تلفزيون لبنان

محادثات على جانب كبير من الأهمية في الرياض بين الملك سلمان والرئيس التركي تمهّد لقمة تجمعهما مع الرئيس المصري حول تطورات الأوضاع في المنطقة وسُبُل مواجهة الإرهاب ومعالجة الأزمات السياسية.

وهذه الأوضاع في المنطقة تشير إلى:

– أولاً إنهاء وجود «داعش» عسكرياً في العراق وتطويقه في سورية.

-ثانياً زيادة ضغط التحالف في اليمن، والعمل على عملية سياسية نحو حكومة وفاقية.

– ثالثاً تزخيم الجهود للسير في مشروع قيام التحالف العسكري الإسلامي.

وفي سورية تحضيرات لعملية واسعة لتبادل أمكنة عسكرية، بما يعني فكّ الحصار عن قوات في ريف دمشق مقابل نقل هذه القوات إلى الرقة مثلاً. وثمّة اتصالات مع الأمم المتحدة في هذا السبيل.

وفي لبنان، انتهت عملية نقل الطرفين اللذين كانا محاصرين في الزبداني وكفريا والفوعة الليل الفائت. وأُفيد أنّ طرف الزبداني الذي انتقل إلى تركيا نُقل إلى منطقة في حلب، وأنّ طرف كفريا والفوعة نُقل إلى الساحل السوري.

وفي الأمن اللبناني، الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مجموعات المسلحين في جرود عرسال. في السياسة برز إعلان وفد حزب الله من بكركي الالتزام بترشيح العماد ميشال عون. كذلك برزت إشادة النائب وليد جنبلاط بالرئيس تمام سلام لإدارته الحكومة في الظروف الصعبة، والرئيس نبيه برّي لتأكيده الدائم على الحوار والاستقرار.

إذاً أردوغان في الرياض لمحادثات مهمة مع الملك سلمان.

«المنار»

عاد أهالي كفريا والفوعا إلى حضن الوطن بعد ساعات، وإن كانت العودة ناقصة، فالعيون والقلوب شاخصة إلى حدود إدلب، يخفّف من لوعة فراق الأهل والأرض ، مقام وتضحيات من نزلوا في جوارها في ريف دمشق السيدة زينب عليها السلام حفيدة الرسول الأكرم ص . وإن قصرت المسافات من إدلب إلى تركيا فبيروت ثم إلى دمشق ، فقد ساروا على ذات الطريق الطويلة والمضنية التي سلكها موكب العقيلة زينب عليها السلام.

طريق البطولة والتضحية في سبيل الحفاظ على الدين. فالخروج من كفريا والفوعا بالطريقة التي جرت، ما كان ليتحقّق لولا الصمود الأسطوري للمدافعين عنهما، صمود عجزت معه الدولة القريبة من إخراجهم كسبايا، عادوا إلى دمشق ليقتربوا أكثر من قراهم، لا كقادة الجماعات الإرهابية الذين يتسلّلون ويتنكّرون بين المواطنين هرباً إلى تركيا.

فعل الهرب رصد اليوم على أكثر من جبهة في سورية، جنوباً، تقدّم الجيش السوري وحلفاؤه وسيطروا بشكل كامل على الجزء الشمالي الشرقي من مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية، وسيطروا بالنار على القسم المتبقّي، وعلى ضراوة المعارك، رُصدت أصوات استغاثة الإرهابيين الذين لم تسعفهم غرفة مورك في الأردن ولا فصائل الغوطة الشرقية بعد الإطاحة برؤوسها، وفي بلدة مهين وسط البلاد، مهانة جديدة لحقت بالجماعات الإرهابية، ضرب لقواعدهم التي تستهدف المدنيين الأبرياء والأمن في سورية ولبنان وآخرها تفجيرات برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، وما سبقها من تفجيرات والتفجيرات المتتالية في مدينة حمص وغيرها من المدن السورية.

«او تي في»

قال الحزب كلمته وبالتحديد من بكركي التي راهن البعض عليها لتسويق المبادرة الرئاسية، جدّد حزب الله ثوابته بالوقوف مع العماد ميشال عون رئاسياً ليقدّم دليلاً جديداً على أنّ السياسة لا تتناقض مع الأخلاق، وأنّها ليست كذباً ومناورات، فختم العام بهذا الموقف ليفتح الباب أمام العام الجديد على جملة تساؤلات عن مسار هذه التسوية ومصيرها، وعن الموقف الحريري منها بعدما تبيّنت المواقف وفرزت.

لا شكّ أنّ أحداً من حلفاء حزب الله لم يتفاجأ بالموقف فطريقة تعاطيه مع حلفائه واضحة وثابتة، إلّا أنّ السؤال يبقى عن كيفية تلقّي قوى الرابع عشر من آذار، وخصوصاً المسيحيين منهم موقف الحزب ودرس الوفاء في السياسة بعدما كانوا تذوّقوا من حلفائهم طعم الخديعة وتمرير الصفقات من خلف ظهرهم.

وعليه يُرحّل الملف الرئاسي إلى العام الجديد، تماماً كمعظم الملفات في لبنان التي تتغلّب الكيدية فيها على المصلحة العامة والاعتبارات السياسية على الأولوية المعيشية والاجتماعية، وأبرز الشواهد على ذلك سد جنة.

