الكعكي «يتمنّى» على صبرا أن يعتذر من فيروز!
أحمد طيّ
أصدر نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي بياناً جاء فيه: ما قرأته في مجلة «الشراع» للزميل حسن صبرا، لا يمكن أن يكون مقبولاً في حق عمود أساسي من أعمدة الفنّ في لبنان. إن الفنانة الكبيرة السيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، لم يستطع أيّ فنان لبناني أن يصل إلى مستوى فنّها.
وبدعم من العبقريين الراحلين الأستاذ عاصي الرحباني وشقيقه الشاعر منصور الرحباني، استطاعت السيدة فيروز أن تحتلّ مكانة رفيعة في عالم الفنّ إلى جانب عمالقة الفنّ في مصر مثل كوكب الشرق السيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، كما الموسيقار فريد الأطرش والأسطورة صباح.
إنها، والحق يقال، علم من أعلام لبنان. إنها كشجرة الأرز الخالدة وكقلعة بعلبك الأزلية. والتعرّض لها ما هو إلّا إساءة إلى كل مواطن لبناني آمن بفنّ فيروز الخالد على مدى الأيام. ولا نرى أيّ سبب أو أيّ مبرّر أو أي دافع للإساءة إلى السيدة فيروز. أما الكلام عن الكرم أو البخل أو شرب الكحول فمن قال لك، يا أستاذ حسن، أنك مسؤول عن محاسبة البشر في حياتهم الخاصة؟
إنّ نقابة الصحافة، تتمنّى على «الزميل العزيز» أن يرسل رسالة اعتذار إلى السيدة فيروز وإلى عائلتها ومحبّيها وإلى الشعب اللبناني. و«الرجوع عن الخطأ فضيلة» كما يقول المثل. «ومن موقع معرفتنا بارتباطك بالعروبة والراحل جمال عبد الناصر الذي خدم الفنّ المصري وكرّم الفنانين، كانت السيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب من الفنانين المميزين الذين حقّقوا مرتبة عالية عند الرئيس جمال عبد الناصر. أما بالنسبة إلى الشعب السوري الذي يحبّ السيدة فيروز ويعتبرها مطربته الأولى، فإنه يرفض المساس بشخصها، لا بل يعتبرها سفيرته إلى النجوم، لا بل النجمة الساطعة في العالم العربي. ومنذ الخمسينات كانت تغنّي فوق خشبة معرض دمشق الدولي الذي كان من أهم المعارض في عالمنا العربي».
وما يفترض التوقف عنده، أنّ الرئيس الراحل حافظ الأسد تولّى معالجة رفيق عمرها عاصي الرحباني عندما اشتد عليه المرض.
هذا في الخبر الذي يتضمّن بيان نقيب الصحافة اللبنانية الذي نحترمه، ولكن خطيئة بحجم هذه «الجريمة» يا سعادة النقيب لا تعالج بـ«التمنّي».
كنّا «نتمنّى» نحن ألّا «يتمنّى» سعادة النقيب، بل أن يستعمل صلاحياته كنقيب انتُخب ومُنح ثقة المؤسسات الصحافية الإعلامية. أن يضرب بيد من حديد كي يستقيم هذا الاعوجاج الذي يسود بعض الصحافة اللبنانية. كنّا «نتمنّى» من نقيب المحرّرين أيضاً أن يسحب صفة «الزميل» ممّن أساء إلى لبنان كلّه.
وهنا نسأل: هل شاهد حضرة نقيب الصحافة «اللازميل» وهو يدافع عن جريمته عبر برنامج «للنشر» على قناة «الجديد»؟ هل شاهد صبرا وهو يعلن عدم ندمه على ما كتب، لا بل تشبّثه بكلّ تلك التخاريف التي لا تمتّ إلى الحقيقة بِصلة، وإن كانت حقيقية فهي أمور شخصية تخصّ فيروز وحدها؟ هل شاهد حضرة النقيب، «اللاصحافي» صبرا وهو ينطق بأكثر الألفاظ قبحاً وسوقيةً بحق الزميل بيار أبي صعب على الهواء مباشرةً؟
لعمري أنّ المهدئات لم تعد تنفع يا سعادة النقيب، ومَن يكتب هذه السطور، إنما يكتبها انطلاقاً من كونه مواطناً لبنانياً عشق فنّ فيروز حدّ القداسة، تماماً كما الملايين من اللبنانيين والعرب. ومهما حاولنا الكتابة انطلاقاً من الضوابط الإعلامية البعيدة عن التشهير، إلّا أنّ صبرا يا سيدي النقيب لم يترك مجالاً لصبرنا ألّا ينفد.
حسناً كان تذكيركم يا سعادة النقيب بما حظيت به فيروزنا من الشام والشعب السوري والرئيس الراحل حافظ الأسد، وحسناً تكون مبادرتكم نحو تقويم الصحافة اللبنانية في ما يخصّ الحفاظ على المجد الذي وصل إليه لبنان من خلال عظماء كفيروز.