صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
«إسرائيل» لن تستطيع اعتراض صواريخ حزب الله
لا تخفي «إسرائيل» خشيتها وتوجسّها العميقين من المواجهة المقبلة مع حزب الله، ولكن أن يصل الأمر إلى أن يقوم قائد منظومة الدفاع الجوي في الجيش «الإسرائيلي» الجنرال تسيفكا حايموفيتش، إلى القول في مقالٍ نشرته صحيفة «معراخوت» العبرية العسكرية، إنّ إيران و«حماس» وحزب الله يواصلون تحسين ترساناتهم العسكرية من ناحية الكمّ والكيفية والخبرة والقدرة بهدف إيصال دقّة إصابة الصواريخ إلى نسبةٍ عاليةٍ جداً، فإنّ هذا القول يدلّ على أنّ «إسرائيل»، تقّر بعجز جيشها عن مواجهة آلاف الصواريخ التي ستطلق باتجاه العمق «الإسرائيلي» في الحرب المقبلة من الشمال والجنوب، وهذه الأقوال هي بمثابة ضوءٍ أحمر لصنّاع القرار في «تل أبيب».
علاوة على ذلك، أكّد الجنرال حايموفيتش في سياق مقاله أنّ حزب الله اجتاز حدود 130 ألف صاروخ، ذات المدَيات المختلفة، وبات يملك الآن عدداً أكبر بكثير من الرقم الذي كانت الاستخبارات «الإسرائيلية» تكرّره جهاراً ونهاراً. وبحسبه، فإنّ الأضرار التي ستحدث في «إسرائيل» نتيجة الهجمات الصاروخية ستكون خطيرةً جداً، والتي ستؤدّي إلى إحداث الهدم وإيقاع القتلى، علاوة على أنّ الصواريخ ستكون من أنواع مختلفة، الأمر الذي يمنحها القدرة على إيقاع الإصابات المادية والبشرية بصورةٍ لم تعرفها «إسرائيل» في السابق.
ووفق ما قال حايموفيتش، منذ أن قصف الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين عام 1990 «إسرائيل» وسبّب لها أضراراً فادحةً في الممتلكات، لم تقصف «إسرائيل»، ولكنّ القصف العراقي كان بمثابة رسالة لـ«إسرائيل» بأنّ الأعداء سيتمكّنون من زرع الدمار في العمق في حال كان بمقدورهم فعل ذلك.
ولفت محلل الشؤون العسكرية في موقع «واللا» لإخباري «الإسرائيلي»، أمير بوحبوط، نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة في «تل أبيب»، إلى أنّه بعد 25 سنة من القصف العراقي، بات أعداء «إسرائيل» في إيران، سورية، حزب الله و«حماس» أكثر قدرة من الناحية الكمية والكيفية في مسألة الصواريخ، وبمقدور الأعداء إصابة أي نقطة في جميع أرجاء «إسرائيل»، لأنّهم باتوا يملكون أنواعاً مختلفة من الصواريخ المتقدّمة والمتطورة.
الجنرال حايموفيتش، شدّد في مقاله على أنّ الأعداء، وإلى جانب تطوير الدوكترينا العسكرية المذكورة، يثابرون في إخفاء مواقع منصّات الصواريخ بهدف مباغتة «إسرائيل». وبحسب البحث الذي أجراه الجنرال المذكور، والذي شمل جميع الحروب التي خاضتها «إسرائيل» منذ إقامتها، فإنّ التكتيك الذي ينتهجه الأعداء يتكون من عنصريين: الأوّل، تحويل العمق «الإسرائيلي» إلى ساحة حربٍ، والثاني زيادة كمية منصّات الصواريخ الموجهة نحو المراكز المكتظّة بالسكّان لإيقاع أكبر قدرٍ من الإصابات، ولتصعيب مهمّة فرق الإنقاذ في عملياتها. وبرأيه، فإنّ العقيدة القتالية «الإسرائيلية» ترتكز على ثلاثة عوامل: الردع، التنبيه المسبق وحسم المعركة، على الرغم من أنّ هذه العقيدة لم يصادق عليها بشكلٍ رسمي.
ونقل الموقع العبري عن ضابطٍ كبيرٍ في سلاح الجوّ «الإسرائيلي» قوله إنّه خلافاً للحروب السابقة، فإنّ الدفاع عن العمق سيؤثّر سلباً على قدرة الجيش في تنفيذ الهجمات، إذ إنّ الجيش سيهتم، إضافة إلى ذلك، بالدفاع عن المنشآت الاستراتيجية والأماكن الحساسة، وإذا لم تتمكن «إسرائيل» من الدفاع عن هذه الأماكن، فإنّ الجيش لن يتمكّن من تنفيذ المهام المنوطة به، على حدّ تعبير الضابط، الذي شدّد على أنّ الدفاع غير من وظيفته، التي باتت تحمل عدّة مهمّات في الوقت نفسه.
علاوة على ذلك، أوضحت المصادر أنّ التهديد الصاروخي على العمق «الإسرائيلي» يؤرق وزير الحرب «الإسرائيلي» موشي يعالون، الذي يعتبره التهديد الأخطر والحقيقي اليوم على «إسرائيل»، وبالتالي يؤمن بأنّ الجيش بات ملزماً باستخدام منظومة «الصولجان السحري».
وأوضحت المصادر أنّ حزب الله وبعدما اجتاز حاجز 130 ألف صاروخ، فإنّه يعمل بشكلٍ حثيثٍ على حيازة قذائف أكثر دقّةً، والقادرة على حمل رؤوسٍ متفجرّةٍ، تصل زنة الواحد منها إلى مئات الكيلوغرامات، مثل صاروخ فاتح 110.
ولفتت المصادر إلى أنّه على الرغم من أنّ وسائل الإعلام الغربية أكّدت أنّ إسرائيل ضربت عدداً من قوافل نقل الأسلحة من سورية إلى حزب الله في لبنان، إلّا أنّ يعالون يعلم جيداً ويفهم أكثر بأنّ محاولات حزب الله للحصول على صواريخ أكثر تطوراً من الذي يملكه يعتبر بالنسبة إلى الجيش «الإسرائيلي» تحدّياً صعباً. وبرأي الجنرال حايموفيتش، فإنّ دخول منظومة «الصولجان السحري» إلى العمل، ستدفع حزب الله إلى إطالة أمد الحرب المقبلة، بهدف تحقيق الإنجازات الاستراتيجية، على الرغم من أنّ الجيش «الإسرائيلي» سيعمل بكلّ ما أوتي من قوّةٍ لتقصير فترة الحرب.
المناطق التي سيشملها جدار الفصل الجديد
أعلنت مصادر إعلامية «إسرائيلية» عن نيّة الجيش «الإسرائيلي» إقامة جدار في محيط بلدات ومناطق فلسطينية، بزعم إلقاء الحجارة منها، وقيادي فلسطيني يصفه بالجدار الهادف إلى السيطرة على أراضي الفلسطينيين.
وقالت «القناة الثانية في التلفزيون العبري»، إنّ الجيش «الإسرائيلي» سيقيم جداراً بارتفاع تسعة أمتار في مناطق: بيت أمر، العروب، وجوش عتصيون، وفي المناطق المجاورة لـ«شارع 60» جنوب الضفة الغربية.
وأوضحت القناة أن إقامة هذا الجدار، يأتي لمنع إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على أهداف «إسرائيلية».
من جانبه قال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، لوكالة الأناضول، إن قرار الجيش «الإسرائيلي» بإقامة جدار في محيط مناطق مهمة في جنوب الضفة الغربية، يأتي بهدف السيطرة على مناطق فلسطينية واسعة للمستوطنيين، وعزل مناطق أخرى لمنع أيّ فرصة لإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف البرغوثي أن هذه الجدران تضاف إلى 676 حاجزاً عسكرياً في الضفة الغربية، في مخطّط تسعى «إسرائيل» معه إلى تقسيم الضفة الغربية، والسيطرة على كافة مفاصلها الحيوية.
وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ بداية تشرين أول الماضي مواجهات بين الفلسطينيين والقوات «الإسرائيلية»، على خلفية إصرار المستوطنين اليهود على اقتحام المسجد الأقصى.