عناد سعودي يخرج إرهابيي الرياض من المشهد

محمد محفوض

على مسرح التسويات تتغيّر الأدوار .. رصد سوري روسي لاجتماع قيادات الصف الأول لثلاث من أكبر الميليشيات في الغوطة الشرقية.. جيش الإسلام، فيلق الرحمن وأحرار الشام .. تم دفن قادتهم تحت ركام مبنى كان هدفاً لتنسيق أمني عسكري روسي سوري نتج عنه مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش وقادة آخرين.

علوش الذي دخل صيته السيئ كل بيت دمشقي يخرج من مكونات طبخة التسوية السورية من الباب الخلفي ولمقتله امتدادات سياسية لا تقل أهمية عن النتائج العسكرية لذلك.

علوش نقطة تحول في تصنيف التنظيمات الإرهابية وتكوين وفد المعارضة، فالرجل الذي لا يمكن إنكار دوره في لمّ شمل الجماعات المسلحة في الغوطة، رغم الخلافات ورفضه الدائم للمصالحات خرج من المشهد فاتحاً الطريق بخروجه لحلحلة قد تفتح الطريق أمام تغيرات نوعية على أطراف العاصمة مع تنامي الغضب الشعبي داخل الغوطة ضد جيش الإسلام والتقدم العسكري الذي فرضه الجيش السوري في عمق الغوطة الشرقية.

قتلُ أحد أهم رجالات السعودية في سوريا سيكون له الأثر البليغ على السلوك السعودي بعد العناد الذي مارسته الرياض لجهة تسويق إرهابيي الرياض على أنهم معارضة سورية.

بالنظر إلى ممارسات زهران علوش الوحشية يمكن القول بأنه نقطة في بحر داعش، فمن تشكل مجزرة عدرا العمالية التي سقط فيها مئات الشهداء أبرز إنجازاته ويشكل إشعال أفران السيارات ووضع عائلات بكاملها بداخلها ليتمّ حرقهم وهم أحياء رجالاً ونساءً وأطفالاً يكشف اعتباره معارضة المعارضة بحذ ذاتها وليس زهران علوش أو جماعته.

نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف يؤكد أنه يوجد تفاهم مشترك بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الجماعات الرئيسية التي يجب اعتبارها إرهابية في الشرق الأوسط.

غاتيلوف بالتأكيد لم يكن يقصد ما اتفق على إرهابه في فيينا، وهما داعش والنصرة، بل جماعات أخرى كجيش الإسلام وأحرار الشام، التي سعت السعودية لفرضها بالعناد والقوة، فجاءت الصفعة الروسية السورية لتزيح العقد وتقوّم مسار التفاوضات وما الصمت الأميركي عن العملية إلا ترجمة واضحة للتوافق الذي أعلنه غاتيلوف.

في الميدان يجري بروية التحضير لجولة التفاوض المقبلة في جنيف .. من فك حصار مطار كويرس انطلق فيينا واحد، ومن تحرير الريف الجنوبي لحلب أقر العالم بمشاركة الأسد في العملية السياسية، ومن الآن وحتى أواخر كانون الثاني يناير المقبل ستتدحرج عمليات التحرير في أرياف ادلب وحلب و دمشق لتفرض معطيات تفاوض جديدة ستكون بكل تأكيد أكثر تنازلاً من معطيات فيينا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى