هنا اليمن… التوشكا أكبر من الكاتيوشا!

خضر سلامة

تحت عنوان هنا اليمن وتعليقاً على الحرب السعودية على اليمن استذكر الزميل والناشط خضر سلامة الحرب «الإسرائيلية» على لبنان، مقارناً إياها بالحرب السعودية على اليمن لينتج عن هذه المقارنة مقال بسيط لكنّه يحمل في طيّاته معاني عديدة وقد قال في مقاله: «كانت الطائرات «الإسرائيلية» تقضم كل مرةٍ مقطعاً من طفولتي: يُمكنك أن تنسى أسماء أصدقاء الطفولة، أن تنسى وجوه الأموات أو أرقام هواتف الأحياء، أن تنسى الأماكن والشوارع والشجر التي استُبدلت بالباطون.. لكن لا يمكنك أن تنسى حرباً أعلنت عليك يوماً.

كعناقيد الغضب 1996، حينها هطلت الحرب «الإسرائيلية» على مدن الجنوب وقراه لغاية في نفس رسول السلام وكعبة الاشتراكيين الجدد، شمعون بيريز.

أكلت السنوات العشرون الكثير من أحداث ذاك العام، إلا أنها لم تمحُ صوت طبول المعركة التي كانت تقرع في الخبر العاجل على الإذاعة: كانت صواريخ الكاتيوشا العجوز تلعن مستوطنات العدو بزغاريد الجنوبيات وتحمل أدعية الجدّات لتزرعها خوفاً في «إسرائيل».

«موسيقى ستالين» كما أسماها الألمان في الحرب العالمية الثانية لم تكن رقماً صعباً في الحروب الحديثة، لكن المقاومة الفلسطينية التي أدخلتها في ثمانينات لبنان والمقاومة اللبنانية التي طورتها وغلفتها بالمعرفة والحكمة في التوقيت والهدف، جعلت من الخردة السوفياتية بطلة كباش المرحلة وكسرت ذراع «إسرائيل».

عشر سنوات تفصل بين الأذن الملتصقة بالإذاعة منتظرةً أخبار الكاتيوشا، وبين القلب المعلّق بحكايا اليمن وألوان مبانيه البهية، منتظراً آخر أخبار صواريخ التوتشكا… دبابات تُحرق وطائرات تدور عاجزةً وضباطٌ يُشنقون من نجومهم وشركات سلاح تولول من ضربات صاروخٍ فقير نحته ناس فقراء، حتى صار يشبه خناجرهم.

هذه الحرب انتهت في يومها الأول… وغداً يحمل الضباط الخليجيون أوسمتهم المضرجة بالهزيمة، ويتركون الأرض لأصحابها.

التوتشكا أكبر من الكاتيوشا والسعودية أصغر من «إسرائيل»، فكيف النجاة يا تنابل؟».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى