قالت له
قالت له: أليس الحبّ والغيرة شريكَي كلّ حبيب بمن يحب؟
فقال لها: الغيرة في الحبّ ليست سوء الظنّ، لا حسن الفطن. فالحبّ نبع من الأعذار لا ينضب للحبيب، وسوء الظن نبع لا ينضب من الشكوك. فغيرة الحبّ طلب اهتمام يشغله الغير عند الحبيب في حال سهو وتذكير بالوجود، وما عداها سوء الظن. وسوء الظن تجميع كلّ خصال السوء بالحبيب واستجلاب للغضب ونفي لوقار الحبّ وخروج من خشوع الصلاة في محرابه إلى شيطان رجيم. ومتى صارت الغيرة شيطاناً ما عادت من الحبّ بشيء. فهي من يُوسوِس كوسواس خنّاس. أما غيرة الحبّ فابتسامة ووداعة وملاك تذكير، فذكّر إنّما أنت بمذكّر ولست عليهم بمسيطر.
فقالت له: الحبّ الذي تتحدّث عنه خلق للأنبياء كأقوالك. أما حبّ البشر فنار وجحيم وليست الجنة فيه إلا هدفاً يرتجى.
فقال لها: المهم ألّا تأخذنا النار في طريقها وتسدّ أبواب الجنّة.
فقالت: تارك ولا جنّة سواك.
فابتسم وطواها تحت زنده وقال: سبحان من سوّاك!