الجيش السوري يسيطر على مناطق استراتيجية في أرياف درعا واللاذقية وحمص
أكدت مصادر عسكرية أن وحدات من الجيش السوري أحكمت سيطرتها على تل الهش ومعسكر اللواء 82 المحاذي لمدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، فيما بدأت وحدات الاقتحام بدخول بعض أحياء المدينة الاستراتيجية.
الجيش تمكن من قتل مسؤول «لواء جند الرحمن» التابع لتنظيم «الجيش الحر» يوسف العمار، كما تمكن من قطع إمداد المسلحين من المدينة الشيخ مسكين، وطريق مليحة الشرقية الكرك المسيفرة، في حين استهدفت المدفعية و الصواريخ السورية مراكز المسلحين وتحصيناتهم في ابطع وانخل.
وفي السياق، سيطر الجيش السوري واللجان الشعبية على بلدة مهين ومستودعاتها وقرية حوارين بريف حمص الجنوبي الشرقي بشكل كامل، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش»، فيما استهدفت مدفعية الجيش تحصينات التنظيم الإرهابي في بلدة القريتين، آخر معاقل التنظيم في الريف الجنوبي الشرقي لحمص.
وفي ريف اللاذقية المشالي، تمكنت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة من السيطرة بشكل كامل على بلدة القصب وبرج القصب الاستراتيجي، وعلى مرتفع شير الميسرة والمرتفع 435 ومرتفع رويسة القرعة ورويسة النبعة، في حين تقدمت وحداته باتجاه قرية السكرية من محور تل الحارة وسط اشتباكات عنيفة مع المسلحين.
الجيش السوري تمكن من خلال هذه السيطرة من قطع خطوط إمداد المسلحين من ربيعة باتجاه سلمى، كما استطاع فصل جبلي التركمان والأكراد عن بعضهم، وتثبيت قاعدة نيران كبيرة باتجاه مدخل مدينة سلمى الشمالي وما تبقى من قرى بيد المسلحين في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية.
سياسياً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادى غاتيلوف أن مسائل التحضير للقاء السوري السوري في 25 كانون الثاني المقبل في جنيف لم تنجز بشكل كامل لذلك سيكون على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دى ميستورا القيام بزيارة إلى المنطقة بما فى ذلك إلى دمشق من أجل تشكيل وفد المعارضة قبل فوات الموعد النهائي.
وقال الدبلوماسى الروسي إن «دي ميستورا أعلن بداية المحادثات السورية السورية بتحديده موعد 25 من كانون الثاني لها وكما نفهم أنه يعول بذلك على تعاون الأطراف السورية في هذا الصدد على الرغم من أنه لا يزال من غير الممكن القول بأن الأسئلة المتعلقة بإعداد هذه الجولة قد تم حلها تماماً وفي مقدمتها بطبيعة الحال ما يرتبط بتشكيل وفد ممثلي المعارضة».
وأضاف غاتيلوف: «دي ميستورا يخطط بقدر ما نعلم للقيام بجولة أخرى إلى المنطقة لزيارة العواصم الرئيسية مرة أخرى بما في ذلك دمشق وبحسب تقديرنا أنه يهدف من ذلك إلى مواصلة السعي إلى إجراء المحادثات في جنيف علماً أننا لا ننتظره فى موسكو قبل الخامس والعشرين من الشهر المقبل».
وفي رده على سؤال للصحافيين عما إذا كانت موسكو ستساعد في هذه العملية قال: «إننا لم نبحث بعد هذه المسألة من الناحية العملية ولكن على أي حال لدينا في جنيف مكتبنا الذي يواصل اتصالاته الوثيقة مع مكتب دي ميستورا وهو على اطلاع كامل بما يدور حول التحضير للمحادثات السورية السورية».
كما أكدت الخارجية الروسية تطابق مواقف موسكو وواشنطن مبدئياً حول قائمة التنظيمات الإرهابية، موضحة أن الجانب الروسي يرفض حتى الحديث عن إدراج «حزب الله» و«حماس» ضمن القائمة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي: «تتطابق آراؤنا حول التنظيمات الإرهابية الأساسية، وهي «داعش» و«القاعدة» و«جبهة النصرة»، وأضاف: «وفي ما يخص «حزب الله» و«حماس»، فنحن نرفض حتى الحديث عنهما مع الأميركيين».
وأعرب غاتيلوف عن أمله في استكمال وضع القائمة الموحدة للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في العراق وسورية بحلول الـ25 من كانون الثاني، وهو الموعد الذي حدده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإطلاق الحوار السوري – السوري.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأزمة السورية ستبقى في عام 2016 المقبل التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أن النزاع السوري وأزمة اللاجئين والتطرف ما زالت «التحدي الرئيسي لنا جميعاً».
وأوضح كيري أن الاستراتيجية الأميركية في هذا المسار تتضمن ثلاثة أجزاء: أولاً، تنشيط حملة مكافحة «داعش» في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وثانياً، واشنطن تعمل مع حلفائها من أجل «الحيلولة دون انتشار العنف بالشرق الأوسط
ومراعاة اللاجئين وغيرهم من ضحايا الأزمة، وثالثاً، الولايات المتحدة أطلقت بالتعاون مع روسيا وغيرها من الدول مبادرة دبلوماسية بهدف تخفيض التوتر في سورية والمساعدة على الانتقال السياسي وتحييد الإرهابيين.
وأكد الوزير الأميركي أن العقبات في طريق السلام في سورية تبقى شاقة، داعياً المجتمع الدولي إلى مواصلة جهوده لتسوية الأزمة، مشيراً إلى أن تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال سيساعد في تنظيم حملة موحدة حقيقية لمكافحة «داعش».
وكان كيري و نظيره الروسي سيرغي لافورف قد دعيا في اتصال هاتفي للتخلي عن الشروط المسبقة في إقامة جبهة موحدة لمكافحة تنظيم «داعش».
وذكر بيان صادر عن الخارجية الروسية أنه «جرى بحث آفاق التغلب على الأزمة في سورية، بما في ذلك في سياق محادثات ممثلي الحكومة والمعارضة السورية التي ينظمها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا التي تهدف للتوصل إلى تسوية سياسية».
الى ذلك، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن القضاء على زهران علوش قائد «جيش الإسلام» يبعث برسالة خاطئة إلى جماعات تشارك في حوار سياسي يهدف لإنهاء الصراع في سورية.
وأكد تونر أن الولايات المتحدة لم تقدم الدعم لجماعة علوش ولديها بواعث قلق من «سلوكها في ساحة المعركة» لكنه أشار إلى أن «جيش الإسلام» حارب متشددي تنظيم «داعش» ويشارك في الحوار السياسي بهدف إنهاء الحرب الأهلية.
وتابع خلال مؤتمر صحافي: «بالتالي فإن الهجوم على علوش وآخرين في جيش الإسلام وجماعات معارضة أخرى يعقد في الواقع الجهود الرامية إلى إجراء مفاوضات سياسية جادة ووقف إطلاق النار في أنحاء البلاد… نحن بحاجة إلى إحراز تقدم لكل هذه الجهود في الأسابيع المقبلة».
وأضاف المتحدث الأميركي: «أن تنفيذ ضربة مثل هذه لا يبعث بالرسالة الأكثر إيجابية» مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تأمل ألا تؤخر التقدم الذي تحقق نحو المفاوضات.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن تحرير مدينة جرابلس في محافظة حلب شمال سورية من تنظيم «داعش»، يعتبر أولوية التحالف الدولي.
وقال خلال مؤتمر صحافي في مطار إسطنبول قبل توجهه إلى السعودية «تقوم الآن قوات التحالف الدولي بعمليات عسكرية ضد «داعش» في جرابلس… طرد داعش منها يعتبر مهمة أولوية».
وأشار أردوغان إلى أنه لم يتلق حتى الآن معلومات دقيقة حول عبور وحدات من السوريين الأكراد إلى الضفة الغربية من نهر الفرات، الأمر الذي سبق أن عارضته بشدة أنقرة، وأضاف: «غض الطرف عن أنشطة مثل هذه المنظمات الإرهابية كحزب الاتحاد الديمقراطي و جناحه العسكري وحدات حماية الشعب، التي تقوم بتطهير عرقي، وقبولهم فقط لأنهم يحاربون داعش هو صب الزيت على النار».
وأضاف الرئيس التركي: «نواصل التضامن والتشاور مع المملكة العربية السعودية في مرحلة تكثفت فيها الجهود من أجل إيجاد حل سياسي في سورية، وأؤكد أن هدفنا هو إحلال سلام دائم ومستدام وعادل في جميع مناطق الأزمات وعلى رأسها سورية».