واشنطن تردّ على المطالبين بالتمسك برحيل الأسد بثقتها بالاحتكام للانتخابات نيويورك منشغلة بترتيبات إنجاز وقف النار وأطرافه ومراقبته في سورية واليمن

كتب المحرّر السياسي

فيما بدأ أنّ كلّ شيء بات معلقاً على التوازنات التي ستحملها حالة المواجهة المفتوحة بين «إسرائيل» والمقاومة على خلفية اغتيال الشهيد سمير القنطار، وهي مواجهة وصفها الأمين العام لحزب الله كفرعٍ من أصل يستهدف المقاومة في ميادين متعدّدة وعلى جبهات مختلفة وبأدوات متنوّعة، بات قطار التسويات يسير ببطء فالمكانة التي تحتلها المقاومة في تحديد الثقل النوعي لقوة حلفائها لا يتيح التوصل لتسويات مبنية على فرضية إضعافها لدى الخصوم والثقة بنصرها لدى الحلفاء، وطالما أنّ الحرب التي تستهدف المقاومة باتت مرتبطة بترسيم أطر تطال وضع سقوف تتصل بمستقبل جبهة الجولان من جهة، ومصير أنبوب الغاز «الإسرائيلي» إلى تركيا كبديل عن الغاز الروسي، وصِلته بحرب الغاز والنفط في المنطقة من جهة أخرى، وبالقدرة على تحويل الإجراءات الأميركية والسعودية العدائية التي تستهدف حزب الله مالياً وإعلامياً إلى قفص حديدي يوضَعُ حزب الله فيه، وتتوّجه معادلة رئاسية تقيّد تطلعاته وطموحات حلفائه، فقد صار كلّ شيء معلقاً بانتظار نتائج هذه الجولة التي يبدو أنّ فصولها ستتمّ على أكثر من إيقاع ساخن وبارد، بينما تتواصل محاولات التأقلم مع الثوابت في مسارات التسويات، فيدور على جبهتَيْ الأزمتين اليمنية والسورية، بحث وتشاور لبلورة سلة الإجراءات الأممية الواجب السير فيها، عندما تنضج الساحتان لتطبيق وقف إطلاق النار، بتحديد أطرافه، وإجراءاته، وآلية التحقق منه ومراقبة أحكامه. وهذا ما تشكلت له في نيويورك فرق عمل على مستوى الأمم المتحدة، بينما كانت واشنطن تتموضع على لسان وزارة الخارجية عند خط التسويق العلني للمرة الأولى لاعتبار الجمع بين التمسك برحيل الرئيس السوري بشار الأسد والقبول بمسار فيينا وما تضمّنه من تمسك بحصر مسؤولية الرئاسة السورية ومستقبلها بالسوريين، وفقاً لمعادلة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع فقالت الخارجية الأميركية إنّ أيّ انتخابات سورية نزيهة لن تتيح إعادة انتخاب الرئيس السوري، ما يعني القبول بالاحتكام للانتخابات على قاعدة هذه الثقة ومواجهة رافضي هذا الخيار، بالقول إذا توافرت الرعاية الأممية التي نصّ عليها القرار 2254 فما هو عذر رفض الانتخابات لمن يثقون بأنهم معارضون للرئيس السوري وواثقون بالقدر نفسه بأنّ أغلبية السوريين معهم؟

في كيان الاحتلال، كما في العالم والمنطقة، تُحبَس الأنفاس لقراءة المسارات النهائية لجولة ما قبل ترسيم التسويات، لما سيجري على جبهة الاشتباك الكامنة والمهدّدة بالتفجّر بين المقاومة وجيش الاحتلال، وفي قلب الانتظار الطويل، انتظار أقصر لإطلالة ثانية متوقعة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حفل تأبين للشهيد سمير القنطار، يتوقع أن تكون الأسبوع المقبل.

روسيا و«إسرائيل».. قواعد منع اصطدام

تتجه بعض الأوساط السياسية إلى التساؤل حول الدور الروسي في العملية الصهيونية التي استهدفت عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار ورفاقه. وتقول مصادر مطلعة لـ«البناء» «إن مقاربة الموضوع ينبغي أن تكون من الناحية السياسية والاستراتيجية، فمن الناحية الاستراتيجية لا يظنّ أحد أن روسيا في سورية من أجل مواجهة «إسرائيل» وحماية المقاومة، وهذا أمر مُسلَّمٌ به عند الطرفين، لكن هذا لا يعني أن الوجود الروسي لم يغيّر من طبيعة السلوك «الإسرائيلي» في الميدان. على سبيل المثال، منذ انتشار منظومة الصواريخ الروسية وامتلاك موسكو السيطرة الجوية على أكثر من 85 من الفضاء السوري، امتنعت «إسرائيل» عن خرق هذه الأجواء». وتشير المصادر إلى «أنه في المجال السياسي ليست روسيا عدواً لـ«إسرائيل»، ولكن لا نستطيع القول إنها حليفة «إسرائيل» مهما كانت الظروف والسلوكيات، إنما العلاقة بينهما تحكمها قواعد التنسيق السلبي أي قواعد منع الاصطدام». من الناحية العسكرية، يقول العميد المتقاعد أمين حطيط لـ«البناء»إن إسرائيل وبامتلاكها صاروخ سبايس المجنّح ذا الرأس الموجَّه قادرة على إصابة الهدف بهذا الصاروخ من مسافة كافية لتدميره من دون الدخول في الأجواء السورية غير المحتلة، وهذا يعني أنها من منطقة متقدمة في الجولان المحتل تستطيع أن تصيب الهدف من دون أن تدخل طائراتها في مجال فعالية منظومة الدفاع الروسي، وعلى هذا الأساس فإن كل ما يُقال عن دور روسي في هذا الموضوع يُستعمل على سبيل الدسّ والتشكيك بين الحلفاء في الميدان السوري».

السيّد يُطلّ الأسبوع المقبل

وبانتظار الإطلالة الجديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأسبوع المقبل، فرض الوعد الذي قطعه السيد نصرالله بالردّ على عملية اغتيال الشهيد القنطار في الزمان والمكان المناسبين، شبه منع للتجوّل قبالة الحدود اللبنانية الجنوبية وتبين أن «الإسرائيليين» وزّعوا عشرات الدبابات والمدرّعات في محيط مواقعهم العسكرية خاصاً في تلال العرقوب تحسّباً لأي هجمات ممكن أن ينفذها رجال المقاومة ضدّها مما دفع بقوات اليونيفل والجيش اللبناني إلى تكثيف دورياتهما الميدانية المشتركة على مختلف محاور المنطقة وصولاً إلى مرتفعات العرقوب وبوابة مزارع شبعا.

وأكد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس «أن اللبنانيين سينتصرون على الموت العبثي الذي يزرعه العدو «الإسرائيلي» والجماعات التكفيرية»، مؤكداً دقة المرحلة الحالية للبنان في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث يشكل التوسّع الأفقي لـ «داعش» أبرز هذه المخاطر». ودانت كتلة المستقبل «العدوانَ «الإسرائيلي» على سورية وكذلك عملية الاغتيال الجبانة والمجرمة التي تعرض لها الشهيد القنطار على الأراضي السورية»، محمّلة في البيان الذي أصدرته «المجتمع الدولي والأطراف الدولية المتداخلة على الأرض السورية مسؤولية هذه الجرائم النكراء بحق الشعب السوري».

عون: كلمة الغدر ليست في قاموس السيد

وفيما لا يزال تيار المستقبل ماضياً بترشيحه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من دون أن يعلن رئيسه سعد الحريري تبنيه الترشيح رسمياً، في وقت نقل زوار رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عنه قوله لـ«البناء» إنه مطمئن جداً لدعم حزب الله لترشيحه، قائلاً: «لكل مَن راهن على تخلي حزب الله عني أن كلمة الغدر ليست موجودة في قاموس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأن تكاملاً وجودياً يجمعنا». ورأى «أن الطريقة التي تعاطى بها رئيس تيار المردة في ملف الترشيح تعتبر خطأ جسيماً، بخاصة أننا أبناء الخط الواحد».

وأكدت مصادر 14 آذار لـ«البناء» «أن الجلسة 34 لانتخاب الرئيس لن تكون الجلسة الأخيرة التي سيدعو إليها الرئيس نبيه بري»، مشيرة إلى «أن الأمور لم تنضج بعد، وأن تعقيدات كثيرة تحيط بالتسوية التي تتهاوى يوماً بعد يوم».

الراعي: عيدنا انتخاب رئيس الجمهورية

ورأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي يوجِّه إلى اللبنانيين اليوم رسالة الميلاد، أن «العيد الذي ننتظره في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أن «ما دام لا رئيس فلا معنى للعيد عندنا. بوجود الرئيس، المجلس النيابي يشرّع والحكومة تعمل والمؤسسات تستعيد دورها وتعود الحياة إلى المجتمع، فعبثاً يقنعنا أحد أو نقنع أنفسنا بأن لبنان يسير من دون رئيس للجمهورية»، مضيفاً «هذا هو العيد الحقيقي الذي نتمناه، ونحن خاطبنا أكثر من مرة الكتل السياسية والنيابية لانتخاب رئيس، وحتى الآن رفضوا ذلك، وأنا أسألهم هل تعيشون في حالة عيد؟ لا اعتقد ذلك لأن مَن يعيش العيد هو الذي يصنعه».

وفي إطار زياراته على القيادات المسيحية السياسية والروحية للسير بالتسوية الرئاسية، شدّد السفير السعودي علي عواض عسيري من بكركي على «أن الوحدة الوطنيّة هي القاعدة الذهبية لديمومة لبنان وأشد على يد المسؤولين كافة لكي لا يوفروا أي جهد لإيجاد الحلول للأزمات القائمة». وأكد السفير المصري محمد بدر الدين زايد من السراي الحكومية «أن موقف مصر هو ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وإبعاد لبنان وتحييده عن الاستقطاب الإقليمي».

«الكتائب» يشكك في صفقة النفايات

إلى ذلك، أثار الغموض الذي أحاط بآلية ترحيل النفايات شكوك وزراء حزب الكتائب والتيار الوطني الحر. واستغربت مصادر كتائبية لـ«البناء» الحديث عن «أن ترحيل النفايات مؤقت»، مشيرة إلى أن «العقد قابل للتجديد»، ومبدية قلقها من قبول الشركتين البريطانية والهولندية ورفض لشركات أخرى من دون إجراء مناقصات ومن دون أن نعلم كيف تمت عملية الاختيار ووفق أية معايير والتذرع بأن لا وقت لذلك».

«تكتل التغيير» إقرار الترحيل خالف آلية قرارات الحكومة

ورأى تكتل التغيير والإصلاح «أن الآلية التي اعتمدت من أجل إقرار ترحيل النفايات أمر خالف الآلية المتفق عليها في اتخاذ القرارات الحكومية في ظل الفراغ الرئاسي». وأوضح «التكتل» «أن التيار الوطني الحر لا يعطل إنما يعمل على تحسين آلية اتخاذ القرار في ظل الفراغ الرئاسي».

في المقابل، أكدت مصادر وزارية لـ«البناء»، أن وجهة ترحيل النفايات ستتحدد بعد توقيع الشركتين الهولندية والبريطانية العقد مع مجلس الإنماء والإعمار»، مشيرة إلى «أن كلفة الترحيل لن تتعدّى 212 دولاراً». وشدّدت المصادر على «أن النفايات الموجودة في الكرنتينا والعمروسية سيتم تجميعها ونقلها إلى المرفأ لترحيلها أيضاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى