مؤتمر الرياض… شرعية من دون تشريع!

في الحقيقة، إنني لا أرى أمامي إلّا مشهداً قبلياً عنترياً جاهلاً حاقداً، مشهداً للاقتتال البربري الهمجي. فكلّ يريد أن يحمي جماعته ويُخرجها من حيّز التصنيف الإرهابي. الدول كلّها كما يدّعون متفقة للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب. ولكنهم مختلفون على أمر بسيط جدّاً: تسمية الإرهاب وتصنيفه!

فقد ضاع حكّام الدول المسيّسة وحكام الدول المتقمّصة للسيادة، ضاعوا والتقوا في كلّ أمرٍ إلّا في تسمية الإرهاب وتصنيفه. وكأنّ الإرهاب مخلوق فضائيّ لم ينسب له بعد تصرّف على الأرض يصار من خلاله إلى تسميته.

مؤتمر الرياض بعدم شرعيته ما هو إلا جزء من الكلّ في المشهدية التراجيدية والكوميدية في الوقت نفسه. إنّه سلسلة من الانقياد والعبودية، جعجعة إعلامية لا أكثر. يريدون منّا أن نصدّق أنّ السعودية قرّرت أن تحجّ وتصبح داعية للسلام ولكن من دون أن يتداخل هذا الادّعاء الكاذب في ما يخصّ أمر تسليح أولئك الخونة بائعي الوطن وتمويلهم. باعوا الوطنية «قبّيضة» الدولارات. كلّ له شأنه لدى السعودية. فهي تريد السلام من جهة ولكنها تعلن بلسان جبيرها استمرارية حربها العرجاء ضدّ سورية إذا لم يرحل الأسد سلمياً ولكن هيهات أيها الوهابيون الواهمون. أليس الأحرى بكم أن تلجموا ذلك الصبي الجبير فيتوقف عن قول الحماقات بدلاً من عقد مؤتمرات الذلّ والعار و«المسخرة»؟ فنحن السوريون لا ننتظر السلام من صِبية «إسرائيل» ولا نريد التعاون مع صنّاع الإرهاب وداعميه لمكافحته. سننتصر على الإرهاب بصمودنا وتضحياتنا، بشرعيتنا المستمدّة من أحقية ما ندافع عنه ونقدّم لأجله كلّ ما نملك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى