صباحات

لرفقة دربٍ لن ننساها منذ أربعين ولا تأبه لعدّ السنين. وأنت تستعدّ لتبحر إلى فلسطين، وعندما تتعب الموجة منك صرتَ سمير، وصار سمير أسيراً فارتضيت على الرحيل أن تبقى الأسير. وعندما لا يسعفك البحر ها أنت بروحك إلى فلسطين تطير… لأحلام عينيك التي لا تنتهي وابتسامة شفتيك لقب الشهادة تشتهي… للجنوب والجولان والجبين لا يهون ولا يُهان والعزم والحزم إدمان… لعينيك وشفتيك تلهج بالنداء ونجهش بالبكاء والنداء لبّيك… لبّيك يا نصر الله… يا نصراً من الله وعلامة النصر بيده… واليد يد نصر الله!

طوبى لمن زيّن الله نصراً بِاسمه. فكيف لمن تزيّن بالنصرين… الحاج عماد سمّاه سيد المقاومة صانع النصرين في أيار وتموز. والقنطار سمير العميد بعد العماد تزيّن اسمه بنصر تموز، الذي كان أصله لتحريره، وسيتزيّن اسمه ويزيّن حرباً قادمةً بعد ردّ المقاومة على اغتياله في حساب لم يقفل ولن يقفل أبداً… والنصر تصنعه قبضات المقاومين… والمقاومة لا تقيم حساب قوّتها على قدرات سواها حتى لو كان صديقاً وحليفاً… والأيام مقبلة. وحماقة الحلف التركي ـ «الإسرائيلي» ردّاً على بقاء الرئيس بشار الأسد مغامرة حرب. وليس اغتيال العميد كما اغتيال العماد بأقل من قرار حرب!

الدمعة الحارة أحياناً قطرة ندى… والحزن ليس دائماً نهاية.

تأتيني بطاقات المعايدة التقليدية من المؤسّسات والسفارات والبنوك والأحزاب… مميّزة كانت معايدة السفارة الإيرانية، جمعت عيدَي مولد النبي الكريم وعيد الميلاد المجيد ببطاقة معايدة واحدة تعتبر التزامن بركة وعلامة فرح.

وحدة العيدين لله الواحد. فهل يدرك المتلبسون بالدين أنه واحد؟ عَبَدة الأصنام لكلّ منهم إله ودين… فقط اسألوهم. ومن كان له وحده إله ودين فهو منهم… الله الذي لا يتّسع برحمته للبشرية كلّها بفطرتها وقبل أداء تعاليمه في عقول أتباعه صنم وليس الله… افحصوا إيمانكم ودينكم وإلهكم في العيد باتساع قلوبكم لخلق الله جميعاً، وقولوا لهم صباح الخير وكلّ سنة وأنتم بخير.

كرّم الله الخلق بخلقهم وأجبر من خلقهم على حبّ ما خلق. أما طاعتهم فيؤدّونها له وحده. ومن شاركه بسؤالهم عنها أشرك به وادّعى ألوهة ليست له… أوّل المشركين المتزمّتون بالدين… ليس بين الخلق والخلق من حساب إلا حبّاً يستمدّونه من الخالق ويعيدونه بوساطة حبّهم لبعضهم إليه، فهو الأصل فيهم. أما تمييزهم عن بعض عنده فتلك تركها له وحده. ومن استناب نفسه عنه ألحد وأشرك.

من يعبد الله خشية عبد من عباده فقد عبد العبد لا الله، ودخل في الشرك لا في الإيمان. ومن عبده خشية النار فقد عبد النار. ومن عبده طمعاً بالجنّة فقد عبد الجنّة. وكلّه شرك. إلا من عَبده لذاته لأنه أهل للعبادة، فقد آمن. وهؤلاء فقط يملكون للناس حبّاً لا ينضب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى