مقرّبون من هولاند: نبحث مع دول الخليج وتركيا عن كيفية مواجهة النفوذ الإيراني

باريس ـ نضال حمادة

تعتبر فرنسا أنّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبب الأساس في الأزمة العراقية الحالية وفشل العملية السياسية العراقية. وتحمّل باريس التي لم تكن يوماً على توافق مع المالكي أنّ الأخير انتهج سياسة قريبة من إيران في الداخل العراقي وفي سورية، ساهمت في تأجّج الوضع في العراق وانسحاب الكتل السنية من العملية السياسية برمّتها، بل وقيامها بتأييد داعش وتأمين الحاضنة الشعبية لها.

وتنقل مصادر إعلامية فرنسية عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قوله إنه يتوجب القيام بردّ قويّ على داعش، لكن الحلّ الأمني ليس هو كلّ شيء، بل يحب أن يتزامن هذا مع حلّ سياسي .

وتريد فرنسا من الحديث عن حلّ سياسي في العراق مثل ما تريد السعودية فيه وهو تنحّي رئيس الوزراء نوري المالكي، وهذا ما ترفضه إيران بشكل حاسم حتى الآن بحجة أنّ ما يُراد إيقاعه على المالكي حالياً، هو نفسه ما أريد تطبيقه على الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأعوام الأربعة الماضية، وهذا ما فشل في دمشق ولن ينجح في بغداد حسب الإيرانيين.

وتنقل المصادر الفرنسية نفسها عن المحيطين بهولاند حديثهم عن النفوذ الإقليمي لإيران وتأثيراته. ويقول هؤلاء إنّ باريس تعرف أنه لا يمكن تجاوز إيران في العراق، غير أن علاقات فرنسا الخليجية تجعلها أقرب في مواقفها من السعودية، وتضيف نقلاً عن المقرّبين من هولاند نفيهم أن تكون لفرنسا سياسة سنية ضدّ الشيعة في الشرق الأوسط، لكن صعود النفوذ الإيراني في المنطقة يطرح تساؤلات حول ماذا تريد إيران؟ حول ماذا سوف تتفاوض معها؟ في بلدان النفوذ الإيراني الثلاثة لبنان والعراق وسورية؟ على حد ما يسأل مسؤولون في قصر الاليزيه.

هذا الموقف الفرنسي من إيران، عززته ثلاث زيارات متتالية لباريس قام بها كلّ من رجب طيب أردوغان ومتعب بن عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، جرى خلالها تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في العراق.

وبحسب المعلومات تركزت المحادثات في الزيارات الثلاث على كيفية محاربة داعش من دون أن تستفيد إيران من هذه الحرب، وتصف المصادر المقربة من قصر الاليزيه أن هذه المعادلة تشكل معضلة بالنسبة إلى فرنسا وتركيا وممالك الخليج.

أما بالنسبة إلى الأميركي فالأمر أكثر بساطة، لأنه بدأ حواراً مع إيران حول موضوع الإرهاب .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى