بيان هيئات ثقافيّة

جاءنا البيان الآتي:

في اليوم الأول من شهر تموز الجاري، عقدت لجنة المتابعة، للهيئات الثقافية، اجتماعاً في مقر المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في بيروت، تداولت فيه الرأي في الوضع اللبناني المأزوم وفي ما يجري من أحداث بالغة الخطورة في كل من العراق وسورية.

إثر هذا التداول في الرأي أجمعت الهيئات الثقافية على إصدار البيان التالي:

انطلاقاً من المسلّمات الإنسانية، والتزاماً بقضايانا الوطنية والعربية وأخذاً بمفهوم المواطنة وحرية الفرد والمجتمع وإقراراً بالتنوّع والتعدّدية والحوار الديمقراطي وبشرعة حقوق الإنسان، ونبذاً للعصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية وحفاظاً على أسباب الحياة الكريمة والاستقرار الأمني، يرى المجتمعون ما يلي:

1 ـ لبنانياً:

أ ـ في الشأن الأمني:

يحذّر المجتمعون من عودة التفجيرات الإرهابية وضرب الأمن الوطني، إذ أطلّ الإرهاب برأسه مجدداً ليزهق الأرواح ويحصد الأبرياء ويهدم الأبنية، ويقدّر المجتمعون وقفة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب، ويهيبون بالمواطنين التحلّي بالوعي واليقظة، وبالتحصّن بالوحدة الوطنية، والحرص على الاستقرار الأمني إحباطاً لمخططات الإرهابيين التكفيريين، الظلاميين على تنوّع مواقعهم وانتماءاتهم.

ب ـ في الشأن السياسي والاجتماعي والثقافي

يطالب المجتمعون المجلس النيابي، بأداء واجبه في انتخاب رئيس للجمهورية، عملاً بالميثاق الوطني والدستور، وسعياً لملء الشغور في سدة الرئاسة، وإعادة هيبتها، احتراماً لإرادة الشعب اللبناني والديمقراطية، وما يعكسه ذلك من اطمئنان، وخروج من هذا النفق، ثم وصولاً للاستعداد لانتخابات نيابية وفق قانون انتخابي حديث، والمطلوب من المسؤولين، العمل على توفير شروط الأمن المعيشي والاقتصادي، والإسراع بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتحقيق الإصلاح في القطاع العام لا سيما في الجامعة اللبنانية والمصالح المستقلة وذلك قطعاً لدابر الفساد المستشري كخطوة منتظرة منذ عهود على درب الإصلاح العام المنشود، والتمسك بمجتمعنا اللبناني، بتنوّعه الثقافي، كتعددية داخل الوحدة واحترام حق الرأي والتعبير.

2 ـ عربياً:

أ ـ في الشأن الأمني

بات الوضع العربي، عموماً، على «قاب قوسين أو أدنى» من الفوضى الهدّامة، وخصوصاً وضع بعض الدول العربية كما هو الحال في سورية والعراق، فهما راهناً في فوهة البركان، والخشية أن تطاول حِمَمَه ما حولهما، ولبنان ليس بعيداً عن ذلك لا سيما وأن مشروع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» داعش يمتد جغرافياً على مدى بلاد المشرق العربي ما يؤدي إلى تمزيق وحدات الدول العربية المستهدفة في المشروع والأخطر من ذلك محاولة هندسة الشعوب وفرض أنظمة ومذاهب عليها، كإعلان قيام «الخلافة الإسلامية»، الذي أطلقه، أمس، المتحدث باسم تنظيم «داعش» وبايع زعيمه أبو بكر البغدادي، «خليفة للمسلمين» في كل مكان. وفي هذا ارتداد عن الإسلام الحقيقي وخروج عن الهوية العربية وتنكّر للعروبة الحضارية.

يطالب المجتمعون الأنظمة العربية تطبيق شرعة حقوق الإنسان، واحترام حق الشعوب بالحرية وبتقرير مصيرها في إطار وحدتها الوطنية، وبملء إرادتها بعيداً عن أي ضغط أو تضليل، وما يجري راهناً في كل من العراق وسورية ليس له علاقة بحق تقرير المصير إنما هو الإرهاب الضارب أطنابه طولاً وعرضاً وتدميراً وتذبيحاً وتقتيلاً… وهو يستعر عنفاً بإذكائه إقليمياً ودولياً بعيداً عن مصالح الشعوب الحقيقية وعن إرادتهم الحرّة، والمطلوب راهناً استعادة الوحدة في كل من سورية والعراق، وحدة الشعب والأرض والدولة وذلك في مواجهة مؤامرات التمزيق وتسعير العصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية الأمر الذي من شأنه أن يصب مياهاً غزيرة في طاحونة الكيان الصهيوني العنصري.

ب ـ في الشأن السياسي والاجتماعي

المطلوب من القوى الشعبية العربية وهيئاتها المدنية:

ـ التمسك بتعددية المجتمعات العربية، من خلال التنوّع السياسي والديني والإثني والاعتقادي، والأخذ بمبادئ الحرية والمدنية والديمقراطية والحوار الوطني والاعتراف بالآخر دون المساس بخصوصياته، تطميناً للجميع ودرءاً للتهجير والهجرة القسرية أو الاغتراب القهري.

ـ مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه وإدانة مناصريه وداعميه.

ـ العمل في كل بلد عربي على تعزيز المجتمع المدني الديمقراطي الآمن والمستقر.

ـ معالجة قضايا الشعب الاجتماعية والاقتصادية وتلبية حاجاته الأساسية أخذاً بالعدالة الاجتماعية.

إن المسبّب والمستفيد الأوحد من كل ما يجري راهناً من صراعات في العالم العربي، هو الكيان «الإسرائيلي» العنصري الغاصب لفلسطين المحتلة، وإنّ أنجع سبيل لمقاومة هذا الكيان ولنموذجه العرقي تتأسّس على تضامن الشعوب العربية ونضالهم المشترك مع الشعب الفلسطيني.

الموقعون:

الحركة الثقافية ـ إنطلياس، اتحاد الكتّاب اللبنانيين، النادي الثقافي العربي، دار الندوة، المجلس الثقافي في بلاد جبيل، منتدى صور الثقافي، المجلس الثقافي للبنان الجنوبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى