خزّان مجنّدي «داعش»… البؤر الإجرامية في أوروبا
مرّة جديدة تتكشف حقائق عن التنظيم الإرهابي «داعش»، وعن مصادر تمويله وإسناده، ومركز مدّه بالمجنّدين التوّاقين إلى «حور العين» و«مأدبات في السماء». ففي تقرير نشرته صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، نجد أنّ «داعش» يجنّد مجرمين من أوروبا لتنفيذ خططه ومساعدته في جمع الأموال لمسلحيه في سورية والعراق، وإلى تشديد التشريعات القانونية وإجراءات الأمن. وتقول الصحيفة إنّ نتائج التحقيقات التي أجريت في دول الاتحاد الأوروبي، بعد العمليات الإرهابية في باريس، أظهرت أن «داعش» يعتمد في تنفيذ مخططاته على شبكات الجريمة المنظمة التي تروّع المدنيين والسياح.
ونقلت الصحيفة عن «واشنطن بوست» الأميركية أنّ العمليات الإرهابية التي نفّذها «داعش» في باريس كشفت عن مشكلة جديدة، وهي أنه بدأ يعتمد ليس على المسلمين، لا بل على الجريمة المنظمة، خصوصاً على الشباب من ذوي السوابق والخبرة في هذا المجال. وأنّ هؤلاء الشباب عادة يشكّلون مجموعات إجرامية يشرف على نشاطها المتطرّفون.
صحيفة «غارديان» البريطانية عادت إلى النغمة القديمة والحديث عن «ثورة في سورية» بعد خمس سنوات من القتل والتهجير والتدمير وانتهاك الحرمات، إذ نشرت مقالاً تحليلياً يتناول الغارات الجوّية الروسية في سورية، ويصفها بأنها «حرب على الثورة»، إذ تهدف «إلى دعم الرئيس بشار الأسد للبقاء في السلطة».
ويقول كاتبا المقال، مارتن تشولوف وكريم شاهين، إن الطائرات الروسية تواصل تركيز غاراتها على المواقع البعيدة تماماً عن تنظيم «داعش».
أما مجلة «تايم»، فنشرت تقريراً بانورامياً حول المملكة العربية السعودية في عام 2015 الذي مليئاً بالتحدّيات بالنسبة إلى المملكة. وأشارت إلى خمس حقائق ترصد المسار المضطرب للمملكة مع اقتراب حلول عام 2016. وهذه الحقائق هي: الحرب في سورية، الحرب في اليمن، انخفاض أسعار النفط. «الخلافة» ونائب الأمير وليّ العهد، والانتخابات السعودية.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: «داعش» يعتمد على المجرمين في أوروبا
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى تجنيد «داعش» مجرمين من أوروبا لتنفيذ خططه ومساعدته في جمع الأموال لمسلحيه في سورية والعراق، وإلى تشديد التشريعات القانونية واجراءات الأمن.
وجاء في المقال: أظهرت نتائج التحقيقات المُجراة في دول الاتحاد الأوروبي، بعد العمليات الإرهابية في باريس، أن «داعش» يعتمد في تنفيذ مخططاته على شبكات الجريمة المنظمة التي تروع المدنيين والسياح.
تقول صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: لقد كشفت العمليات الإرهابية التي نفذها «داعش» في باريس عن مشكلة جديدة، وهي أنه بدأ يعتمد ليس على المسلمين، لا بل على الجريمة المنظمة، خصوصاً على الشباب من ذوي السوابق والخبرة في هذا المجال.
هؤلاء الشباب عادة يشكّلون مجموعات إجرامية يشرف على نشاطها المتطرّفون. وتنشط هذه المجموعات الاجرامية تتألف غالباً من شباب ولدوا في عائلات هاجرت إلى البلدان الأوروبية، ويمارسون سرقة السياح ومهاجمة المتاجر وأكثرهم قضى سنوات من عمره في السجون التي أصبحت مرتعاً للمتطرفين. هؤلاء يخضعون لتدريبات في معسكرات خصوصاً في العراق وسورية وبلدان عربية أخرى.
فمثلاً في بلجيكا، تزعّم إحدى هذه العصابات الاجرامية شخص يطلق عليه اسم «بابا نويل» كانت مهمته تجنيد مقاتلي ولصوص المستقبل، حيث كان يجبرهم على سرقة السياح ليرسل الأموال المسروقة إلى «داعش» في سورية والعراق، إلى ان اعتقل عام 2014 وحكم عليه بالسجن مدة 12 سنة. الحالة نفسها اكتشفت في ألمانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.
هذا الأسلوب الذي يتّبعه «داعش» يختلف جذرياً عن أسلوب «القاعدة» وتكتيكها التي تعتمد على مسلمين يؤمنون بالشريعة الإسلامية، بحسب قول مسؤول أوروبي رفيع المستوى في مجال الأمن، أما الإرهابيون الحاليون فهم من «نوعية أردأ»، ولكنهم أخطر بكثير.
يقول المدير العام لمركز شرطة الأمن في جنيف محمد محمود ولد محمد إن العلاقات مع عالم الجريمة ليست كما كان الحال مع بن لادن، حيث كنا سابقاً نتعامل مع عدد محدود من المتهمين بالإرهاب. أما «داعش» فله حالياً جيش كبير ويجند مقاتلين جدداً بالاعتماد على اغترابهم.
من جانبه يقول الخبير في الشؤون العسكرية آلكسندر غوليتز: عاجلاً أم آجلاً يبدأ جميع «الثوريين» بالتعامل مع عالم الجريمة. لأن هناك بالذات يمكنهم تجنيد الأشخاص المناسبين لتنفيذ مخططاتهم التي لا يقبل بها إنسان عاقل ومحترم. كما يسهل في هذا المكان الحصول على الأسلحة والأموال.
وعلى رغم أن فرنسا وبلجيكا شدّدتا من تشريعاتهما بحيث يمكن تفتيش المنازل والمحال حتى في الليل سابقاً لم يكن هذا مسموحاً به ، إلا أنّ ألمانيا رفضت تشديد هذه التشريعات واستخدام الجيش في هذه العمليات، على رغم اعتراف وزير الداخلية توماس دي ميزر بأن خطر الإرهاب مستمر في أوروبا وألمانيا لفترة طويلة، ولكنه يؤكد مع وزير العدل هايكو ماس عدم وجود ما يتطلب تشديد التشريعات. ولكن 90 في المئة من سكان ألمانيا يؤيدون تشديد الاجراءات الأمنية، بحسب استطلاع «Infratest dimap».
يضيف غولتز: أنا لا أعلق آمالاً كبيرة على تشديد التشريعات، على رغم أنّ هذه هي الوسيلة الوحيدة أمام السياسيين للتعامل مع الأوضاع. والسؤال هو: هل سيعطينا هذا التشديد النتائج المرجوة؟ تبين التجارب ان النتيجة لن تكون ملحوظة في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعي ووجود إمكانيات كبيرة لدى الإرهابيين في مجال تجنيد المناصرين. لذلك فإن الوسيلة الوحيدة لمكافحة الإرهاب تتمثل بالعمل الجاد للأجهزة الأمنية وسط المنظمات الإرهابية.
ولكن مستشارة ألمانيا آنجيلا ميركل، على رغم موقف أعضاء الحكومة، سيكون عليها تشديد التشريعات القانونية. فبحسب معطيات صحيفة «Welt» إن مصير ميركل كمستشارة بيد «داعش». لذلك تمكن الجهاديون من الحصول على جوازات سفر من بلدان الشرق الأوسط، وبواسطتها تمكنوا من الدخول إلى أوروبا ضمن موجات المهاجرين. وتضيف الصحيفة، إذا حدثت عملية إرهابية في ألمانيا فستؤدّي إلى غلق الحدود وتشديد نظام التأشيرات. أي أن في انتظار ميركل امتحاناً قاسياً وشديداً.
«غارديان»: الغارات الروسية حرب على «الثورة» في سورية
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً تحليلياً يتناول الغارات الجوّية الروسية في سورية، ويصفها بأنها «حرب على الثورة»، إذ تهدف إلى دعم الرئيس بشار الأسد للبقاء في السلطة.
ويقول كاتبا المقال، مارتن تشولوف وكريم شاهين، إن الجيش الحكومي والميليشيا الشيعية التي تدعمه لم يحرزا تقدّماً ذا بال، بعد 12 أسبوعاً من بدء الغارات الجوية الروسية. لكن الغارات الجوية أحدثت دماراً واسعاً في المناطق التي استهدفتها في حمص واللاذقية حيث معاقل «المعارضة المسلحة».
ويضيف تشولوف وشاهين أن الطائرات الروسية تواصل تركيز غاراتها على المواقع البعيدة تماماً عن تنظيم «داعش».
ويشير الكاتبان إلى تقارير عسكرية ودبلوماسية تفيد بأن 80 في المئة من الغارات الروسية استهدفت مناطق بها «المعارضة المسلحة» غير المرتبطة بتنظيم «داعش». ونقلا عن مصادر دبلوماسية ومن «المعارضة» أنّ الجيش الحكومي يشكو من قلة المجندين، وبذلك فإن السلطات العسكرية تقوم بحملة تجنيد إجباري لجميع الذكور الذين سبق أن أدّوا الخدمة العسكرية.
وتفيد المصادر نفسها بأن غالبية الميليشيا الشيعية في حلب من الأفغان جلبتهم إيران إلى سورية، ويقودهم ضباط من إيران وقادة في حزب الله اللبناني.
وتضيف أن لا رغبة لهم في القتال، لأن القضية ليست قضيتهم، وأن 17 من كبار الضباط الإيرانيين قتلوا في محاولتهم فرض الانضباط والنظام، بينما قتل واحد فحسب على يد تنظيم «داعش».
«تايم»: تحدّيات واجهتها السعودية عام 2015
نشرت مجلة «تايم» تقريراً بانورامياً جاء فيه: وضعت الحرب في اليمن والتنافس المتزايد مع إيران القوى في الشرق الأوسط في موقف دفاعي. هل سيكون عام 2016 أفضل حالاً لهذه القوى؟
كان عام 2015 مليئاً بالتحدّيات بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية. توصلت القوى العالمية، بقيادة حليف المملكة، الولايات المتحدة الأميركية، إلى اتفاق نووي أنعش شباب إيران، البلد المنافس للسعودية.
كما استمرت الحروب في سورية واليمن في زعزعة الاستقرار في المنطقة. واستمر سعر النفط في الانخفاض.
ولكن ليست كل الأخبار سيئة. فالأسبوع الماضي، شهدت المملكة مشاركة كاملة للمرأة في الانتخابات البلدية للمرّة الأولى في التاريخ السعودي الحديث.
في ما يلي خمس حقائق ترصد المسار المضطرب للمملكة العربية السعودية ونحن نتجه إلى عام 2016.
ـ الحرب في سورية، في وقت ترنو السعودية لرؤية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي يتحالف مع خصمها اللدود إيران، فإنها لم تشارك بقوات برّية في المعركة ضدّ بشار الأسد. كما تبدي المملكة قلقاً إزاء انضمام 2500 سعودي إلى صفوف تنظيم «داعش».
في الوقت الحاضر، ومع ذلك، قررت السعودية دعم المجهود الحربي السوري من بعيد. السعودية التي تأتي في مقدمة الدول المستوردة للأسلحة والأنظمة الدفاعية في العالم إذ أنفقت 65 مليار دولار على المشتريات الدفاعية السنة الماضية أرسلت 500 من صواريخ «تاو» المضادة للدبابات أميركية الصنع إلى «الجيش السوري الحر»، وهو من «الجماعات المعارضة الرئيسية» المناهضة للأسد.
كما وافقت على استضافة منشأة تدريب تديرها الولايات المتحدة لتدريب المتمردين السوريين، حيث تتوقع وزارة الدفاع الأميركية تدريب خمسة آلاف من المقاتلين السوريين في السنة الأولى من العملية. وهذا يكفي للمطالبة بمقعد على الطاولة، ولكنه لا يكفي لتغيير اللعبة.
ـ الحرب في اليمن، نظراً إلى مدى سوء التدخل السعودي في اليمن، قد يكون من الحكمة بالنسبة إلى الرياض عدم التدخل في سورية. سيطر المتمردون الحوثيون، وهم حلفاء آخرون لإيران، على العاصمة اليمنية، وهو أمر غير مقبول بالنسبة إلى الرياض. تقود المملكة العربية السعودية حالياً ائتلافاً عربياً يتكون من عشر دول في اليمن، وتعهدت باستخدام مئة طائرة حربية و150 ألف جندي لهزيمة الحوثيين.
النتيجة حتى الآن: نحو 21 مليون يمني ـ 80 في المئة من السكان ـ يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. رابع أعلى منفق على القطاع العسكري في العالم لا يجب أن يتوقع أن تفشل عملياته العسكرية في اليمن. لكن المملكة العربية السعودية، مثل الولايات المتحدة، تعلم بالطريقة الصعبة أن التفوق العسكري الواضح لا يترجم بسهولة إلى انتصار عسكري في الشرق الأوسط اليوم.
ـ انخفاض أسعار النفط. تشكل عودة إيران إلى أسواق النفط العالمية أكبر تهديد للنفوذ السعودي. ومن المتوقع لطهران أن تضخ مليون ونصف برميل إضافية يومياً إلى سوق النفط بحلول نهاية عام 2016. يأتي ذلك في وقت يواجه العالم بالفعل تخمة في إمدادات النفط بفعل السياسة التي تبنتها منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» التي تسيطر على ثلث الإنتاج العالمي للنفط، في محاولة لاستبعاد المنافسين في سوق النفط، خصوصاً النفط الصخري في أميركا الشمالية.
وقد أفضى ذلك إلى انخفاضات كبيرة في أسعار النفط العالمية، إذ انخفض سعر برميل النفط من 111 دولاراً للبرميل في حزيران 2014 إلى أقل من 40 دولاراً هذا الأسبوع. ولكن الحفاظ على حصتها في السوق كلف المملكة العربية السعودية ماليّاً وسياسياً. فالنفط يشكل 80 في المئة من عائدات ميزانية الحكومة السعودية، و90 في المئة من عائدات التصدير، و45 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
ومع ذلك، فإن الاحتياطي السعودي البالغ 640 مليار دولار يمنحها فرصة المضي قدماً في لعبة أسعار النفط، إلا أن أعضاء آخرين في «أوبك» مثل فنزويلا والجزائر لا يملكون الميزة ذاتها. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن تحطم أسعار النفط كلف حتى الآن دول «أوبك» 500 مليار دولار في السنة.
ـ «الخلافة» ونائب الأمير وليّ العهد. كانت أكبر قضية في السياسة الداخلية السعودية هذه السنة تعيين الأمير محمد بن سلمان 30 سنة في منصب وزير الدفاع ووليّ وليّ العهد، ما جعله الرجل الثاني في ترتيب ولاية العرش. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ السعودي الحديث أن تتركز السلطة في فرع واحد من العائلة المالكة، الذين يبلغ عددهم أكثر من 15 ألف شخص. وقد ترك هذا هزّة عنيفة في هيكل السلطة السعودي وأغضب عدداً من أفراد العائلة المالكة.
وليّ العهد الحالي، 55 سنة محمد بن نايف، محبوب من الحكومات الغربية لقيادته معركة السعوديين ضدّ الإرهاب في الشرق الأوسط. ولكن سلمان أجرى تعديلات في المناصب القيادية في الحكومة لتعزيز قاعدة قوته الخاصة. سيكون عام 2016 خصباً لصراعات القوى الداخلية السعودية، في وقت لا تتحمل المنطقة مزيداً من التوتر.
ـ الانتخابات السعودية: مشاركة المرأة. الآن قليل من الأخبار الجيدة. سمح في انتخابات المجالس البلدية في نهاية الأسبوع الماضي للمرّة الأولى للنساء بالتصويت والترشّح في الانتخابات السعودية. ومن بين المرشحين الذين بلغت أعدادهم 7000، حظيت المرأة بـ979 مرشحة. وفازت 20 امرأة بمقاعد في الانتخابات البلدية. وهذا يعني أنه من نحو 2100 مقعداً في المجالس البلدية المتنافس عليها، ذهب أقل من 1 في المئة للنساء.