العراق: معركة الرمادي «تنطلق خلال ساعات»
أعلن التلفزيون العراقي الرسمي أن القوات العراقية ستبدأ في الساعات المقبلة عملية عسكرية تهدف الى استرداد مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار الغربية» من أيدي التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» داعش ، وذلك نقلاً عن رئيس أركان الجيش.
ونقل التلفزيون عن القائد العسكري العراقي قوله إن «عملية تحرير الرمادي ستنطلق في الساعات القليلة المقبلة».
وكان الطيران العسكري العراقي قد ألقى أول أمس الأحد منشورات على المدينة ينصح فيها سكانها بمغادرتها خلال 72 ساعة حفاظاً على سلامتهم.
وكانت القوات العراقية قالت الأسبوع الماضي إنها حققت تقدماً على جبهتين في الرمادي، وإنها طردت مسلحي داعش من قاعدة عسكرية مهمة ومن حي التأميم الواقع غرب المدينة.
وبحسب تقديرات الجهات الاستخبارية العراقية، يوجد في الرمادي نحو 300 من مسلحي داعش.
من جانب آخر، أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش يوم الاثنين أن طائراته الحربية نفذت 15 غارة على أهداف للتنظيم المذكور في كل من سوريا والعراق.
وقالت قيادة التحالف المشتركة في بيان إن 12 من هذه الغارات استهدفت مواقع وآليات ومستودعات أسلحة للتنظيم في العراق، منها 6 غارات استهدفت مواقع قرب الموصل و4 قرب الرمادي وغارتان قرب بيجي.
وفي السياق، تستعد بعض الفرق والألوية التابعة للقوات العراقية للتوجه إلى الجبهة الشمالية تمهيداً لمعركة تحرير الموصل من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي سيطر على المدينة قبل عام ونصف العام.
وبحسب موقع «الحرة» فقد بدأت تلك القوات الالتحاق فعلياً بقيادة عمليات تحرير نينوى في مخمور، بعد أن كانت قد سحبت للمشاركة في معارك الأنبار قبل أشهر عدة، بحسب ما أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى هاشم البريفكاني عقب اجتماع اللجنة مع قائد العمليات اللواء نجم الجبوري في مقر القيادة جنوب الموصل.
وتحدثت الجهات الأمنية في نينوى عن قرب بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل، لكنها أشارت إلى أنها لن تنطلق إلا بعد انتهاء معارك الأنبار التي باتت وشيكة، بحسب البريفكاني.
من جهة أخرى، أعلن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي أمس أن عملية اقتحام الرمادي ستبدأ في الساعات المقبلة وذلك بحسب تغريدة على موقع «عراق الحرة» .
وكان الغانمي أكد في وقت سابق أن اقتحام مدينة الرمادي وتطهيرها من الإرهابيين بات قريباً جداً بعد أن أكملت القوات الأمنية الطوق حول المدينة.
وعزا رئيس أركان الجيش العراقي تأخر عملية تحرير الرمادي الى وجود المدنيين داخل المدينة، وأضاف: من أجل تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين تم تأخير إطلاق العمليات، وهناك توجيهات للقوات الأمنية التي ستقتحم المدينة باستقبال المدنيين وإخلائهم الى مناطق آمنة بالاضافة الى تقليل الأضرار بالبنى التحتية للمدينة.
على صعيد آخر، حذر سياسيون ونواب عراقيون وقياديون في فصائل الحشد الشعبي العراقية من خطورة تدخل الطيران الأميركي في عمليات تحرير مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار.
وأكدوا في تصريحات على خلفية استهداف الطيران الأميركي وحدة عسكرية في وضع قتالي على أطراف مدينة الفلوجة يوم الجمعة الماضي أن الضربة الأميركية لتلك الوحدة ليست خطأ كما يزعم الجانب الأميركي بل أمر مدبر لإحباط عزيمة القوات العراقية على تحرير مدينتي الفلوجة والرمادي.
وقال عبد الكريم العنزي وزير الأمن الوطني العراقي السابق إن الطيران الأميركي استهدف من قبل قطعات عسكرية ووحدات من الحشد الشعبي في محافظتي صلاح الدين والأنبار وإن هذه الضربة تأتي في سياق استهداف أميركي منظم للقوات العراقية.
وتساءل العنزي كيف يمكن للأقمار الصناعية الأميركية رصد مياه على المريخ ولوحة سيارة على الأرض ولا تستطيع معرفة هوية الوحدة العسكرية العراقية التي وجهت لها الطائرات الأميركية صواريخها.
وأكد العنزي أن «واشنطن تسعى إلى خلط الأوراق وإلى منع تحرير الرمادي والفلوجة وهما من معاقل الإرهاب الأساسية في العراق كي تبقي المأزق الأمني العراقي على سطح صفيح ساخن دائماً وتمرر تحته أجنداتها في تقسيم العراق وتحويله الى دويلات طائفية هزيلة».
من جهته، قال النائب محمد الكربولي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية منذ أشهر لم نسمع عن أي طلعات أميركية قريبة من الفلوجة ضد عصابات داعش، فلماذا حدث الخطأ الآن مع شروع القوات العراقية بالتقدم نحو تحرير أطرافها تمهيداً لاقتحامها.
إلى ذلك، قال النائب حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية إن الضربة الاميركية جاءت بعد أن حققت قيادة عمليات بغداد تقدماً واضحاً في العملية الأمنية التي تنفذها حالياً بمدينة الفلوجة ومواصلة جهودها لعزل المناطق التي تستولي عليها عصابات «داعش» الإرهابية وتطويقها، موضحاً أن الضربة أتت لإحباط هذه العملية.
ولم يستبعد النائب محمد ناجي، عضو كتلة بدر النيابية أن يكون الحادث رسالة تحذير أميركية من تحرير مدينة الفلوجة وأنها ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها هذه الأخطاء الأميركية.
وقال ناجي إن الحادث يكشف خطورة خوض معارك بغطاء أميركي وهو أمر لطالما حذرنا منه.
وفي هذا السياق، أوضح النائب حسن الساري، قائد سرايا الجهاد في الحشد الشعبي العراقي، أن الطائرات الأميركية ضربت جنوداً تابعين للواء 55 في الجيش العراقي وهذا اللواء موجود منذ وقت طويل في محيط الفلوجة ويحاصر المدينة من خلال أكثر من محور ولذلك فإن زعم الجانب الأميركي بأن الضربة خطأ زعم مرفوض.
وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت الجمعة الماضي استشهاد وإصابة 10 عسكريين عراقيين في ضربة جوية للطيران الأميركي جنوب مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار.