رائحة يوسف في طهران والدخول إلى جهنّم من باب المندب…!
محمد صادق الحسيني
أكدت مصادر عليمة أنّ الرئيس بشار حافظ الأسد سيزور طهران في بداية العام الميلادي الجديد – غالباً الأسبوع الأول منه – بناء على دعوة رسمية من الرئيس روحاني…
وسيلتقي الرئيس الأسد الإمام السيد علي خامنئي بشكل خاص، كما سيلتقي كبار القادة العسكريين والأمنيين المعنيين بشؤون المقاومة والحرب على الإرهاب…
هذه الزيارة إن دلّت على شيء، فإنما تدل على تحوّل جوهري في ميدان الحرب والسياسة أنجزته جبهة المقاومة تتم ترجمته اليوم في هذه الزيارة التاريخية الهامة. وهو ما يعزز في الوقت نفسه أن موضوع مصير الأسد بات أمراً لا جدال فيه وصار وراء الجميع، أكان المحبّون منهم والمكرهون او المذعنون بمن فيهم الأميركيون…!
ولكن مع ذلك ثمة ملاحظات لا بد منها في لحظة التحول التاريخية الحالية هذه ونحن نشهد إعادة رسم خرائط المنطقة:
انتباه 1
نيويورك: الأميركي منحاز كلياً لداعش وأخواته لكنه عاجز…!
لذلك أوكل المهمة لأتباعه وأذنابه الإقليميين، وهكذا الغرب عموماً…!
وهدفهم الرئيسي رأس المقاومة وسلاحها وتفكيك الدولة الوطنية السورية…!
لا تسمعوا أي كلام خارج هذا الإطار حتى لو أتاكم من صديق او حتى حليف…!
وعليه ليس هناك إرهابيّ شرير وآخر خيِّر، ولا معارضة مسلحة متطرفة وأخرى معتدلة…!
مَن يرمي السلاح كلياً وينبذ التمرّد ويعود إلى حضن الوطن أهلا به، وإلا فهو إرهابيّ…!
المؤمن كيس فطن…!
دخول أميركي مباشر على خط محاربة المقاومة وإعلامها…!
انتباه 2
جنيف: المبعوث الدولي منحاز من الأساس ويلعب دور حصان طروادة…!
لا تصدّقوه بكلمة إنما هو عبد مأمور…!
استمرار الوفد الوطني في المفاوضات تحت القصف وتحت الحصار الإعلامي خطأ فادح، ينبغي تصحيحه حتى لو اضطررتم للتهديد بالانسحاب من المفاوضات…!
انتباه 3
أنقرة عودة إلى أحضان تل أبيب…!
التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل وتركيا يسمح بإعادة العلاقات إلى طبيعتها، وذلك بعد لقاء جرى بين ممثلين عن الطرفين سراّ في النمسا، وتمّ التوصل إلى تفاهمات عدة، حيث
ستتمّ عودة السفراء إلى كلّ من أنقرة وتل أبيب ويتمّ إلغاء الدعاوى التركية بحق الضباط والجنود الإسرائيليين في قضية «مرمرة»، وسيتمّ البدء فوراً بمفاوضات ببن الطرفين لبيع الغاز من «إسرائيل» إلى تركيا.
مثل الجانب الإسرائيلي في اللقاء رئيس الموساد المعيّن يوسي كوهين، وهو يشغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي حالياً، ومن الجانب التركي نائب وزير الخارجية. هذا مع العلم أنّ هذا يعني تخلي أنقرة عن مطلب رفع الحصار عن غزة، إضافة إلى تعهّدات بملاحقة رموز مطلوبة من حماس وإعادة النظر في علاقتها معها…!
انتباه 4
الكونغرس الأميركي والمقاومة…!
إنّ الأنباء الواردة من واشنطن تؤكد من جديد بأنّ موجة العداء للمقاومة وإعلامها الذي تنطّحت له السعودية لم يقف عند حدّ قرار «عربسات» القاضي بوقف بث قناة «المنار» عن قمرها، بل استتبع قرار «عربسات» السعودية الهوى والسياسة بقرار صادر عن الكونغرس الأميركي يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع المقاومة، كما سيفرض الكونغرس عقوبات على تلفزيون «المنار»، الذي صنّفته الولايات المتحدة «منظمة إرهابية»، وتسعى إلى قطع بثه عبر الأقمار الاصطناعية. ما يؤكد أنّ القرار السعودي وما سيليه من قرارات أميركية، وما سبقها من خطوات فرنسية ليس مستغرباً، فالقرارات واضحة في استهدافها للمقاومة وذراعها الإعلامية ممثلة بـ«المنار» و«النور»…
ومَن يعمل على دعم الإرهاب في سورية والعراق، ومَن يصافح العدو الصهيوني، ومَن يقدّم له السلاح لارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، فليس غريباً عليه أن يحارب المقاومة ويحاول منع صوتها من الوصول إلى العالم ليكتشف مَن هو الإرهابي الحقيقي. وكيف يمكن لمملكة الرمال التي أغرقت اليمن وأبناءه بالدم والنار أن تتصرّف حيال مَن يكشف جرائمها وإرهابها في أكثر من منطقة في العالم، ظناً منها أنها تنجح في كتم صوت الحق، لكنها لا تدري أنه لشرف كبير لقناة «المنار» أن تخرج عن قمر «عربسات» وتعلن مع إذاعة «النور» عن انسحابهما من الاتحاد العربي، فهناك عشرات المنابر المسمومة والأصوات الطائفية الحاقدة المدعومة سعودياً وأميركياً والتي تعمل على مدار الساعة من خلال «عربسات» لبث سمومها، بينما «المنار» تعرض للعالم مجازر الإرهاب في سورية والعراق واليمن، بينما فضائيات النفط السعودي تصف العدو الصهيوني بـ«القوات الإسرائيلية» و«جيش الدفاع الإسرائيلي»، ما يعتبر خطوة للتطبيع الإعلامي مع العدو، في المقابل نجد «المنار» وحيدة تعلن موقفها الطبيعي إلى جانب الشعب الفلسطيني وتسمّي العدو باسمه وتكشف عدوانه وتفضح ارتكاباته، كما تدعم المقاومة والانتفاضة التي نشهدها حالياً في القدس من خلال تغطية عملياتها البطولية وتصدّيها لآلة القتل الصهيونية، وتظهر عملياتها البطولية للعالم كي يرى كيف أنّ العين تقاوم المخرز وتنتصر. لا يختلف موقف «المنار» في فلسطين عن موقفها في العراق وسورية واليمن، فهي تفضح الإرهاب وتكشف جرائمه الفظيعة وتظهر للعالم بأسره عمليات الذبح والقتل التي يرتكبها أولئك الإرهابيون المدعومون…
إذن فلنتحضّر ليوم المنازلة الأكبر على أبواب الجليل إذا ما تدافعت الأمور إلى خارج السيطرة…
انتباه 5
ومع ذلك نشمّ رائحة يوسف….!
ما يجري بين موسكو وواشنطن على هامش نيويورك كر وفرّ للإمساك بمفتاح الحلّ في سورية…!
ما يجري في جنيف بين أنصار الله وعملاء الرياض استراحة محارب، السعودية أكثر مَن يحتاجها…!
ادخلوا الحرب والسلام من أبواب متفرقة…!
المطلوب في الحالتين رأس المقاومة وسلاحها…!
مع ذلك فإنّ «عزيز مصر» لن يكون إلا أسد الشام…!
انتباه 6
قرن الشيطان إلى الانكسار…!
وأما خاتمة العدوان على أهلنا في اليمن فقد لخصها احد العارفين بخواتيم أعمال العباد بالآتي:
ناس يدخلون جهنم من باب قطع الأرزاق
وناس يدخلون جهنم من باب عقوق الوالدين
وناس يدخلون جهنم من باب المندب…!