تلفزيون لبنان

عيد ميلاد مجيد بعد عيد المولد النبوي الشريف، وهكذا أجواء الأعياد تلفّ البلد وصولاً إلى رأس السنة، ليُطلّ العام الجديد حاملاً معه مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة، والعالم.

وفي ظلّ الأعياد، آمال من اللبنانيين بفرج رئاسي قريب وتفعيل للمؤسسات. وقد كان للرئيس تمام سلام تأكيد على الانتخاب الرئاسي خلال معايدته البطريرك الماروني الذي شدّد أيضاً على هذا الانتخاب، والتشديد نفسه كان لمُفتي الجمهورية اللبنانية.

ومع خفوت الحركة السياسية المحلية، نشاط أمني للجيش الذي أوقف مئة وسبعين سورياً في مشاريع القاع دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة، كما أوقف الأمن العام أربعة لبنانيين يشكّلون خلية لـ«داعش».

وفي العراق، يواصل الجيش معركة الرمادي ويقول، إنّ سيطرته الكاملة ستكون قبل رأس السنة.

وفي سورية، إعلان من النظام عن المشاركة في محادثات جنيف الشهر المقبل.

وفي اليمن، تقدّم للجيش وللتحالف العربي في منطقة الجوف، وهو ما دفع قوات الحوثي وصالح إلى الاستنفار بشكل ملحوظ في صنعاء.

عودة إلى الوضع المحلّي، الرئيس سلام عايد البطريرك الراعي والمطران عودة.

«أن بي أن»

في زمن المولد والميلاد تُرفع الصلوات على نيّة قيامة لبنان، الرسالة الميلادية هذا العام ضمّنها البطريرك الماوني بشارة الراعي دعوة لضرورة التعامل بجديّة مع المبادرة المتعلّقة بانتخاب رئيس للجمهورية، ووضع قانون انتخاب عادل.

هذه الرسالة نوّه بها رئيس الحكومة تمام سلام، الذي جال على القيادات الروحية المسيحية مُعايداً، ومن بكركي رأى سلام أنّ الراعي أعطى درساً في رسالته، آملاً الاتعاظ منها.

وعلى الموجة نفسها، كان وزير الصحة وائل أبو فاعور يشخّص من عين التينة حالة المبادرة التي يجب استمرار العمل على إنجازها بموازاة الاتصالات السياسية في أسرع وقت ممكن، أبو فاعور سجّل وصفة طبية موحّدة للمؤسسات ضرورة العودة إلى العمل وعقد الجلسات بعد الأعياد لأنّ مبرّرات التعطيل أصبحت منتهية الصلاحية، وهي تنعكس بشكل كبير على حياة اللبنانيين.

وفي جديد الصناعات الصينية غزو للمساعي الهادفة لحوار سوري سوري، عبر مبادرة خاصة بإنشاء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة للبدء بالتفاوض، هذه المبادرة أيّدتها موسكو التي دعت إلى ضرورة أن تتوصّل مختلف الفصائل المعارضة إلى اتّفاق بشأن مواقف موحّدة وتحديداً ممثّليها للمفاوضات مع الحكومة السورية.

«او تي في»

بعد أربع ساعات يبدأ التاريخ. كل الحروف تسكن، أمام الذي هو الألف والياء. كل الأوقات تسجد للذي هو البداية والنهاية حين ينتصف هذا الليل، تكون نجمة الصبح في كل عين، ويكون الفرح غامراً أرض دمعنا بالمسرّة ووطن انتظارنا بالرجاء. طفل هو، لكنه يختزن كل الحقيقة. فقير هو، لكنّه يمتلك كل كنز. نازح لاجئ هو، لكن حوّل كل القلوب بيته. ضعيف هو، لكنه ينتصر على كل باطل ومستبد وطاغية. سرّه أنّه المحبة. قبله قيل لا تقتل، أمّا هو فعلّم كيف نقدّم حياتنا فداءً للحق. قبله قيل لا تسرق، أمّا هو فبشّر كيف نُعطي كل ما نملك. قبله قيل لا تشهد زوراً، أمّا هو فعاش بالنّعم نعم أولاً فلا. قبله كانت الأرض نهاية الأمد، معه صارت أول الطريق صعوداً. في صلاة طفولتنا كنّا نردّد: ليلة الميلاد يُمحى البغض، تُزهر الأرض، تُدفن الحرب … ينبت الحب. في أخبار «الأوتي في»، أردنا أن نضيف فقرة: ليلة الميلاد يصالح القطب … كلام الأقطاب ليلة الميلاد، في أخبار «الأو تي في».

«ام تي في»

ميلاد مجيد..

بعد نحو أربع ساعات يولد للبشرية مخلّص، لكن الخلاص في الشرق ولبنان بعيد، فالحروب باسم الدين لا تزال تزرع الدمار والحقد لتحوّل الشرق من منطقة الأديان والحضارات إلى منطقة القتل والموت.

بارقة الأمل الوحيدة مع ميلاد العام 2015 تتمثّل في تزايد احتمالات عقد لقاءات مباشرة سعودية – إيرانية في وقت غير بعيد، إضافة إلى تقدّم مسار التسوية السلمية للأزمة السورية.

في لبنان التسوية الرئاسية تراوح مكانها، بل إنّ فرص نجاحها تتضاءل يوماً بعد يوم، فالأطراف المحلية المعارضة للتسوية ثابتة على موقفها، والقوى الإقليمية لا تبدو مستعجلة لإنجاز التسوية، فيما لا شيء يوحي أنّ القوى الدولية المعنية بالأزمة الرئاسية ستمارس الضغوط المطلوبة لإخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة.

لكن المحكّ الرئيسي يتركّز على ما بعد السنة الجديدة لمعرفة المصير النهائي للتسوية، وما إذا كانت جُمّدت مرحلياً أو سقطت نهائياً.

«ال بي سي»

من بيت لحم إلى الناصرة… إنها ولادة المخلّص، الطفل يسوع الذي بشّر العالم، لكن هذا العالم اليوم حزين حتى آخر درجات الحزن بسبب الحروب التي تلفّه من أقصاه إلى أقصاه.

الحزن اللبناني لا يبدو مختلفاً، فكلّ عوامله متجمّعة تحت عنوان واحد هو الترحيل: من ترحيل النفايات إلى ترحيل انتخابات الرئاسة إلى ترحيل كل الملفات التي تستلزم متابعة وجلسات لمجلس الوزراء، يبدو أنّها لن تُعقد بعد اليوم، وأنّ جلسة ترحيل النفايات كانت الأخيرة على ما يبدو.

في الملف الرئاسي، تبدو الأمور عالقة على التباينات حتى داخل الفريق الواحد، فالوزير نهاد المشنوق أعلن اليوم أمس أنّ ترشيح النائب فرنجيه هو حركة تواصل، وهي لا تزال موجودة وحية ومستمرة. على العكس من ذلك، النائب أحمد فتفت كان أعلن أمس أول من أمس من معراب أنّه «في الأصل لم يطرح اسم فرنجيه كي يطرح بديل منه».

على وقع هذه التناقضات يجري التحضير لختام العام، لكن البداية تبقى من مهد السيد المسيح.

«المنار»

العدو قلق ومُربَك، وهكذا يكون حال المجرم المتلبّس وهو ينتظر العقاب. إذن فليزدد قلقاً وارتباكاً، وليستمر في الوقوف على قدم ونصف بانتظار ردّ المقاومة على جريمة اغتيال عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار.

التحكّم بالزمان والمكان ليس جديداً على المقاومة، وكذلك تحديد الساحة والساعة، والقاعدة الحاكمة: لا قواعد اشتباك جديدة يفرضها العدو، ولا تراجع في الردّ، أسلوباً واحترافاً وإصراراً على الردع.

بالموازاة تستمر المقاومة والجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية باتّخاذ كل الإجراءات لحماية لبنان من الخطرين الصهيوني والتكفيري. جديد ذلك إنجاز إضافي للأمن العام اللبناني تمثل بتوقيف أربعة لبنانيين متورّطين بالعمل لمصلحة تنظيم «داعش» الإرهابي.

ومع نهاية العام ، يتزامن المولد النبوي الشريف وذكرى الميلاد المجيد ليكونا عيداً على المستوى الوطني. المناسبتان تظلّلان معاً لبنان بالبركة والمحبة، وتحملان آمالاً بتوحّد اللبنانيين حول كلمة جامعة تصون صفوفهم وتمكّنهم من معالجة الأزمات.

أمّا مهد الميلاد ومسرى النبوة فلسطين، فعيديّتها شهادة مخضّبة بالدّم، وشباب يقاتل بإيمان لا ينضب، وسكين لا يتعب في مواجهة الإجرام الصهيوني تجسيداً للحلم بالتحرير والانتصار.

«الجديد»

يرحل دُعاة التغيير ويبقى النظام، غريغوار حداد أو العمامة النظيفة كما يصفه جهاد الزين يُطفئ قلبه ويمضي مسبوقاً بموت دولة مدنية قبل أن تتعزّز برحيل علمانية لا يتّسع لها وطن الثماني عشرة طائفة بزعمائهم وملكيّتهم للدولة.

غريغوار النبي المنسيّ، أول من وقف في الشارع ضدّ الحرب اللبنانية وآخر من تحدّى منتحلي صفة الدين والدولة يرحل بصمت بعد صخب تمرّد أرداه مطراناً بالثوب الأحمر. هؤلاء الرجال يتبدّدون، ليستمر نظام معتلّ متجذّر بالطائفية، وكلّما اقترب منه قانون انتخابي تغييري تغيّرت وجوه صانعيه وتعطّلت لغة المؤسسات، وليس للتعطيل سوى التذرّع بالتضرّع لله في الأعياد بأن يمنّ على اللبنانين بما يسدّ فراغهم، وهذا ما جاء في صلوات بكركي اليوم أمس التي زارها رئيس الحكومة تمام سلام ومنها دعا البطريرك الراعي إلى الاستفادة من المبادرة الرئاسية، لكن المبادرة خفضت في الائتمان السياسي للمستقبل إلى مرتبة دنيا، إذ قال وزير الداخلية نهاد المشنوق، إنّ ترشيح النائب سليمان فرنجية ليس مبادرة بقدر ما هو حركة تواصل مع الأطراف السياسية اللبنانية كلها لملء الشغور الرئاسي، وهي لا تزال موجودة وحيّة ومستمرة»، وعملياً فإنّ حركة التواصل تجمّدها عطلة الأعياد، وتتخلّل العطلة اختراقات سياسية بعضها من الأبواب الفنية كغناء سمير جعجع «ويلا الي يتحدّى ويلا» في «الفورم دي بيروت» وفي عالم بلا مخدرات وتسريبات «القوات» بالتالي عن جديّة طرحهم ترشيح ميشال عون إذا ما استمر «المستقبل» في خيار فرنجية رئيساً، قد لا يعني اللبنانين كل هذه الخيارات المتبدّلة بقدر ما يعنيهم أنّهم في ليلة ميلادية ينقطع التيار الكهربائي عن مناطق عدّة بسبب انفصال مجموعات حرارية، فكل ميلاد وأنتم «منورين».

«المستقبل»

هل تشكّل ذكرى ولادة السيد المسيح نوراً يُضيء الطريق لأهل السياسة في لبنان، فيتمكّنون من انتخاب رئيس للجمهورية يُبعد عن اللبنانيين فوضى الخلافات السياسية، ويُدخلهم في انتظام عمل المؤسسات الدستورية، لتشكّل درعاً واقياً من الحرائق التي تلتهم المنطقة؟.

الأمل لا زال كبيراً بأن تضع المناسبة التي يحتفل بها لبنان والعالم بفرح عظيم، نهاية للشغور الرئاسي فيتمّ إنجاز الاستحقاق في أسرع ما يمكن، انطلاقاً من الدعوة التي وجّهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد.

وطالب الكتل السياسية والنيابية، بمقاربة جديّة للمبادرة الجديدة المختصّة بانتخاب الرئيس واصفاً إيّاها بالجديّة، كما هو ظاهر في عامل الثقة والأمل الذي أحدثته على المستويين النقدي والمصرفي، وفي الدفع الجديد للتفاهم بين فريقي 14 و8 أذار.

وما تمنّاه البطريرك الماروني، تردّدت أصداؤه في تصريحات الرئيس تمام سلام الذي عايد المسيحيين واللبنانيين جميعاً بذكرى الميلاد، فيما أعرب وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تفاؤله بإمكانية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بعد الأعياد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى