فلسطين تقاوم… وتزفّ الشهيد

شهدت عدة أحياء في مدينة القدس المحتلة مواجهات، وذلك قبيل انطلاق جنازة الشهيد الفتى محمد أبو خضير في حي شعفاط في المدينة المحتلة. وأغلقت الشرطة «الإسرائيلية» الشوارع القريبة من منزل الشهيد للحدّ من مشاركة سكان الحي في الجنازة. لكنّ جنازة الشهيد انطلقت متحدّية الحصار «الإسرائيلي»، إذ توافد آلاف الفلسطينيين في بلدة شعفاط في القدس لاستقبال الشهيد محمد أبو خضير والمشاركة في مراسم تشييع جثمانه بعد وصوله إلى البلدة، وسط تكبيرات وهتافات منددة بالاحتلال. حُمل الجثمان الطاهر على أكتاف الشباب ورفعت أعلام فلسطين على وقع صيحات وهتافات «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» و«عالقدس راجعين شُهدا بالملايين»، مطالبين بزوال الاحتلال وبانتفاضة ثالثة.

الناشطون على «تويتر» كان لهم دورهم أيضاً بالتشييع إذ أطلقوا «هاشتاغ: فلسطين-تقاوم »، وعبّر كلّ منهم على طريقته الخاصة للاحتفال بالشهيد ولمقاومة الاحتلال ولو من خلال كلمات عبّروا بها عن آرائهم.

«من زهقي»

كيف ينظر الشبّان إلى مجتمعهم ومحيطهم اليوم؟ كيف يرون الأمور من حولهم؟ وكيف يعالجون مشاكلهم؟ أسئلة لا بدّ لنا أن نطرحها. لكن أحياناً نعجز عن الإجابات كوننا لا نستطيع التواصل مع محيطنا بكامله. ما هي حقيقة تفكير هؤلاء؟ يمكن لنا وببساطة خلال جولة صغيرة على «تويتر» أن نعرف كيفية تفكير هؤلاء وما نوع تغريداتهم، فحتى التغريدات البسيطة قد توصلنا إلى بداية خيط تحليل الأزمة.

«هاشتاغ» جديد سرعان ما انتشر وسط المغرّدين وبسرعة فائقة، عنوانه «من زهقي».

كيف عبّر الناشطون عن آرائهم. بالطبع اعتبر البعض أن «الهاشتاغ» حقق نجاحاً كبيراً لأن اللبنانيين جميعهم في حالة ملل كبيرة، والبعض الآخر قال إنه سيهاجر من لبنان لأنه ما عاد يجد فيه شيئاً مفيداً، وآخرون قرّروا البحث عن شادي مع فيروز علّهم يجدوه بعد طول عناء، أمّا آخرون فاعتبروا أن هذا «الهاشتاغ» مخصّص للنقّ، وهذا هو اختصاص اللبنانيين جميعاً. إلى عددٍ من التغريدات الأخرى.

تغريدة

المؤسف، ومن خلال متابعة التغريدات على «تويتر»، نرى أن بعضها يكون لانتقاد الوضع الحالي، وبعضها الآخر لا طعم له ولا نكهة، ونلاحظ غياباً للفكر والثقافة والعلم، وهنا تبدأ الأزمة، فشعب نسي الفكر والثقافة كيف له أن يواجه مصيراً بكامله؟

«بكذب إذا بقلّك»

في غضون ساعات قليلة، تحوّل «هاشتاغ بكذب إذا بقلك » إلى «ترند»، من خلال مشاركات الناشطين الفاعلة، والتي ركّز من خلالها الشبّان على الوضع المأسوي الذي يعيشه معظم المواطنين اليوم. فحتى في «الهاشتاغات» التي لا تتناول موضوعاً سياسياً معيّناً، تكثر التغريدات الشاكية من الوضع الحالي. فقال البعض «بكذب إذا بقلك إنو نحنا شعب آخر همنا الطايفة»، أما البعض الآخر فتطرق إلى موضوع الكهرباء والماء والطبابة وعدم توفر فرص عمل للمتخرّجين ولغير المتخرّجين، فيما اعتبر آخرون أنهم سيكونون من الكاذبين لو اعترفوا بأن هناك شخصاً سعيداً في لبنان أو في الدول المجاورة، فالسعادة باتت من المستحيلات في زمننا هذا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى