الشيخ مسكين الاستراتيجية تسقط عسكرياً بيد الجيش السوري
نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس ما تناقلته وسائل الإعلام الروسية حول طلب الرئيس فلاديمير بوتين من وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقاء معه «بإشراك الرئيس السوري بشار الأسد في انتخابات 2017».
وقال بيسكوف إن «بوتين أكد بإصرار أنه لا يمكن تقرير مستقبل سورية الداخلي من الخارج، وأن الشعب السوري فقط هو من ذلك»، مشيراً إلى أنه أكد أيضاً أن «موسكو لا تعارض مشاركة جماعات المعارضة السورية التي تدعمها دول الخليج وتركيا، في العملية السياسية، لكن ذلك فقط في حال تخليها عن القتال».
وكانت وكالة «بلومبرغ» نقلت عن مصادر وصفتها «بالمطلعة» في وقت سابق، أن «الرئيس الروسي أكد لكيري ضرورة إشراك الرئيس الأسد في انتخابات عام 2017»، فيما نقلت وسائل إعلام روسية عدة عن الوكالة نفسها أن الرئيس الروسي أعرب عن قناعته بأن «الأسد سيفوز في الانتخابات في حال مشاركته»، مشيرة أيضاً إلى أن كيري قال إن «واشنطن بدأت إعداد قواعد للتصويت ستحد من فرص تحقيق الفوز للأسد».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «التسوية السورية ليست رهينة للانتخابات الأميركية»، مشيراً إلى أن «واشنطن أصبحت تدرك أن الإرهاب في الشرق الأوسط أخطر بكثير من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، ومما كان عليه الرئيس العراقي صدام حسين والرئيس الليبي معمر القذافي».
وأضاف لافروف: «نحن نريد أولاً انطلاق العملية السياسية حول سورية الشهر المقبل، ونريد ثانياً أن تنتقي الأمم المتحدة وفد المعارضة السورية بما لا يقتصر على فريق محدد بعينه، بل يشمل المشاركين في جميع اللقاءات التي عقدت في غضون العامين الأخيرين، بما فيها لقاءات موسكو والقاهرة وآخرها الرياض»، مشيراً إلى أنه « لولا استكبار تحالف واشنطن الدولي لما تصرفت تركيا بهذا القدر من الفظاظة في العراق»، وأكد أنه تمكن تسوية الأزمة السورية على أساس القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، وإن كانت هناك ضرورة للتدقيق في بعض الأشياء.
وتطرق الوزير الروسي إلى الأعمال الإرهابية الأخيرة التي هزت الولايات المتحدة، وخاصة بعدما صرح به الرئيس الأميركي بأن واشنطن استطاعت صد الإرهاب، فأكد أنه «سيتم استغلال ذلك في إطار اللعبة السياسية التي تديرها واشنطن».
كما تناول لافروف تحالف السعودية الإسلامي الذي أطلقته المملكة أخيراً لمكافحة الإرهاب، وتأكيدها بأنها سوف تتعاون مع الحكومات الشرعية في البلدان ذات الشأن، فيما لن تتعاون مع الحكومات غير الشرعية، فاعتبر أن هذا الطرح «بكتيريا عصوية معدية، وعلى الولايات المتحدة إدراك هذه الحقيقة».
جاء ذلك في وقت أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن روسيا تلعب دوراً بناء في الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية.
وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية: «على الساحة السياسية تلعب روسيا دوراً بناء»، ولكنه زعم أن «معظم غارات سلاح الجو الروسي في سورية تستهدف منشآت من البنية التحتية المدنية والمدنيين»، من دون أن يقدم أي أدلة لإثبات هذا الاتهام، كما أقر عدم امتلاكه أي أدلة تؤكد استخدام الجيش الروسي للقنابل العنقودية.
الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الحربي الروسي نفذ في سورية خلال الساعات الـ48 الأخيرة 121 طلعة وقصف 424 موقعاً للإرهابيين في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودرعا والرقة دير الزور.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن قاذفة روسية استهدفت مبنى جرى فيه اجتماع لقياديي المسلحين قرب الرقة، مؤكداً أن المبنى دمر بكامل محتوياته، وذلك بعد إصابته بقنبلة موجهة، مشيراً إلى أن القيادة الروسية حصلت على معلومات هذا الاجتماع من ممثلي قوى المعارضة الوطنية يوم الاثنين.
كوناشينكوف أضاف أيضاً أنه قبل أيام عدة نقلت مجموعة معارضة أخرى تعمل في ريف إدلب معلومات عن مكان تمركز مستودع ذخائر كبير تابع لـ»جبهة النصرة»، وبعد دراسة الصور الملتقطة من الجو وتنفيذ استطلاع عبر طائرة من دون طيار توجهت قاذفة سو-24إم إلى المكان ودمرته.
وفي سياق وقف مصادر تمويل الإرهابيين، أكد كوناشينكوف أن الطيران الروسي يدمر يومياً عدداً كبيراً من مناطق استخراج ونقل النفط خاضعة لتنظيم «داعش» في سورية، حيث دمر خلال اليومين الماضيين 6 منشآت نفطية غير شرعية في دير الزور وحلب.
وفي كفر نبل في ريف إدلب عثر على تجمعات لشاحنات متجهة إلى الحدود السورية – التركية تراقبها سيارات جيب مزودة بأسلحة مضادة للطيران. فتم تدمير 20 صهريجاً يستخدمه التنظيم لتهريب النفط إلى تركيا وكذلك سيارتين جيب مزودة بأسلحة مضادة للطيران.
في غضون ذلك نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف اتهامات مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية زعم فيها بأن «معظم غارات سلاح الجو الروسي في سورية تستهدف منشآت البنية التحتية المدنية والمدنيين»، ووصفها بغير المتثبتة والمقرونة بالأدلة.
ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها في مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا الشمالي الشرقي، وتمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة منها الدوار الرئيسي والجامع العمري واللواء 112 جنوب شرق المساكن العسكرية، ومبنى السيرياتيل ومجمع زايد والمدرسة الحكومية التاسعة. وقد أسفر الاندفاع الكبير للجيش السوري الى انهيار خطوط المسلحين الدفاعية داخل المدينة، وهروب أعداد كبيرة منهم، ما دفعهم لشن هجوم فاشل تمكنت وحدات الجيش من صده وقتل وجرح أكثر من 40 مسلحاً، حيث باتت المدينة ساقطة عسكرياً.