حوار موسكو ـ واشنطن: مؤتمر نيويورك وفق مخرجات فيينا

ناديا شحادة

بينما يجري العلاج الديبلوماسي للجرح اليمني باعتباره آخر جرح فتح تجري مباحثات أميركية روسية تحضيراً للانتقال إلى المرحلة الثانية مباشرة في العلاج، وهي الجرح السوري فعلى وقع الخروق السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن ينزل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضيفاً على موسكو ليلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين، حيث تصدر الملف السوري أجندة المباحثات التي عقدت بين الطرفين في 15 كانون الأول واستمر اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي ثلاث ساعات ..

يؤكد المتابعون أن الدلائل الآتية من أروقة الحوار الروسي الأميركي تشير إلى التسوية التي يتم التحضير للبدء بإنجازها في سورية، حيث بات واضحاً أن واشنطن وموسكو تحرزان تقدماً ملحوظاً في الوصول إلى نقاط التقاء واتفاق حول مستقبل الوضع في سورية، وهذا ما أشار إليه جون كيري، حيث قال واشنطن وموسكو تقاربا موقفاهما إزاء المسائل الصعبة حول سورية.

وتم الاتفاق على مؤتمر نيويورك وفق مخرجات فيينا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 15 كانون الأول، حيث قال إنه تم الاتفاق على عقد لقاء جديد لمجموعة دعم سورية على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك في 18 من الشهر الجاري، مضيفاً اتفقنا مع واشنطن على تقديم مشروع قرار بشأن سورية إلى مجلس الأمن بناء على بنود اتفاق فيينا 2 الذي عُقد في 14 تشرين الثاني واتفق الدبلوماسيون الذين يمثلون الدول الداعمة لأطراف النزاع المختلفة في سورية على جدول زمني للتحول السياسي في سورية يهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في البلاد، فتصريحات لافروف التي أعلنها حول الاتفاق مع واشنطن على تقديم مشروع قرار بشأن سورية إلى مجلس الأمن بناء على بنود اتفاق فيينا الذي يؤكد الترابط الوثيق بين محاربة الإرهاب وعملية سياسية موازية وفقاً لبيان جنيف 1 يكون بذلك قد نعى مؤتمر الرياض الذي حصل في التاسع والعاشر من الشهر الحالي وجمع عدداً من كيانات المعارضة، منها الائتلاف وهيئة التنسيق وشخصيات معارضة مستقلة. وشكل هذا اللقاء اختراقاً حقيقياً لحالة التشظي التي تسود فصائل المعارضة السورية سواء السياسية في الخارج أو التي تحمل السلاح في الداخل، وأسفر المؤتمر عن تحديد آلية لتشكيل وفد المعارضة في المفاوضات المرتقبة في نيويورك تتمثل في إنشاء لجنة عليا للمفاوضات مكوّنة من 33 شخصاً وتتخذ الرياض مقراً وتكون بمثابة مرجعية للوفد التفاوضي.

يؤكد الخبراء ان التقارب الأميركي الروسي الذي بدا واضحا هذه الايام حول الازمة السورية، بعد سقوط رهان الدول المتحالفة لإسقاط حكومة الرئيس الاسد، رغم الدعم الكبير الذي قدمته هذه الدول للجماعات الإرهابية لتحقيق هذا الهدف، باتت المعارضة السورية والرياض الآن قي خندق الرقم الأضعف وفق المعادلة الراهنة، ولاسيما مع بروز روسيا التي عززت تواجدها العسكري في سورية وعززت تحركاتها الدبلوماسية لحل الأزمة في هذا البلد. هذه التحركات جعلت من موسكو فاعلاً رئيسياً في المعادلة السورية وبالذات بعد تدخلها العسكري لمساندة الجيش السوري في محاربة الجماعات الإرهابية، الذي قلب موازين القوى ميدانياً ورفع منسوب الشعور بالقوة والنصر للجيش السوري والشعب السوري والرئيس الأسد الذي عزز موقعه واستطاع أن يوظف بشكل جيد ورقة التنظيمات الإرهابية وفي الوقت نفسه خفف من غلواء القوى الكبرى تجاه بقائه أو رحيله. فالشعب السوري هو الوحيد الذي يقرر مستقبل بلاده وهذا ما أكدته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، مشيرة إلى أن واشنطن في حال طرحها الخطط لتغيير السلطة في سورية يجب أن تسحب توقيعها من بيان جنيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى