أية أهداف يستهدفها «التحالف الإسلامي»؟
ناديا شحادة
تسعى السعودية جاهدة إلى حماية نظام حكمها في وجه رياح التغيير التي تهبّ على المنطقة، وهي تبحث عن دور إقليمي لها بعد الخيبات الكثيرة التي تلقتها نتيجة تدخلاتها في عدد من الملفات.
فبعد فشلها في الحرب التي تشنها على اليمن منذ تسعة أشهر، حيث أعطت هذه الحرب نتائج عكسية من بينها توغل أنصار الله في مناطق سعودية جنوبية مثل جازان ونجران، وبعد انعقاد اجتماع المعارضة السورية في الرياض قبل أيام وتشكيله هيئة عليا للإشراف على أي مفاوضات مع الحكومة السورية وتعرّض هذا الاجتماع لاعتراضات شتى من سورية وروسيا ومقاطعة الأكراد وفصائل وجماعات معارضة عدة له، أعلنت منتصف الشهر الحالي تشكيل تحالف عسكري إسلامي يهدف لمحاربة الإرهاب من 34 دولة معظمها ذات غالبية سنية وأبرزها تركيا ومصر، وباكستان التي استغربت زجها في اللائحة.
إعلان السعودية عن تشكيل هذا التحالف الذي سينشئ مركز عمليات مشتركة في الرياض ولا يضم دولاً إسلامية كإيران التي تعتبرها المملكة خصمها اللدود على المستوى الإقليمي وكذلك العراق وسورية اللذان وقعت مناطق منهما تحت سيطرة داعش، أثار الكثير من الشكوك والتساؤلات عن طبيعة الدور الذي سيلعبه هذا التحالف في محاربة الإرهاب وازدادت الشكوك بعد تصريحات العقيد العسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والناطق باسم التحالف العربي في اليمن في 15 من الشهر الجاري على أن التحالف العربي والإسلامي لمكافحة الإرهاب لن يقتصر فقط على قتال داعش.
فهذا الائتلاف العسكري الإسلامي أثار الشبهة، بحسب ما أكد بيان صادر من حزب الله اللبناني أول من أمس، مشككاً في جدارة الرياض في قيادته، التي ربما تحاول لعب دور في المشهد السوري المتوتر الذي يحقق جيشه العديد من الانتصارات على الإرهاب بمساعدة حلفائه من الطيران الروسي إلى رجال المقاومة اللبنانية العدو الأكبر لـ «إسرائيل» والتي تعتبرها المملكة منظمة إرهابية، حيث اعتمدت وزارة الداخلية السعودية في 7 آذار 2014 قائمة تضم داعش والنصرة والإخوان وحزب الله والحوثيين على أنها جميعها تنظيمات إرهابية.
ما يؤكده المراقبون هو ان السعودية التي تقاوم كل المحاولات الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في العالمين العربي والإسلامي تطالب بمحاربة الإرهاب إذ كان مطلبها جدياً يجب أن يبدأ من ترتيب البيت السعودي أولاً وإلغاء التحالف بين العائلة السعودية والوهابيين الذي عقد عام 1744 ونص على تقاسم النفوذ بين العائلتين فلا يمكن إقناع أي عاقل بالمحاربة الجدية للإرهاب مادامت وسائل الإعلام السعودية تتنافس في نشر الأفكار الوهابية التي تستلهم منها التنظيمات الإرهابية أعمالها، ويؤكد الخبراء الاستراتيجيين ان ما تحاول القيام به السعودية جراء هذا التحالف الإسلامي لا يصب سوى في مصلحة الكيان «الإسرائيلي» الذي لم يذكر مطلقاً لا في المؤتمر الصحافي الذي القاه الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وأعلن فيه عن قيام تحالف عسكري إسلامي للتصدي للإرهاب وكذلك لم يذكر ايضاً في تصريحات مستشار وزير الدفاع السعودي، ليبقى بذلك السؤال: هل السعودية تسعى من خلال هذا التحالف لضرب حركات المقاومة أو الجيش السوري وإلى إضعاف حزب الله الذي بات يملك قدرات متطورة تسمح له بإصابة كل نقطة في «إسرائيل» بصواريخ بعيدة المدى ويعتبر من منظور الحكومة الصهيونية أنه اخطر التحديات في الساحة السورية، حسب مركز ابحاث الامن القومي في «تل ابيب»؟