نذر تفجر انتفاضة فلسطينية يدفع واشنطن للضغط «إسرائيلياً» وفلسطينياً للتهدئة ومنع اندلاع حرب جديدة الدعم الأميركي للعراق بالقطارة والهدف إيصاله إلى مرحلة القبول بتقديم التنازلات
حسن حردان
نُذر تفجر انتفاضة فلسطينية في ظل المواجهات التي اندلعت في الضفة الغربية والقدس إثر إقدام المستوطنين الصهاينة على خطف شاب فلسطيني وقتله وحرق جثته، دفع واشنطن إلى الاستنفار واستخدام نفوذها لدى «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية لمنع تدهور الوضع، طالبة من الحكومة «الإسرائيلية» المسارعة إلى اعتقال منفذي عملية قتل الفلسطيني لامتصاص النقمة الفلسطينية. وتزامن ذلك مع تحميل الإدارة الأميركية مسؤولية ما يحصل بسبب تراجعها عن خطتها بعد فشل جهود وزير الخارجية جون كيري في إعطاء الدفع للمفاوضات «الإسرائيلية» ـ الفلسطينية وإخراجها من عنق الزجاجة لكبح جماح القادة «الإسرائيليين» والفلسطينيين، ودفعهم لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر، لأن آخر ما تريده أميركا هو اندلاع حرب جديدة في المنطقة.
في هذا السياق، كشف النقاب عن اتصالات مصرية مع «إسرائيل» لمنع شن عملية عسكرية على قطاع غزة في أعقاب طلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من القاهرة بالتدخل، غير أن المراقبين رأوا في هذا التسريب «الإسرائيلي» محاولة لتبرير القرار الذي اتخذته الحكومة «الإسرائيلية» أول من أمس بالتراجع عن تنفيذ العدوان خوفاً من تداعياته السلبية، بناء على نصيحة المؤسسة العسكرية «الإسرائيلية»، وبالتالي الإيحاء بأن القرار جاء نزولاً عند طلب الحكومة المصرية.
من جهة أخرى، فإن الدعم الأميركي للعراق لا يصل إلّا بالقطارة على رغم أن مخزون الجيش العراقي من الأسلحة الثقيلة والقنابل والذخائر أصبح في أدنى مستوياته، ما طرح تساؤلات عن سر هذا التباطؤ الأميركي والغاية منه، والذي يبدو أنه يستهدف إيصال العراق إلى مرحلة يصبح معها بالإمكان مقايضته بالتنازلات السياسية التي تطالب بها واشنطن.
من ناحية ثانية، كان لافتاً استعانة الحكومة المصرية برئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير لتقديم استشارات لمصر في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية في إطار الخطة التي تموّلها الإمارات العربية.
غير أن الإصلاح الاقتصادي الذي يسعى بلير إلى تطبيقه في مصر يقوم على تطبيق سياسة الخصخصة، والتحرر من القيود التي تعيق عمل ممولي هذا المشروع الإصلاحي الذي أثبت فشله في بريطانيا نفسها، فيما تمخض عن كوارث في فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان يعتمد سياسات الانفتاح الاقتصادي وتحرير الأسواق وتصفية القطاع العام، ما تسبب بتراجع معدلات النمو وفرض العمل وارتفاع الأسعار وإفقار المصريين وتمركز الثروة بيد قلة من رجال الأعمال، وهو الأمر الذي شكل أحد أسباب ثورة الشعب المصري ضد نظامه. غير أن مثل هذا التوجه يثير التساؤل حول ما إذا كانت الحكومة المصرية الجديدة قد قبلت بالإصلاحات الاقتصادية التي ترضي الدول الخليجية لقاء تقديمها الدعم المادي، ما يعني الاستجابة بطريقة غير مباشرة لشروط صندوق النقد الدولي.
«هآرتس»: أميركا تضغط على الأطراف لمنع تدهور الأوضاع في الضفة
«الولايات المتحدة الأميركية تضغط على الأطراف لعدم تدهور الأوضاع في الضفة الغربية» هو عنوان تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» جاء فيه: «إن أميركا دخلت بثقلها وبدأت تضغط على الطرفين الفلسطيني و«الإسرائيلي» لضمان عدم تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، في أعقاب يوم دام من المواجهات العنيفة التي اندلعت بين المواطنين الفلسطينيين في أكثر من محافظة ومدينة وقوات الاحتلال، كردّ فعل على استشهاد الطفل محمد أبو خضير الذي خطفته مجموعة يهودية متطرفة وقامت بقتله».
ولفتت الصحيفة إلى «أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما وجها إدانات لعملية قتل الطفل أبو خضير بأشد وأقصى العبارات، في محاولة منهما للتخفيف من حدة احتقان وغضب الطرف الفلسطيني على الصعيدين الرسمي والشعبي». وأشارت إلى أن «المسؤولين الأميركيين اتصلوا بالطرف «الإسرائيلي» وحذروه من الدخول في موجة من دورة الانتقام والانتقام المضاد وطالبوا السلطات «الإسرائيلية» بإلقاء القبض على من نفذ عملية الخطف والقتل ومحاسبتهم».
«واشنطن بوست»: على الولايات المتحدة المساعدة في تهدئة التوتر بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين
دعت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الولايات المتحدة إلى «المساعدة في تهدئة التوتر بين «إسرائيل» والفلسطينيين بعد اشتعال الأحداث في المنطقة إثر العثور على جثث «الإسرائيليين» الثلاثة الذين اختطفوا الشهر الماضي».
وقالت الصحيفة: «إن «الإسرائيليين» والفلسطينيين يشهدون الآن كيف يمكن أن ينتشر العنف سريعاً بسبب المتطرفين». ورأت: «أن استجابة رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس للأحداث اتسمت بالنضج النسبي، بعدما استنكرا عمليات القتل ورفضا ردوداً أكثر تطرفاً اقترحها بعض من الجانبين»، إلا أنها أشارت إلى أن «كليهما سيتعين عليه أن يفعل المزيد ويقاوم أسوأ غرائزه، إذا أراد أن يتجنب المزيد من سفك الدماء».
وذهبت الصحيفة إلى القول: «بأن أصل المشكلة يكمن في انهيار مفاوضات السلام التي حاول أن يتوسط فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري. فقد أوقف نتنياهو خطة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتحول عباس إلى حماس ووقع معها اتفاقاً لتشكيل حكومة وطنية وإجراء انتخابات، وقامت «إسرائيل» بالتنديد بالاتفاق، بينما قامت حماس بتكثيف هجمات الصواريخ من غزة الشهر الماضي. وبعدها جاء اختطاف المراهقين «الإسرائيليين» الثلاثة. وتقول «إسرائيل» إن الجناة اثنين من أعضاء حماس ربما أرادا رهائن لمبادلتها بالسجناء الفلسطينيين، لكنهم قتلوا لأن أحدهم ربما يكون قد طلب الشرطة على هاتف خلوي».
وقالت الصحيفة: «صحيح أن عباس دان قتل «الإسرائيليين»، إلّا أنه لم يتراجع عن تحالفه مع حماس، وألمح إلى أن رده للعنف سيكون تصعيداً لحملة فلسطين للحصول على عضوية المنظمات الدولية، وهي استراتيجية ذات آثار عكسية مثل المستوطنات «الإسرائيلية»،على حد قول الصحيفة.
وخلصت في النهاية إلى القول: «إن الإدارة الأميركية قد تراجعت عن المنطقة بعد فشل جهود السلام، واستقال مبعوث الخارجية الأميركية للمنطقة الأيام الماضية، إلاّ أن النفوذ الأميركي مطلوب لكبح جماح القادة «الإسرائيليين» والفلسطينيين ولدفع الجانبين نحو خطوات لتهدئة التوتر. فآخر ما تريده الولايات المتحدة في الشرق لأوسط هو اندلاع حرب جديدة».
«يديعوت أحرونوت»: اتصالات مصرية بـ «إسرائيل» لمنع أي عملية عسكرية على غزة
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية»: «أن القاهرة تجرى اتصالات عدة مع «إسرائيل» لمنع شن أي عملية عسكرية في قطاع غزة، بعدما تلقت القاهرة طلبات من قيادات فلسطينية بالتدخل».
وأضافت الصحيفة: «أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن هو من طلب من القيادة المصرية التدخل وقيادة اتصالات مع دول أخرى من أجل الضغط على «إسرائيل» لعدم تنفيذ العملية التي تلوّح بها من حين لآخر». وأوضحت: «أن هذه الاتصالات تأتي في وقت تمهد «إسرائيل» الرأي العام الدولي لتأييد العملية العسكرية في القطاع رداً على مقتل 3 «إسرائيليين» في الخليل».
«ديلي تليغراف»: دوامة العنف
وذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية: «أن السلطات «الإسرائيلية» تعتقد أن حماس هي المسؤولة عن خطف المراهقين «الإسرائيليين» الثلاثة وقتلهم»، وأضافت: «حماس تنفي أي صلة بهذه العملية إلّا أنه إذا ثبت أن منفذي هذه العملية ينتمون إليها، فإنها بذلك ستكون سددت ضربة للرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وأوضحت الصحيفة: «أن «الإسرائيليين» الغاضبين من مقتل الشبان الثلاثة، طالبوا حكومتهم باتخاذ خطوات حاسمة ضد غزة، وجعل حماس تدفع الثمن». وأشارت إلى «أن خطف فتى فلسطيني من القدس الشرقية وقتله على يد مستوطنين أثار موجة من الغضب في الشارع الفلسطيني، وقد اعتبرت هذه الحادثة رداً انتقامياً على مقتل الشبان «الإسرائيليين»».
وقالت الصحيفة البريطانية: «إن عملية البحث عن الشبان «الإسرائيليين» الذين اختفوا لأكثر من أسبوعين أدت إلى مقتل 5 فلسطينيين واعتقال 400 شخص ووضع كثير منهم قيد الاعتقال الإداري». واختتمت بالقول: «إن المتعصبين في نهاية الأمر هم الرابحون في هذا الصراع، أما الخاسرون فهم دعاة السلام»، مضيفة: «مع استمرار دوامة العنف وتوالي الانتقامات، ومع قدرة «إسرائيل» على إحداث أضرار بالغة، فإن الفلسطينيين سيدفعون ثمن ما ترتكبه الأقلية منهم».
«معاريف»: القيادة تستغل مقتل «الإسرائيليين» لتنفيذ أجندات استفزازية
لفتت صحيفة «معاريف الإسرائيلية»، في تقرير تحت عنوان «القيادة السياسية تستغل الحزن العام لتنفيذ أجندات استفزازية خاصة» إلى «أن القيادة السياسية في «إسرائيل» تستغل حالة الحزن على قتل «الإسرائيليين» الثلاثة، لتحقيق أجندات شخصية استفزازية، على حساب الحزن الوطني».
وقال الكاتب رون كوفمان: «إن قادة المستوطنين انضموا إلى المجلس الوزاري المصغر المشتعل بخطط وأفكار للانتقام من الفلسطينيين وحماس، ليرددوا مطالب تبدأ بإغلاق التلفزيون الفلسطيني مروراً بضم مستوطنة غوش عتصيون وتوسيع مستوطنة كريات أربع وصولاً إلى إعادة احتلال غزة والقيام بعملية على مستوى السور الواقي وإفناء حماس»، مضيفاً: «هؤلاء هم النواب الذين اختارهم الشعب يتحدثون وكأننا انتصرنا حقاً في الحروب والحملات منذ حزيران».
«لوفيغارو»: المساعدات الأميركية للعراق تصل بالقطارة
نشرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تقريراً تحت عنوان «المساعدات الأميركية للعراق تصل بالقطّارة»، مشيرة إلى «أن الجيش العراقي يواصل الهجوم على عناصر «داعش»، لكن وبحسب بغداد، فإن مخزون الأسلحة الثقيلة والقنابل والذخائر في أدنى مستوياته».
وقالت الصحيفة: «إن المساعدات الأميركية تصل بالقطارة إذ جرى تسليم 75 صاروخ جو أرض بصورة طارئة، تضاف إلى الصواريخ التي أجري تسليمها سابقاً، وأخرى يتوقع إرسالها هذا الشهر». ونقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم: «إن 75 صاروخاً تكفي لثلاثة أيام من القتال حول تكريت». وتساءلت بعد استمرار الإدارة الأميركية في نشر مستشاريها: «هل يمكن لـ300 مستشار وبعض الصواريخ تغيير المعطيات؟».
كذلك نقلت الصحيفة عن المحلل ستيف كوك قوله: إنه «لو كانت إدارة أوباما تعتقد فعلاً أنها قادرة على تغيير مسار الأمور، لأرسلت مزيداً من الجنود»، مؤكداً أن «300 مستشار لن يتمكنوا في الوقت نفسه من تنسيق هجوم مضاد، وجمع المعلومات الاستخبارية، ورفع معنويات الجيش العراقي».
«غارديان»: بلير يقدّم استشارات لمصر بشأن الإصلاح الاقتصادي
ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية: «أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وافق على تقديم استشارات للرئيس عبد الفتاح السيسي تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية».
وقالت الصحيفة في تقرير: «إن بلير سيقدم استشارات حول الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع فريق عمل تموله الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة». وزعمت متحدثة باسم بلير لـ«الغارديان»: «إن قرار بلير بتقديم النصح والاستشارات لمصر لا توجد وراءه أية منافع شخصية، وأن موكلها لن يحصل على أية أموال من مصر، لا هو ولا فريق عمله».
وتابعت المتحدثة: «إن بلير سيقدم النصح وستكون لديه اجتماعات في مصر، وهذا هو الأمر».
ويدير بلير منذ تركه منصب رئيس وزراء بريطانيا في 2007، شركات استشارية تقدم النصح والاستشارات للعديد من الحكومات، ويُتهم بتضارب المصالح كونه يشغل منصب منسق الرباعية الدولية للسلام بالشرق الأوسط.
واعتبرت الصحيفة: «أن بلير أصبح ذا نفوذ لدى السيسي في الكواليس، ويعمل على الخطة الاقتصادية المصرية التي تمولها الإمارات، وبالنسبة له فإن الأمر يمثل معركة ضد الإسلاميين وفرصة عمل مغرية».
«غارديان»: طرد بلير ضرورة أخلاقية وديمقراطية
قالت صحيفة «غارديان» البريطانية في مقال لسيوماس ميلين بعنوان «بلير يجسد الفساد والحرب… لذا يجب طرده من منصبه»: «إن مصر ترزح اليوم تحت وابل من القمع الوحشي المتواصل منذ عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي غداة الانقلاب العسكري العام الماضي. إذ قتل حوالى 2500 متظاهر، ويمكن أن يكون العدد الحقيقي أكثر بكثير، في الشوارع وبلا رحمة على يد قوات الأمن المصرية، كما أن 20 ألف مصري يقبعون في السجون، و1000 ناشط سياسي حكم عليهم بالإعدام، إضافة إلى كبت الحريات وانتهاج سياسة تعذيب المعتقلين». وشهدت مصر في الآونة الأخيرة حكماً بالسجن لصحافيي قناة الجزيرة الثلاثة بسبب نشرهم «أخباراً كاذبة».
وأضاف ميلين: «إن مهندس الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي أضحى اليوم رئيساً لمصر، بعدما حظي بـ96 في المئة من أصوات المنتخبين. وقد وصفت هذه الانتخابات بالمزورة، وقد عمل على حظر جماعة الإخوان المسلمين». موضحاً: «هذا هو النظام الذي من المفروض أن يتعامل معه مبعوث الرباعية للسلام توني بلير الذي اختير لإسداء النصح في عملية «الإصلاح الاقتصادي في مصر» كجزء من البرنامج الذي تدعمه دولة الإمارات العربية المتحدة».
وقال كاتب المقال: إن «الإصلاح الاقتصادي» الذي يسعى بلير إلى تطبيقه في مصر ينطوي بلا شك على الخصخصة والتحرر من القيود التي تعيق عمل ممولي هذا المشروع، الأمر الذي أثبت فشله في بريطانيا».
واختتم بالقول: «إن استمرار بلير في دوره مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط هو فضيحة وإهانة لشعوب المنطقة»، مضيفاً: «يجب تجريده من أي سلطة عامة متبقية، كما يعدّ إبعاده اليوم ضرورة أخلاقية وديمقراطية».