مبادرة عون ديمقراطية تحتكم إلى الشعب وتضع حداً للبازار السياسي والتدخل الخارجي في الانتخابات «داعش» أفضل منفذ للسياسة «الإسرائيلية» ويلتقي مع «إسرائيل» على تقسيم المنطقة
لا تزال مبادرة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون تشكل محور الاهتمام. فهي تشكل بالنسبة الى نوابه مبادرة ديمقراطية تحتكم إلى الشعب وتراعي الخصوصية اللبنانية، فلا تطرح تغيير النظام السياسي بل تقدم طرحاً اصلاحياً ديمقراطياً الهدف منه تأمين المسار الطبيعي لإبعاد الشغور ومنع البازارات السياسية الداخلية والحيلول دون التدخل الخارجي بالانتخابات الداخلية، فيما الحوار الجاري بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وبين الأطراف الأخرى غير موجود في الدول العربية.
لكن من الواضح أن لبنان يعاني أزمةً بنيوية بسبب عدم تطبيق دستور الطائف ولهذا فإن الحل يكمن بإصلاح سياسي وانتخاب الرئيس من الشعب ووضع خطة لتطبيق الطائف، غير ان هناك احتمالاً بأن تسبق الانتخابات النيابية انتخاب رئيس الجمهورية.
اما على الخطر المتمثل بالارهاب فإن العمليات التفجيرية التي حصلت في لبنان هي موجة ارهابية بدأت من أحداث نهر البارد وتهدد لبنان لكن لبنان لديه حماية من نوع آخر وتكمن في تجربة العيش المشترك.
ومع ذلك من الضروري توفير شبكة أمان وطنية تساعد القوى الأمنية والعسكرية التي وفرت على البلاد بحراً من الدماء لكن هذا لا يعني أن لبنان يتجه إلى الفوضى فهو يتمتع بمناعة تمنع ذلك.
غير أن من الواضح أن تنظيم داعش يشكل أفضل منفذ للسياسة «الإسرائيلية» فهو يحاول إنشاء الإمارات ليحقق المشروع الذي لم تستطع «إسرائيل» تنفيذه وبالتالي فإن «داعش» التقى و»إسرائيل» على تقسيم المنطقة، ومن يعتبر بأن «داعش» جاء نتيجة تدخل حزب الله في سورية فهو مخطئ لأنه موجود منذ 35 سنة بأسماء أخرى.