«ال بي سي»

كأنّ اللبناني كُتِب عليه أن يتنقّل من «دلفة» الاحتيال إلى «مزراب» غياب السلامة العامة، والجامع المشترك بين الحالين، غياب تطبيق القوانين المرعية الإجراء، ما يفتح الطريق أمام تسهيلات الاحتيال أو القيام بأعمال مخالِفة لشروط السلامة العامة.

عيِّنات من احتيالٍ وقع ضحيته مواطنون ضاقت بهم الأَحوال المادية، فلجؤوا إلى الاستقراض السهل، وهناك خسروا الرهان بعدما خسروا ما رهَنوه.

وعيِّنة من فقدان السلامة العامة، ضحيته طفل توفّي في إحدى دور الحضانة في طرابلس.

في السياسة، أَقفل حزب الله أبواب الاجتهاد في ما خصّ موقفه من الاستحقاق الرئاسي، فأعلن من أمام الصرح البطريركي في بكركي أنّ مرشّحه هو العماد ميشال عون.

«الجديد»

في العنبر رقم خمسة عشر، ضبطت شخصيات ديزني متلبّسة بحشيشة الكيف وحبوب الكبتاغون، وقبل أن تلاقي سندريلا أميرها في رحلة التهريب من مرفأ بيروت إلى مصر فالإمارات، قُبض على تهريبة العمر مخبّأة في تجهيزات لحضانات الأطفال وكلمة سرها «وصل المعلم». ضربة المعلم في جمارك المرفأ أعادتنا بالذاكرة إلى جمارك المطار والتهريبة الأميرية السعودية، وإذا كان للقدر ضربة كفّ في ضبط تهريب الكيف، فأين أصبح حكم القضاء في النهْي عن المنكر، وخلف أي قضبان يقبع أمير التهريبة. الوزير الوصيّ على الجمارك عاين الأطنان الممنوعة عن قرب وأصدر حكماً مبرماً بأنّ لبنان لن يكون ممرّاً هادئاً لتهريب المخدرات، لكن الحكم قابل للطعن في ظل العتمة التي تلف منتج الموت في الرحلة من المُصنّع إلى المستهلك. رحلة العبور الآمن من مثلث الزبداني الفوعة كفرْيا والحكومة نائمة نوم أهل الكهف. وجدت لها اليوم محطّ كلام بمفعول رجعي عملية الترانسفير فاجأت الوزراء وما بين العمل والشؤون الاجتماعية كانت تساؤلات لا تصرف في سوق التسويات فـ»اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب». وقبل أن يرحل العام الجاري تاركاً خلفه معلّقات من الملفات. زيارة تهنئة بالأعياد من حزب الله للبطريرك الراعي. كلام الكواليس يظهر على منبر بكركي، فكان تجديد الالتزام الأخلاقي الاختياري مع المرشح ميشال عون. لسنا نحن العقبة أمام المبادرة ولا نقبل أن يقوم الأفرقاء كلّهم بأدوارهم فيما خصّ التسوية ويكون دورنا إقناع عون بالتنحّي. هذا الأمر لم يتم ولن يتم. انتهى كلام السيد رئيس المجلس السياسي ليُعيدنا إلى كلام السيد الأمين العام للحزب بأنّ عون هو الممرّ الإلزامي في الوصول إلى بعبدا، وهذا الممرّ ما هو إلا متفرّع من تسويات الكبار. قال الحزب ما قال وقفل عائداً ليستقبل الصرح جان عبيد، وفي بكركي أودع الأسرار.

«أن بي أن»

جمود المبادرة الرئاسية تقابله حرارة المواقف السياسية، تيار المستقبل يرى أنّ وضع المبادرة اليوم أقوى ممّا كانت عليه كما قال النائب سمير الجسر للـ NBN طالباً ممّن لديه مبادرة أفضل منها فليطرحها، أمّا طرح حزب الله فلا يزال ثابتاً عند ترشيحه العماد ميشال عون، كما أكّد السيد إبراهيم أمين السيد من بكركي اليوم.

رسالة الحزب واضحة، ترتكز على شقّين، التزام أخلاقي بتبنّي ترشيح الجنرال وعدم القبول بأن يكون دور حزب الله إقناع عون بالتنحّي، فمن يقنع رئيس تكتّل التغيير والإصلاح بالتسوية؟ التركيز اللبناني حالياً يجري لتفعيل عمل الحكومة، ليس على أساس تجاهل أزمة الشغور الرئاسي، وإنّما لتسيير شؤون الناس ومصالح اللبنانيين بالتزامن مع السعي لإيجاد مخرج لأزمة الرئاسة.

مخارج الأزمات الإقليمية تمضي في مسارين، إنجازات عسكرية ميدانية تمتدّ من درعا السورية إلى الرمادي العراقية، ومصالحات تتدرّج كما حصل في اتفاقية الزبداني كفريا الفوعة، ما بين الميدانيات والمصالحات هدف أساسي.. ضرب الإرهاب.

الكلام الإيراني للسيد علي خامنئي كان كافياً للدلالة على المرحلة المقبلة، لا قبول بافتعال حروب داخلية بين المسلمين، ولا مكان للفرقة بين المذاهب، لأنّ الفتن هدف أعداء الأمة، الثوابت السياسية العقائدية تأتي في ظلّ مشاورات مفتوحة وحوارات قائمة على طريق الوصول إلى تسويات إقليمية لا تتوقّف عند حدود العراق وسورية واليمن، بل تتجاوزها إلى تفاصيل لا تبدو الموازين الدولية بعيدة عنها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى