الجيش واصل عمليات الدهم في دار الواسعة والشراونة وَكَشْف معملين للمخدرات والكبتاغون وتوقيف مطلوب خطير
لليوم الثاني على التوالي، واصل الجيش عمليات دهم في بلدة دار الواسعة بعدما عمل على تطويقها من جهة شليفا شرقاً واليمّونة غرباً، فيما أقام الحواجز على طريق اليمّونه – دار الواسعة شليفا لتفتيش السيارات الآتية من وإلى دار الواسعه.
وكان الجيش نفّذ ليل أول من أمس سلسلة مداهمات استمرّت حتى الصباح في حي الشراونه إثر عملية توقيفات في دار الواسعه تمّ خلالها تسليم ثمانية مطلوبين بجرائم مختلفة بينهم متّهمون بقتل نديمة وصبحي الفخري في بلدة بتدعي.
وأعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه، في بيان، أنّ «قوى الجيش واصلت تنفيذ عمليات دهم في منطقة دار الواسعة البقاع، بحثاً عن مطلوبين بجرائم إطلاق النار وحيازة الممنوعات، حيث تمكّنت من كشف معمل كبير لتصنيع المخدرات وحبوب الكبتاغون يعود للمطلوب حسن جعفر، وفي داخله كميات كبيرة من هذه الحبوب، وضبطت خلال عملية الدهم أيضاً كميّات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية والذخائر والأمتعة العسكرية المختلفة، إضافةً إلى سيارة مسروقة وثلاث سيارات من دون أوراق قانونية.
وتمّ تسليم المضبوطات إلى المرجع المختص، وتستمر قوى الجيش في ملاحقة المطلوبين لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص».
وفي بيان آخر، أعلنت قيادة الجيش الآتي: «إلحاقاً لبيانها السابق، تابعت قوى الجيش تنفيذ عمليات دهم في منطقة دار الواسعة – البقاع، بحثاً عن مطلوبين بجرائم إطلاق النار وحيازة الممنوعات، حيث تمكّنت من كشف معمل ثانٍ لتصنيع المخدرات وحبوب الكبتاغون يعود للمطلوبين حسن عجاج جعفر ومحمد قيصر جعفر.
وتمّ تسليم المضبوطات إلى المرجع المختص.
وتستمر قوى الجيش في ملاحقة المطلوبين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص».
… وتوقيف أحد أخطر المطلوبين
من جهتها، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر موقعها على «تويتر»، عن «عملية نوعية في حي الشراونة في بعلبك، قام بها مكتب مكافحة السرقات الدولية في وحدة الشرطة القضائية، أدت إلى توقيف أحد أخطر المطلوبين ع.ج. وبحقه أكثر من 70 مذكرة عدلية بجرائم خطف ومخدرات وسرقة، بعد تجمهر أهالي المنطقة لقطع الطريق».
كما أعلنت المديرية أنّ «دوريّة من شعبة المعلومات استطاعت توقيف المدعو ي. خ. من مواليد العام 1993 في سعدنايل، بعد ضبطها بحوزته 22 حبة كبتاغون». فيما ضبطت الجمارك في مرفأ بيروت ثلاثة أطنان من حبوب الكبتاغون وحشيشة الكيف موضّبة في طاولات للأطفال، وكانت معدّة للتصدير إلى مصر.
تشييع الجندي الشهيد
في غضون ذلك، شيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة شمسطار الجندي الشهيد علي بسام قاسم زين، الذي قضى أول من أمس دفاعاً عن الأمن والاستقرار في بلدة دار الواسعة.
بدأت مراسم التشييع من أمام مستشفى دار الأمل الجامعي حيث تسلّم ذووه الجثمان بمراسم تكريم خاصة قدَّمت له خلالها فرقة من الشرطة العسكرية التحية، ومُنح باسم قائد الجيش الأوسمة على وقع عزف لحن الموت.
وإلى بلدته شمسطار انطلق موكب التشييع ليسجّى في حسينية البلدة حيث ودّعه الأهل والأحبة في أجواء مؤثرة.
وألقى ممثّل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد المهندس كرم فريجي، كلمة أكّد فيها «أنّ عيون الجيش لن تغفل أبداً عن حماية مسيرة الأمن والاستقرار، تماماً كما هي لن تغفل عن حماية حدود الوطن من خطر العدوّين «الإسرائيلي» والإرهابي».
وشدّد مُفتي البقاع الشيخ خليل شقير في كلمته على أنّ «الجيش سياج الوطن، ويجب على كل من يتعرّض له بسوء أن ينال عقابه».
وبعد أن أمّ الشيخ شقير الصلاة على جثمان الشهيد، انطلق موكب التشييع بمشاركة حشد من القيادات العسكرية والأمنية، وفاعليات المنطقة الحزبية والاجتماعية والسياسية نحو جبّانة البلدة حيث ووري في الثرى.
وتُقبل التعازي في منزل والده في بلدة شمسطار ثلاثة أيام.
مواقف مُدينة ومُهنِّئة
إلى ذلك، اعتبر الرئيس أمين الجميّل في بيان، أنّ «إلقاء القبض على بعض من المتّهمين بجريمة بتدعي النكراء، والتي شكّلت اهتزازاً لمؤشّري الأمن والعيش المشترك في منطقة بعلبك، مؤشّر صحي لانتصار منطق الدولة وتثبيت الأمن، وتكريس للعيش الواحد في هذا المثلث في عمق البقاع والشمال، الذي طالما شكّل رمزاً للسلام والإلفة والانصهار الوطني».
وهنّأ القوى العسكرية على دورها في إلقاء القبض على المتّهمين.
ودان رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، أمام وفد من رؤساء الجمعيات التابعة للمجلس جاءه مهنئا بالأعياد، حادثة إطلاق النار على دورية للجيش لدى مداهمتها مطلوبين على خلفية جريمة بتدعي، واعتبر «سقوط شهيد عسكري وأربعة جرحى آخرين بمثابة إطلاق نار على الوطن».
وقال: «لم يعد مسموحاً التهاون بأي تطاول على القانون والجيش داخل حدودنا الشرقية بعدما سقط شهيد وأربعة جرحى عسكريّين لدى مداهمة دورية أمنية لمنزل خارجين عن القانون. أفلا تكفي تضحيات الجيش على تلك الحدود في وجه التطرّف والإرهاب حتى يتلقّى الطعنة في الظهر جزاء معروفه في حماية الاهالي؟».
أضاف: «آنَ لكل من تمتد يده بأي سوء وأذى إلى المؤسسات العسكرية والأمنية أن تُقطع، لأنّ أي تهاون يعتبر جريمة بحق الوطن وإطلاق نار عليه. إنّها لمفارقة غريبة عجيبة هذا الاستسهال الأمني الذي تدفع ثمنه غالياً المؤسسات الأمنية بعدما خسرت العديد من شبابها دفاعاً عن أمن المواطنين، وعانت مع أهالي المختطفين لدى «النصرة» أكثر من سنة ونصف سنة حتى تمكّنت من استردادهم، وما زالت تبذل المستحيل بهمّة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لاستعادة الباقين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي؟».
وختم: «فعوض الوقوف وراء جيشنا، لا في وجهه، نرى المتفلتين من أي أمن أو ضوابط يترصدون مهاجمة المؤسسة العسكرية التي تحمي أهاليهم. إننا مع الجيش ليضرب بيد من حديد كل مطلوب ويقتاد المتهاونين بأرواح أفراده إلى قفص العدالة».
كما هنّأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان، قائد الجيش العماد جان قهوجي بالعملية الناجحة التي قامت بها وحدات الجيش في مناطق البقاع كافة.
جرح نجل «أبو طاقية»
أُصيب عبادة مصطفى الحجيري، نجل مصطفى الحجيري الملقّب «أبو طاقية»، بطلق ناري في قدمه إثر خلافات مع مسلّحين في منطقة وادي الحصن في عرسال، حيث أُدخل إلى المستشفى الميداني في عرسال للمعالجة.