الراعي: انتخاب الرئيس مدخل إلى الإصلاح
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أنّ ما تعيشه بلدان الشرق الأوسط، في هذه السنوات، من حرب ودمار وانقسام وحقد، ومن قتل ونزوح وتهجير، لدعوة ملحة إلى وعي ما يحاك لهذه البلدان من مشاريع هدامة».
وقال الراعي في عظة خلال ترؤسه قداس الأحد في بكركي: «لا بدّ من إرادة داخلية تقرر التفاهم والمصالحة، وتعمل جاهدة، مع الأسرتين العربية والدولية، من أجل إيقاف الحرب في سورية والعراق واليمن، ومن أجل حلّ القضية الفلسطينية، وتسعى إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وتبذل كلّ جهدها لإعادة المواطنين النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم». وأضاف: «آن الأوان لكي يقرِّرأبناء هذه البلدان ما يريدون هم لأوطانهم، لا أن يفرضه عليهم الآخرون، الذين لا يبغون سوى مصالحهم الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية على حساب شعوب هذه البلدان».
وتابع الراعي: «في ما السعي الآتي من سياسات خارجية بهدف ترويج الصراع بين الأديان والثقافات والحضارات وافتعاله، فإننا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط مدعوون لمواجهة هذا التحدي بالعيش الواحد، وبمواصلة تكوين هوية وثقافة مشتركة وحضارة خاصة ومصير واحد، بالرغم من مصاعب الحياة اليومية، علماً أن الصعوبات والمحن تصقل الشخصية الخاصة والشخصية الجماعية، بفضل حوار الحياة والثقافة والمصير الذي نعيشه بشكل طبيعي. وعلينا أن نحرص كل الحرص على حفظ الاعتدال، ونبذ التطرف والتعصب، ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدم وتقتل باسم الدين».
وفي الشأن الداخلي، دعا الراعي السياسيين «إلى التجرد من مصالحهم الخاصة المنافية للصالح العام»، والمسارعة «إلى التشاور بشأن المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي إلى كشف أوراقهم، والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى المزيد من الشلل والضرر والفوضى، وإلى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرِف، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء عملية الانتخاب وفقاً للدستور والممارسة الديموقراطية».
واعتبر «أنّ انتخاب الرئيس الكفوء، الحاصل على الثقة والدعم من الجميع، هو المدخل إلى إصلاح المؤسسات، ومعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية، والذهاب من حالة اللادولة إلى دولة منتظمة في مؤسساتها الدستورية العامة».