هزّات أرضية تضرب مدخل الجنوب اللبناني و«هزّات» تجتاح عقول بعض الموتورين
أحمد طيّ
إنه منتصف ليل السبت ـ الأحد، تحديداً في الدقيقة 41 دقيقة بعد الساعة الثانية عشرة، هزّة أرضية ضربت مدخل الجنوب اللبناني، وشعر بها الأهالي.
قد يكون هذا الخبر عادياً في بلد خاضع لنشاط زلزاليّ مستمر حسبما يؤكّد علماء الجيوفيزياء، ولكن أن يستغلّ بعض الموتورين هذا الحدث، لينشروا الإشاعات ويثيروا البلبلة وسط الناس التي ما زالت «عايشة على أعصابها» بفعل التفجيرات، فهذا ما لا يقبله عقل ولا عاقل.
فما كادت الهزّة الأرضية تنتهي، حتى هرع الموتورن إلى الولوج في وسائل التواصل الاجتماعي، من «واتس آب» إلى «فايسبوك» و«تويتر»، ليستفيضوا في تحليل الهزّة، وتحذير المواطنين من هزّة أخرى آتية، وقد تكون قوّتها أكبر. فما كان من المواطنين إلا أن تركوا منازلهم، وأمضوا ليلهم وعائلاتهم في الشوارع، وهذا ما حدث فعلاً في الأوزاعي، إذ أفادت مصادر ميدانية إلى أنّ أُسراً كثيرة أمضت ليلها في الشارع، وتحديداً قرب الشارع الذي يصل منطقة الأوزاعي بدوّار السفارة الكويتية.
اللافت في الأمر، أنّ مطلق هذه الإشاعات، مطّلع ولديه إلمام ببعض الأمور، ولم يأت «تحذيره» هذا عبثياً، إذ استعمل مركز بحنّس الوطني للجيوفيزياء مطيّةً لإشاعته، ومرجعاً لها، وهنا، لا بدّ للأجهزة الأمنية أن تجري تحرياتها لمعرفة من افترى على المواطنين وأقلقهم وأثار الذعر في نفوس أطفالهم.
ألا يكفي اللبنانيين ذعراً وخوفاً وقلقاً؟ ألا يكفيهم الموت المتنقل في حزام ناسف يحمله موعودٌ بفردوس وهمية؟ ألا يكفيهم عدم الاطمئنان؟ عجبي منك يا لبنان ومن بعض الموتورين فيك الذين أصيبوا بهزّات في عقولهم قبل أن تضربك الهزّات الأرضية!
وبالعودة إلى الحدث الأساس، أفاد المركز الوطني للجيوفيزياء ـ بحنس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، أنّ يوم الأحد الواقع في 6 تموز 2014، سجّل حدوث هزّة أرضية في تمام الساعة 12 والدقيقة 41 بالتوقيت المحلي، بقوّة 4.00 درجات على مقياس ريختر، موقعها في منطقة صيدا، تبعتها هزّة بقوّة 3.6 عند الساعة الواحدة والدقيقة 25، وليس هناك أيّ سبب لتوقّع أضرار أو للقلق.
كما أكّد أمين عام مركز البحوث العلمية معين حمزة أنّ الحدث الزلزالي قد يكون بداية نوبة، وقد تنتج عنه تردّدات ضئيلة أو مشابهة للهزّة الأولى. داعياً إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر.
وأوضح حمزة أن لبنان شهد منذ منتصف ليل السبت ـ الأحد، وحتى صباح الأحد، ستّ هزّات أرضية، إحداها بقوّة 4.1 درجات، والهزّات الأخرى ارتدادية. نافياً التوقع بحدوث زلزال، مشيراً إلى ألا قدرة لأيّ مركز رصد زلزالي توقّع حدوث الزلازل، إنما يمكن تحديد نشاط هذه الزلازل ودراستها.
وإذ لفت إلى أنّ الهزّات حصلت قرب فالق روم في منطقة إقليم الخروب وإقليم التفاح وصيدا وصولاً إلى بيت الدين، دعا حمزة المواطنين إلى اتّخاذ أقصى درجات الحذر، خصوصاً في البيوت المتصدّعة، والحصول على الحدّ الأدنى من التجهيزات للحماية في حال حصول زلازل.
وعن الصوت القوي الذي ترافق مع حدوث الهزّة القوية، والتي شعر بها سكان الساحل اللبناني، أوضح حمزة أنّ الهزّة أحدثت كسراً في الأرض في صيدا ما تسبّب بصوت قوي.
إلى ذلك، أكد ناشر مجلة العلم والعالم مجدي سعد، والمتخصص بشؤون الزلازل الّا كادر علمياً وتكنولوجيا في لبنان يسمح بتحديد حركة الفوالق، وبالتالي توقع زمان حدوثها. ودعا في حديث تلفزيوني إلى الاستفادة من وجود الدكتور اللبناني شارل عشي في مركزه كمدير في «ناسا» لمساعدتنا في إيجاد أجوبة لتساؤلاتنا، مشيراً إلى أنّ «ناسا» نجحت في رصد 14 زلزالاً من أصل 15 قبل حدوثها في ولاية كاليفورنيا.
وردّاً على سؤال عن الاحتياطات الواجب اتخاذها تفادياً لأيّ زلزال مدمّر قد يضرب لبنان، لفت سعد إلى وجوب تدريب البلديات والمحافظات والأقضية على خريطة تحرك، كما يجب إعداد قوى الأمن وتزويدها بالإرشادات التي تمكّن عناصرها من حماية المواطنين قدر الإمكان.