تجدّد الغارات على غزة… ومصر تدخل على خط التهدئة
في موقف يحمل مؤشرات سياسية داخلية وخارجية وبعد تصعيد ليلي في العدوان ضد قطاع غزة دعا رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو حكومته الى ضبط النفس في التعامل مع الأوضاع المتوترة في قطاع غزة.
موقف نتنياهو يأتي فيما أعلن جيش العدو أن نحو مئة وعشرة صواريخ انفجرت في أراضٍ «إسرائيلية» منذ جولة التصعيد الحالية، الأمر الذي يدل على دقة الصواريخ التي يراوح قطرها بين سبعين ومئة ملمتر بحسب الجيش الإسرائيلي.
موقف نتنياهو هو واحدٌ من المواقف المتضاربة بين المسؤولين «الاسرائيليين» حيال التعاطي مع رد المقاومة على الاعتداءات «الإسرائيلية».
رئيس جهاز الاستخبارات «الإسرائيلية» الموساد تامير باردو اعتبر النزاع الفلسطيني «الإسرائيلي» أكبر تهديد للأمن القومي «الإسرائيلي» في المرحلة الراهنة وليس المشروع النووي الإيراني.
عضو المجلس الوزاري المصغر نفتالي ميليت انتقد أداء الحكومة «الإسرائيلية» تجاه غزة واصفاً إياه بالضعيف. بدوره وزير الزراعة يائير شامير دعا إلى استبدال الحكومة إن لم توفر الأمن لسكانها.
في المقابل دعا وزير البيئة عمير بيريتس إلى عدم الانجرار إلى عملية ضد قطاع غزة تحت تأثير الحماسة أو الرأي العام المنفعل.
وقبل دعوة نتنياهو إلى ضبط النفس أشارت تقارير إعلامية الى مساعٍ مصرية لاعادة التهدئة الى الاراضي الفلسطينة.
في هذه الأثناء، نسبت تقارير صحافية لمصدر في حركة «حماس» وصفته بالقيادي، قوله: «إن القاهرة باشرت الاتصالات مع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس لتثبيت التهدئة في القطاع» لكنه أشار إلى أن «هذه الجهود لم تتمخض عن نتائج إيجابية حتى الآن».
وبدوره، صرّح السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية وائل عطية بأن بلاده تبذل جهوداً مكثفة واتصالات حثيثة لإعادة فرض التهدئة في غزة، رافضاً في الوقت نفسه الخوض في تفاصيل حول الجهات التي تشملها الاتصالات أو حتى الموعد المرجح لتطبيق ذلك.
وكانت التطورات الفلسطينية محور اتصالين هاتفيين تلقاهما رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
أغارت الطائرات الحربية الصهيونية فجر اليوم الأحد على أهداف متفرقة من قطاع غزة، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، ففي مدينة خان يونس استهدف القصف المعادي أراضي خالية في بلدة عبسان ومنطقة «الفخاري» شرق المدينة.
وفي مدينة رفح، استهدفت غارة أرضاً زراعية في منطقة «مصبح»، بينما استهدفت غارتان موقع «أبو جراد» في «نتساريم» جنوب غربي مدينة غزة، وأرضاً خالية قرب سوق السيارات شرق حي الزيتون.
وكان الاحتلال قد صعد من عدوانه في ساعات الليلة قبل الماضية وأعلن أن عشر غارات استهدفت منصات إطلاق صواريخ وورشاً لتصنيعها.
وأفاد مصدر مطلع بأن خمس غارات استهدفت أراضي خالية في بلدة عبسان ومنطقة الفخاري شرق خان يونس ومنطقة مصبح شمال رفح وقرب معبر رفح البري على الشريط الحدودي مع مصر. كما استهدفت موقع أبو جراد جنوب مدينة غزة وأرضاً خالية شرق حي الزيتون من دون تسجيل إصابات.
إلى ذلك، نشرت كتائب القسّام مقطع فيديو على صفحات التواصل الإجتماعي موجهاً إلى المستوطنين وجنود الإحتلال. وتَظهر في الفيديو عملية تحضير لصواريخ متوسطة الحجم وتنتهي بعبارة باللغة العبرية تعني: «فجر جديد»، ونشرت القسام أيضاً فيديو ثانياً ينتهي بعبارة: «صبراً اهل الضفة». وأصدرت الشرطة «الإسرائيلية» أوامر استدعاء لقسم من رجال الإحتياط وحرس الحدود في ضوء الأحداث والخشية من توسعها.
في موازاة ذلك تواصل سقوط الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على بلدات ونواحي «إسرائيلية» عدة رداً على الاعتداءات. موقع القناة «الإسرائيلية» السابعة تحدث عن سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة قرب مستوطنة نتيف هعسراه، فيما أفاد موقع القناة الثانية عن سقوط 4 صواريخ في مستوطنة أشكول، وذكر موقع والاه أن خمسة صواريخ اطلقت اليوم من قطاع غزة على مستوطنة شاعر هنيغف.
وكانت مصادر إعلامية «إسرائيلية» أفادت عن نصب جيش الاحتلال بطارية جديدة من القبة الحديدية على مشارف مطار «بن غوريون» الدولي شرق مدينة «تل أبيب» وسط الكيان.
وفي الداخل المحتل عام 1948، تجددت المواجهات العنيفة في مدينة الناصرة، حيث سجلت اشتباكات بالقرب من مفرق «النفق».
وشهد مدخل مدينة أم الفحم مواجهات مماثلة، كما أُفيد عن قمع الاحتلال لمظاهرتين في «كفر قرع» وقرية «باقة الغربية»، إضافة الى مدينة يافا.
وفي الطيبة أيضاً تجددت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الصهيونية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، واستخدمت المياه العادمة لتفريق المتظاهرين.