الحوار اليمني… الغموض سيد الموقف

مصطفى حكمت العراقي

رحّلت الأمم المتحدة الحوار اليمني إلى 14 من كانون الثاني يناير المقبل بعدما مهّدت لذلك بخطوات صغيرة اتفق عليها، لكنها ستبقى أسيرة النيات والميدان معاً… أبرز ما نتج عن حوار الستة أيام هو لجنة عسكرية بلا صلاحيات مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار ولجنة أخرى لتسهيل مرور المساعدات إلى اليمنيين، لكن مهمتها محصورة أولاً في تعز. وهو ما رفضه وفد صنعاء الذي طلب بأن تشمل المساعدات جميع اليمنيين وأن يطبق أولاً وقف إطلاق النار..

المبعوث الأممي إلى اليمن قال إن نتائج الحوار كانت جيدة وأعلن الاتفاق على عقد اجتماع جديد في أواسط الشهر المقبل، لكنه لم يعلن عن مكان الاجتماع.. وأشار ولد الشيخ أحمد إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء لجنة اتصال وتهدئة تتألف من مستشارين من الجانبين.

وكشف المبعوث الأممي أنه تم وضع تدابير لبناء الثقة بين طرفي الأزمة اليمنية، من بينها الإفراج عن المحتجزين.

أكد تمسك الأمم المتحدة في طلب رفع الحصار البري والبحري عن اليمن، ومطالبتها باستمرار وقف إطلاق النار رغم حصول العديد من الخروق له… بينما ذكرت مصادر من وفد حكومة هادي أن اللقاء المقبل سيُعقد في أثيوبيا… النتائج الإيجابية للمحادثات حسب تقييم المبعوث الأممي لم تكن على المستوى ذاته بالنسبة لوفد حكومة هادي رغم إعلانه تمديداً للهدنة لمدة أسبوع… مراقبون يمنيون قالوا إن مخرجات الحوار تعتبر فاشلة لعدم خروجها بنتائج ملموسة.. في ما أشار دبلوماسيون غربيون إلى أن المسار التفاوضي سيكون طويلاً جداً ومعقداً، لكن حوار فيينا الأخير وضع قاعدة يمكن البناء عليها… فيما انتهت جولة الحوار في سويسرا من دون التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب، واصلت طائرات التحالف السعودي تكثيف غاراتها على عددٍ من المدن اليمنية.

أما الجيش واللجان الشعبية فقد جدّدا استخدام الصواريخ البعيدة المدى. حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد شرف لقمان أن 300 هدف عسكري ومنشأة حيوية سعودية، أدخلت ضمن أهداف قوة الإسناد الصاروخية للجيش واللجان الثورية.

وقال لقمان في بيان صحافي: إن استمرار العدوان السعودي دليل قاطع على استهزاء قادته بدعوة الأمم المتحدة الأخير لوقف إطلاقِ النار.

وحذّر لقمان المرتزقة والعملاء من مغبة البقاء على الأراضي اليمنية، مؤكداً أن القدرات العسكرية للجيش واللجان الثورية المطوّرة قادرة على تغيير معادلة الحرب من حالة الدفاع عن النفس إلى الهجوم… حركة أنصار الله أصدرت بياناً رسمياً اعتبرت فيه أن التحالف السعودي كان ينتظر انطلاق المحادثات بهدف الغدر وتصعيد العدوان.. البيان قال إن الجيش واللجان الشعبية بصدد اتخاذ خيارات قاسية ستحدّدها الساعات المقبلة.. وأضاف أن التحالف عاجز عن تحقيق أي إنجاز في الميدان ويعمد عوضاً عن ذلك إلى ممارسة التضليل وصنع الانتصارات الإعلامية…

هذه التطورات توحي بأن الخيار العسكري في اليمن مستمر بالتصعيد وأن الميدان هو ما سيحدد موعد التسوية المقبلة وشكلها.. فمَن سينتصر في الميدان سيفرض شروطه.. أما المحادثات المقبلة فقد تكون كسابقاتها من حيث النتائج الشكلية والتي لا يمكنها وقف الحرب بشكل كامل، فالسعودية وحلفاؤها أيقنوا بأن رهانهم على كسر إرادة الشعب اليمني هو رهان خاسر، وتأكّدوا بأن التأخير في قبول الحل السياسي يعني تراجعهم في الميدان والسياسة بشكل أكبر، فما يمكن أن يقبل به أنصار الله في هذا الوقت لا يمكنهم القبول به مستقبلاً، لأن مؤشرات الميدان تُوحي بتقدّم الجيش اليمني واللجان الشعبية بشكل متصاعد وعلى أكثر من صعيد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى