فكرة بلجيكية ذكية لمواجهة عنصريّة ترامب
ذكرت صحيفة «ده مورخن» البلجيكية الصادرة، أنّ البلجيكي توم جالا، المُقيم في مدينة نيويورك الأميركية، تفتّق ذهنه عن طريقة ذكية للوقوف في وجه مرشّح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، بعد مطالبته بطرد جميع المسلمين من الولايات المتحدة الأميركية، وقوله مؤخراً في إحدى خطبه الانتخابية: «ربما علينا أن نفعل شيئاً في شبكة الإنترنت، علينا أن نطالب بيل غيتس وغيره من المتخصّصين بوقف شبكة الإنترنت في بعض بلدان العالم!».
هذا التصريح الذي دفع الكثيرين حول العالم إلى السخرية من المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، جعل الشاب البلجيكي توم جالا يعتبر أنّ هكذا تصريح لا ينمّ إلّا عن جهل صاحبه بعالم الإنترنت وخفاياه، وهو ما دفعه إلى محاربة ترامب بذات السلاح الذي يطالب بوقفه في بعض بلدان العالم، وهو الإنترنت.
وأنشأ الشاب البلجيكي موقعاً إلكترونياً تحت عنوان www.calltrump.today حيث يستطيع زوار الموقع إرسال رسائلهم الشخصية إلى المرشّح الرئاسي دونالد ترامب، ثم يتمّ تحويل هذه الرسائل إلكترونياً إلى رسائل هاتفية تصل إلى المسؤولين عن الانتخابات الرئاسية المُقبِلة، وإلى جميع هواتف العاملين في مختلف الحملات الانتخابية للأحزاب المتنافسة في السباق الرئاسي الأميركي المقبل.
المثير في قصة موقع توم جالا، أنّه في اليوم الأول لإطلاقه حصل على 3.500 رسالة من زوّاره، سرعان ما أُرسلت إلى هواتف جميع المشاركين في الحملات الانتخابية الأميركية، بما فيها هواتف أنصار ترامب نفسه، وهو ما يوضّحه جالا في حديثه لصحيفة «ده مورخن» قائلاً: «استطعنا شراء أعداد ضخمة من أرقام هواتف المشاركين في حملة ترامب الانتخابية وأنصاره، وبدأت هذه الرسائل الهاتفية تصل إلى هواتفهم في شكل رسائل صوتية».
وحول قانونية هذه الحملة التي ربما تُعتبر تشويهاً لشخصية عامة، قال توم جالا في حواره مع الصحيفة البلجيكية: «أعترف أنّني منذ إنشاء الموقع لم أعد أنام بشكل جيد، ذلك لأنني أعرف جيداً أنّ ترامب مُحاط بجيش من المحامين البارعين، هو يستطيع بنفوذه أن يُدخلنا في العديد من المشاكل القضائية، لكننا سنستمر دفاعاً عن مسلمي أمريكا ضدّ مرشح رئاسي جاهل».
توم جالا يُعلن صراحة في حواره مع الصحيفة أنّه ليس خائفاً من دونالد ترامب ونفوذه، لكنه يعترف أيضاً بأنّه بدأ في تشكيل عدد من المحامين ليكونوا خلفه كمستشارين للموقع وما تحتويه الرسائل التي تصل إليهم، وأضاف قائلاً: «أعرف أنّنا مهدّدون بالسجن، لكن هذا سيكلف ترامب وحملته أيضاً الكثير من الوقت في المحاكم الأميركية، وأعتقد أنّه ليس مستعداً لإضاعة هذا الوقت في قاعات المحاكم لأنه سيكون مشغولاً بحملته الانتخابية».