ظریف: نبذل كلّ جهدنا للتوصل إلی حلّ منطقي
بدأت في العاصمة النمساوية فيينا أمس مشاورات ثنائية بين الوفدين الإيراني والأميركي على هامش المحادثات النووية مع مجموعة دول «5+1»، تبعها عقد اجتماع رباعي بين الوفد الإيراني والدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وعقدت صباح أمس الجلسة الافتتاحية للجولة السادسة للمفاوضات النووية برئاسة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة في فيينا.
وضم الوفد الإيراني كلاً من مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي ومساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي والمدير العام للشؤون السياسية والدولية في الخارجية حميد بعيدي نجاد ومستشار الخارجية داود محمد نيا والمدير العام لشؤون إجراءات الأمان في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد أميري والمدير العام لدائرة الرئاسة في هذه المنظمة بجمان رحيميان، إضافة إلى فريق من المستشارين القانونيين من ضمنهم أمير حسين زماني نيا وجمشيد ممتاز.
وفي السياق، قال الوزیر ظریف علی صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فیسبوك» في إشارة إلی بدء جولة جدیدة من المفاوضات بین بلاده و مجموعة 5+1: «أنا وزملائي نبذل كل جهدنا للتوصل إلی حل منطقي ودائم»، مضيفاً أن الجولة الجدیدة من المفاوضات انطلقت أول من أمس في فیینا وستستمر وبشكل مكثف خلال الأسبوعین المقبلین.
وقال ظريف: «من الصعب توقع نتائج المفاوضات، نظراً إلى تعقید وارتباط المواضیع المتعددة بعضها ببعض والتي ینبغي الاتفاق حولها لكي یجري التوصل إلی تفاهم شامل، وإن تخمینات بعض وسائل الإعلام لا سیما في الغرب لا ینبغي أخذها علی محمل الجد لأنها تسعى إلی أثارة الأجواء والتأثیر في المفاوضات أكثر من تفسیر الخبر وإيصاله إلی القارئ». وأضاف: «ما یمكنني أن أؤكده لكم هو أنني وزملائي نبذل كل جهدنا للتوصل إلی حل منطقي ودائم وما نحتاجه أكثر من أي شيء آخر في هذه الطریق الصعبة، هو دعاؤكم لنا في هذا الشهر الفضیل».
وكان اجتماع ثنائي قد عقد في وقت سابق بين ظريف وآشتون للبحث في كيفية مواصلة مسيرة المفاوضات، ومن ثم عقد اجتماع ثلاثي ضم وكيل الخارجية الأميركية ويليام بيرنز.
وبحسب ما صرح مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي في وقت سابق فقد حُدّد سقف زمني لهذه الجولة من المفاوضات إلى 20 تموز وهو الموعد النهائي للأشهر الستة الأولى لبرنامج العمل المشترك.
وفي مقال نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية اعتبر ظريف أن فرصة استثنائية سانحة في المفاوضات مع 5+1 « إلا أنه للأسف ما تزال هنالك أوهام لدى بعض أطراف المفاوضات»، داعياً هذه الأطراف للتخلي عن أوهامها.
وأعلن ظريف في رسالة بالفيديو وجهها على أعتاب المفاوضات، أنه في الوقت الذي نقترب فيه من 20 تموز، أشعر بأنه ينبغي عليّ التحذير مرة أخرى من أن محاولات الحصول على التنازلات في اللحظات الأخيرة لن تؤدي إلى نتيجة أفضل مما حصلت عام 2005. وأضاف، لأولئك الذين مازالوا يتصورون بأن إجراءات الحظر هي التي جاءت بإيران إلى طاولة المفاوضات يمكنني القول فقط بأن الضغوط على مدى الأعوام الثمانية الماضية وفي الحقيقة على مدى الأعوام الـ35 الماضية قد اختبرت وفشلت.
وأكد ظريف أن إجراءات الحظر لم ولن تثني عزم الشعب الإيراني. وأضاف: «ما زالت أمامنا الفرصة للخروج من دورة تشديد الأوضاع. جربوا الاحترام المتبادل، سيعطي ثماره. نحن نسعى إلى الوصول إلى اتفاق، ليس اتفاقاً جيداً أو سيئاً، بل اتفاق عملي ومستديم، وإن أيّ اتفاق هو في الأساس نتيجة للتفهم المشترك وليس فرض مواقف طرف على طرف آخر».
وقال الوزير الإيراني، نحن على استعداد لنضمن عبر تمهيدات حاسمة أن البرنامج النووي سيبقى سلمياً. ما زالت الفرصة متوافرة لإنهاء خرافة أن إيران تسعى وراء صنع القنبلة النووية. ولنا لإثبات هذا الأمر الذي نقوله ماض يمتد 250 عاماً من عدم الاعتداء على أحد.
من ناحية أخرى، أكد وكیل الخارجیة الإیرانیة مرتضی سرمدي أن إمكان التوصل إلی اتفاق شامل متوافر لو امتنعت بعض الدول الغربیة عن طرح مطالب مبالغ فیها واحترمت حقوق الشعب الإیراني والأطر الدولیة. جاء ذلك خلال استقبال سرمدي، لمساعد وزیر الخارجیة الإیرلندي للشؤون السیاسیة بري روبینسون الذي یزور طهران في الوقت الحاضر.
وأكد المسؤول الإيراني أهمیة تطویر العلاقات الشاملة مع إیرلندا، معرباً عن أمله بعودة علاقات بلده مع هذا البلد ومع الاتحاد الأوروبي إلی مكانتها الواقعیة وعهد ازدهارها، لافتاً إلى ماضي الدور الإیجابي لإيران في حل وتسویة الأزمات الإقلیمیة، معتبراً حل هذه الأزمات بأنه بحاجة إلی الإدراك الصحیح لأوضاع المنطقة ولاعبیها ومشاركة وتعاون جمیع الدول.
وأعلن مساعد وزیر الخارجیة الإیرلندیة خلال اللقاء دعم بلاده لمسیرة المفاوضات النوویة بین إیران ومجموعة دول 5+1، واعتبر التقریر الأخیر للوكالة مؤشراً لوفاء إيران بتعهداتها، معرباً عن أمله بتوصل طرفي التفاوض في فیینا إلی اتفاق الحل النهائي.