مواجهات بالقدس المحتلة خلال تشييع الشهيد أبو خضير
رغم كل الإرهاب والإجرام الذي اعتمدته قوات الإحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني، أصر أهالي مدينة القدس المحتلة على تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد أبو خضير إلى مثواه الأخير في مقبرة بلدة شعفاط، بعد مماطلة تسليمه من قبل الإحتلال ليومين.
وشيع آلاف المواطنين ظهر أمس جثمان الشهيد الفتى محمد أبو خضير، في حي شعفاط بمدينة القدس المحتلة الذي قتله المستوطنون قبل يومين وحرقوا جثته.
وانطلق موكب التشييع من أمام منزل العائلة الذي احتشد أمامه منذ الصباح آلاف المواطنين. ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات المنددة بجريمة الاحتلال والمطالبة بالرد عليها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
وكانت سلطات الاحتلال ماطلت في تسليم جثمان الشهيد خضير، قبل أن تسلمه لذويه ظهر أمس الجمعة. وخلال التشييع اندلعت مواجهات بين عشرات المواطنين وشرطة الاحتلال في حي شعفاط بمدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات عنيفة اندلعت مع شرطة الاحتلال التي اعتدت على المشاركين في تشييع الشهيد أبو خضير، مشيرة إلى وقوع إصابات عدة.
كما اندلعت مواجهات على حاجز شعفاط، حيث رشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة احتجاجاً على قتل الفتى أبو خضير فيما ردوا بإطلاق الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز.
وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث «إن قوات خاصة اقتحمت المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة الجمعة مباشرة، من جهة باب المغاربة، وتقدمت أمتاراً داخل حدود الأقصى، وألقت وابلاً من القنابل الصوتية والرصاص المطاطي، فيما اعتلى عدد من القناصة الجدار الغربي للأقصى فوق باب المغاربة، وحصلت مواجهات لفترة محدودة، وبعد وقت قصير، انسحبت إلى خارج حدود الأقصى، وتمركزت خارج الأبواب».
وأضافت المؤسسة في بيان لها اليوم الجمعة: «إن الاحتلال «الإسرائيلي» حرم اليوم الجمعة عشرات آلاف المصلين من أداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، ولم يتمكن إلا عدد قليل من الصلاة في الأقصى، ووصل عدد المصلين إلى نحو عشرة آلاف مصلٍ فقط، حيث لم يمتلئ إلا الجامع القبلي المسقوف بالمصلين من الرجال، ومسجد قبة الصخرة بالنساء من المصليات، وتوزع عدد من المصلين تحت الأبنية المسقوفة وتحت الأشجار، فيما شوهدت أغلب ساحات وبوائك المسجد الأقصى فارغة من المصلين، خلافاً لسنوات سابقة، كل ذلك بسب إجراءات وتضييق الاحتلال «الإسرائيلي»».
وذكر بيان المؤسسة أن الاحتلال فرض منذ ساعات الصباح الباكرة، طوقاً عسكرياً على المسجد الأقصى وعلى كامل القدس القديمة، إذ منع من هم دون الخمسين عاماً من الرجال من دخول المسجد الأقصى، بل إلى داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وحوّل القدس ومحيطها إلى ثكنة عسكرية، ونشر آلافاً من عناصره في كل أنحاء القدس القديمة ومداخلها وأزقتها، وكذلك بوابات المسجد الأقصى، ونصب عشرات المتاريس والحواجز الحديد عند مداخل القدس القديمة وبوابات المسجد الأقصى.
هذا ونظمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مسيرتين في شمال قطاع غزة تضامناً مع الضفة الغربية ونصرة للقدس. وشارك الآلاف في المسيرتين التي انطلقتا عقب صلاة الجمعة من مساجد شمال قطاع غزة.
وقال محمد أبو عسكر القيادي في حركة حماس في كلمة ألقاها في مسيرة حماس «رسالتنا إلى مقاومتنا، وحدوا الصف ووحدوا الجبهة وركزوا الضرب واخطفوا الجنود وحرروا الأسرى وتصدوا بكل ما تملكون من قوة وإرادة وعزيمة».
بدوره اعتبر خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في كلمة له خلال المسيرة التي نظمتها حركته في المنطقة نفسها «الجريمة البشعة التي ارتكبها المستوطنون الإرهابيون بقتل الطفل محمد أبو خضير هي التي أشعلت نار الغضب في وجه الاحتلال».
وعلى صعيد المواجهات، أصيب 15 فلسطينياً على الأقل جراء ثلاث غارات شنّها طيران الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة فجر أمس.
واستهدفت الغارات مناطق سكنية وبئراً للمياه يغذّي نحو عشرين الف نسمة. في المقابل قال جيش الاحتلال «الاسرائيلي» إنّ صاروخين اطلقا الليلة من قطاع غزة باتجاه مستوطنة سديروت.
وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية أنّ تسع قذائف هاون سقطت في مستوطنة أشكول شمال القطاع تسبّبت شظايا إحداها بإصابة جندي «اسرائيلي» بجروح طفيفة.
من جهتها، ردّت المقاومة منذ بدء العدوان خلال اسبوعين بعشرات الصواريخ ليبلغ عددها اكثر من 150 صاروخاً.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس استعدادها لمواجهة العدوان «الاسرائيلي»، وقالت في بيان لها إنّ جيش الاحتلال يمتلك قرار بدء الحرب، لكنّ مجريات وخطط المعركة ستكون خارجة عن دائرته.
وفي مدينة غزة، خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة تضامناً مع الضفة الغربية المحتلة ضد العدوان «الاسرائيلي» المتواصل عليها.