تقرير إخباري أهم الأحداث التي شهدتها سورية خلال 2015

شهدت الأزمة السورية خلال العام 2015 تطورات عدة لبحث سبلِ حل الأزمة السورية بالطرق السياسية، كان من أبرزِها عقد مؤتمرَي جنيف 1 و2 وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو وتبني مجلس الأمن خريطةَ طريق لدعم الحل السياسي في سورية.

في عام 2015 تقاطرت الوفود الدولية والإعلامية إلى سورية ولم تتوالَ التصريحات الأميركية والغربية من قبيل الصدفة، بل أتت لتعكس المزاج الغربي الجديد الذي بدأ يتشكل مع تمدد الإرهاب إلى أكثر من دولة أوروبية وتعبر في الوقت نفسه عن رأي عام دولي بدأ يستوعب إبعاد الحرب في سورية.

وفي زحمة هذه الجهود كانت سورية في نهاية شهر أيلول على موعد مع حدث كبير، روسيا تتدخل عسكرياً في سورية، وتبدأ بتغيير قواعد اللعبة، وما هي إلا أيام حتى أطلق الجيش السوري في 7 تشرين الأول معركته العسكرية الكبرى في الشمال الغربي لسورية، مستغلاً الغطاء الجوي الروسي.

لقاء الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان له أهمية محورية على مسار الأزمة، وفتح مسارات جديدة على طريق تسويتها سياسياً.

كما وضعت خريطة طريق الحل السياسي في سورية على سكة التنفيذ أممياً، من خلال قرار مجلس الأمن 2254 الذي تبنّى بالإجماع خطة لدعم الحل السياسي في سورية، من خلال مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة العام المقبل بالتزامن مع وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، على أن يترك القرار الذي رحّبت به دمشق للشعب السوري في تقرير مستقبله.

القيادة السورية استطاعت بمستوياتها السياسية والدبلوماسية احتواء الأزمة على الأقل، حتى هذه اللحظة، الأمر الذي شكل لدى العديد من الدول الغربية وباقي دول العالم قناعة بضرورة اعتماد الحلول السياسية، لإنهاء أزمة السوريين، رغم إصرار البعض على الحلول العسكرية.

وعلى الرغم من أن القرار الدولي لم يشر إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وتحدّث عن مرحلة انتقالية في تنازل أميركي صريح لروسيا، وما يعنيه ذلك من بقاء بنية نظام الحكم قائمة، إلا أن القرار حدد سقفاً زمنياً لهذه المرحلة، وحدد الصلة الوثيقة بين وقف إطلاق النار وانطلاق عملية سياسية موازية، كما حدد شكل المرحلة الانتقالية، حيث نصّ القرار على إنشاء هيئة حكم انتقالية جامعة تخوّل سلطات تنفيذية كاملة، بناء على بيان جنيف والقرار الدولي 2018.

عكس القرار التفاهم الروسي – الأميركي، حول مجمل المسألة السورية، على أن يقوم كل طرف بالتشاور مع حلفائه الإقليميين لقبول هذه الصيغة السياسية، وليس صدفة تأكيد إيران تطابق سياستها مع روسيا، وليس صدفة أيضاً أن تعلن واشنطن أن مقررات مؤتمر الرياض بحاجة إلى تغيير في بعض بنوده.

شكّل عام 2015 فاصلاً مهماً منذ اندلاع الأزمة السورية، وكان للروس الدور الأبرز في صناعة أحداثه، فهل يكون لهم أيضاً اليد الطولى في أحداث العام المقبل، التي ستبدأ باستحقاق «جنيف 3».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى