دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
لم أرَ بابا نويل مرتبكاً، وخائفاً، ومتردّداً، وحزيناً، كما رأيته اليوم. كان يحاول التسلّل إلى الشام، إلى أتراب له، تعوّدوا أن يستقبلوه كلّ عام في بيت من البيوتات السورية الرّحبة، يفتحون كيسه الأحمر، ويقايضون كلّ هدية يحملها إليهم بحزمة من الياسمين تليق بلحيته البيضاء.
اقتربتُ منه… كان كيسه فارغاً إلّا من دموعه، ومن صور جمعها من الجهات الأربع، صور لصغار سوريين نازحين يعيشون في العراء، ويمشون حفاة، وينامون على صدور أمّهات جفّ الحليب في أثدائهنّ.
وضع الكيس بين يديّ، وطلب منّي أن أنشر الصور في كلّ مكان، عسى أن يتذكّر من يقيم الزيناتِ الباذخةَ أنّ ثمّة صغاراً ضلّت بهم السبل، وضاعوا.