لافروف: لتنسيق إجراءات وقف إطلاق النار في أوكرانيا

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة تنسيق إجراءات وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في أوكرانيا بدلاً من الخطوات الأحادية الجانب.

وأشار لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار أمس إلى أن الغرب يجب أن يقنع كييف بضرورة تنفيذ ما جاء في إعلان برلين الذي جرى تبنيه أول من أمس خلال لقاء رباعي لوزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا. وأضاف لافروف أن الإعلان يتضمن الدعوة إلى عقد مجموعة الاتصال حول أوكرانيا بأسرع ما يمكن للاتفاق على نظام ثابت وطويل الأمد لوقف إطلاق النار.

وذكّر وزير الخارجية الروسي بأن الاتفاق المنجز في 21 شباط الماضي وبيان جنيف الصادر في 17 نيسان لم ينفذا على الإطلاق، وقال إن كييف التي تعلن هدنة ثم تنهيها تؤكد أن هدف إعلان الهدنة لأيام عدة يتمثل في توفير فرصة للمسلحين لإلقاء السلاح والتعويل على عفو، مؤكداً أن هذا النهج غير مقبول لأنه لن يؤدي إلى تحقيق تسوية مستمرة على المدى الطويل.

وأضاف الوزير الروسي: «لن يلقي أحد السلاح في حال وجود ما يهدد حياته»، مشدداً على أن إعلان برلين الذي جرى التوصل إليه أول من أمس يؤكد ضرورة التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار من خلال اتفاق ثنائي. داعياً إلى عقد اجتماع بهذا الشأن بأسرع ما يمكن، مشيراً إلى أن ممثلين عن جنوب شرقي أوكرانيا أكدوا أنهم مستعدون لذلك، وقال إن الكرة الآن في ملعب الغرب الذي يجب عليه إقناع سلطات كييف بتحديد مكان آمن ومناسب لعقد مثل هذا الاجتماع في أوكرانيا بسرعة.

في سياق متصل طالبت موسكو السلطات الأوكرانية بوقف قصف الأهداف المدنية في منطقة النزاع من أجل الحفاظ على أرواح السكان.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أمس، «نطالب السلطات الأوكرانية بحزم من جديد بوقف قصف المنشآت المدنية من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين».

وأضاف البيان: «نأمل أن النتائج الإيجابية للقاء الرباعي لوزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا في برلين يوم 2 تموز ستقنع الجانب الأوكراني بالعودة إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل».

كذلك دعا لافروف إلى إعلان هدنة لاستئناف المفاوضات لأن قادة جنوب شرقي أوكرانيا يوجدون حالياً في دونيتسك ولوغانسك حيث يستمر القتال بعد إنهاء الهدنة، مؤكداً أن استئناف المفاوضات يتوقف قبل كل شيء على قيادة كييف والرئيس الأوكراني.

جاء ذلك في وقت وافق البرلمان الأوكراني الرادا أمس على تعيين فاليري غيليتيه في منصب وزير الدفاع، إذ كان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو اقترح في وقت سابق من يوم أمس على البرلمان إقالة وزير الدفاع ميخائيل كوفال وتعيين غيليتيه مكانه. وقال بوروشينكو خلال تقديمه غيليتيه لنواب البرلمان إن أشخاصاً جدداً في الجهاز العسكري الأوكراني «قادرون على تصحيح الوضع في الجيش وكسر مخطط الفساد القائم منذ أعوام»، مضيفاً «نحن لن نسمح بتشويه سمعة جيشنا».

وتوجه الوزير الجديد إلى الرئيس ووعده أنه سيفعل ما بوسعه «لتأمين حماية المواطنين، وأعدكم بالهدوء والنظام في الدولة، وإعادة وحدة أراضي وسيادة الدولة»، مضيفاً: «أنا واثق من أن أوكرانيا ستنتصر، وأن استعراض النصر سيجري، من المؤكد سيجري، في سيفاستوبل الأوكرانية».

وأعلن بوروشينكو قرار تعيين الجنرال ميخائيل كوفال في منصب نائب سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني في أوكرانيا، كذلك أعلن تعيين فيكتور موجينكو رئيساً لهيئة الأركان العامة، الذي «أبدى بطولات خلال عملية مكافحة الإرهاب»، بحسب وصف بوروشينكو للعملية العسكرية جنوب شرقي أوكرانيا.

يشار إلى أن موجينكو شارك في الفترة ما بين 2003 ـ 2004 في بعثة القبعات الزرق في العراق، وفي عام 2012 عين في منصب نائب رئيس الأركان العامة للجيش الأوكراني.

وأوضحت مسؤولة صحية في مقاطعة دونيتسك في جنوب شرقي أوكرانيا، أن 160 مدنياً راحوا ضحية «العملية الخاصة» التي تخوضها سلطات كييف شرق البلاد.

ونقلت إحدى النشرات الإلكترونية الأوكرانية عن مديرة الشؤون الصحية في إدارة المقاطعة يلينا بيتريايفا قولها إن العدد الإجمالي لضحايا المواجهات العسكرية في المقاطعة يبلغ 279 شخصاً، بينهم 13 امرأة و4 أطفال، مضيفة أن هناك 93 جثة مجهولة الهوية، فيما سجل 26 من القتلى على أنهم عسكريون، حيث أنهم يرتدون زياً عسكرياً، أما بقية 160 شخصاً فيفترض أنهم مدنيون.

وأشارت المسؤولة إلى أن الحديث يدور عن القتلى الذين أجريت لهم اختبارات الطب العدلي، أما الخسائر في صفوف العسكريين الأوكرانيين فالأجهزة المعنية هي التي تقوم بتسجيلها ونقل الجثث.

وكانت هيئة الدفاع والأمن الأوكرانية أفادت بأن 200 عسكري لقوا مصرعهم وأصيب 600 آخرون بجروح منذ بداية «العملية الخاصة» في جنوب شرقي البلاد في شهر نيسان الماضي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى