أن تتم وفق رؤية استراتيجية وليست نتيجة حب الانتقام.
شتات الاستخباري