أكثر من مليون لاجئ في البحر إلى أوروبا خلال 2015

أعادت النمسا مئات المهاجرين إلى سلوفينيا المجاورة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بسبب كذبهم في شأن جنسياتهم، فيما تنوي النروج طرد اللاجئين الذين وصلوها من بلد آخر في فضاء شنغن.

وقال متحدث باسم الشرطة النمساوية، إن فيينا أعادت المئات من المهاجرين إلى سلوفينيا بسبب كذبهم في شأن جنسياتهم في محاولة لتحسين فرصهم في الحصول على حق اللجوء في النمسا.

وأضاف المتحدث أنه خلال عمليات الفحص الفورية للوافدين بشكل يومي ويقدر عددهم بنحو ثلاثة آلاف شخص، لاحظ أفراد من الشرطة ومترجمون ارتفاعاً في عدد الأشخاص غير المسجلين الذين لا تتماشى مهاراتهم اللغوية مع الجنسيات التي حددوها لأنفسهم.

وأشار إلى أن «البعض يحاول استغلال الوضع وهم يعلمون جيداً أن فرصهم ضئيلة للغاية في الحصول على لجوء في النمسا أو ألمانيا»، موضحاً أن المئات من هؤلاء أعيدوا مباشرة إلى سلوفينيا منذ الـ26 من كانون الأول.

وذكر العديد من النشطاء أن هناك لاجئين آتين من دول جنوب آسيا وحتى من أفريقيا يدعون أنهم من سوريا على أمل الحصول على حق اللجوء في الاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى أعلنت النروج الثلاثاء عزمها طرد جميع اللاجئين الذين يصلون من بلد آخر في فضاء «شنغن» خصوصاً من جارتها السويد، مؤكدة سعيها لانتهاج سياسة لجوء «بين الدول الأكثر تشدداً في أوروبا».

ويأتي هذا التدبير ضمن مشروع قانون واسع حول الهجرة قدمته الحكومة اليمينية التي ضمنت موافقة حلفائها في الوسط والمعارضة العمالية لتمريره في البرلمان.

وسيمنح هذا القانون، في حال إقراره، قوات الأمن الحق في رفض دخول أي شخص للأراضي النروجية إذا وصل إلى الحدود من دون تأشيرة وبنية معلنة لطلب اللجوء من بلد موقع على اتفاقية «شنغن».

وأكدت وزيرة الهجرة والاندماج سيلفي ليستوغ العضو في حزب التقدم اليميني الرافض للهجرة أن مشروع القانون من شأنه تحسين أوضاع اللاجئين، وقالت: «سنعتمد سياسة لجوء ستكون بين الأكثر تشدداً في أوروبا. وذلك أمر ضروري كلياً لنتمكن من استقبال وإسكان واستيعاب الذين يأتون إلى هنا».

ويستهدف هذا القرار خصوصاً اللاجئين الآتين من السويد، علماً أن الغالبية الكبرى من حوالى 30 ألف شخص تقدموا بطلب لجوء في النروج هذه السنة جاءوا من السويد.

ورغم منح اتفاقية «شنغن» حرية التنقل عبر الحدود السويدية النروجية، لم تتخذ النرويج بعد أي تدابير للتحقق من الهوية بشكل صارم مماثل لذلك المفروض عند الحدود مع روسيا.

من جهته، انتقد بال نيسي العضو في المجلس النروجي للاجئين مشروع القرار وقال إن ذلك «لا يعد تدبيراً جيداً»، مضيفاً: «أن النروج تختار سياسة منعزلة برفضها رؤية»، موضحاً أنه «إذا كانت جميع دول فضاء شنغن ترفض بهذه الطريقة اللاجئين فإنهم سيجدون أنفسهم محصورين في اليونان وفي إيطاليا».

وفي السياق، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة وصول عدد اللاجئين والمهاجرين الذين قدموا إلى أوروبا منذ بداية العام عبر البحر المتوسط إلى أكثر من مليون شخص.

وقال ممثل المفوضية إدريان إدفاردس إنه «تم الليلة المنصرمة تجاوز عتبة المليون شخص قدموا إلى أوروبا منذ بداية العام عبر البحر»، معتبراً أن «المأساة تكمن في اضطرار أكثر من مليون شخص للوصول إلى القارة الأوربية في زوارق المهربين».

ونشرت المفوضة معطيات تفيد بوصول مليون و573 شخصاً إلى أوروبا، فيما غرق أو فقد 3735 آخرون.

وتحملت اليونان التدفق الأساسي للاجئين حيث استقبلت أكثر من 844 ألف شخص، تلتها إيطاليا 152 ألفاً ، ووصل إسبانيا 3592 شخصاً، ومالتا 102.

ويتألف اللاجئون في غالبيتهم من السوريين بنسبة 49 في المئة، يليهم الأفغان بنسبة 21 في المئة، وبعدهم العراقيون بنسبة 8 في المئة، ومن ثم يأتي لاجئون بنسب مختلفة صغيرة من دول أفريقية مختلفة.

ونوه إدفاردس الى أن هذه الأعداد تخص أولئك اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا عبر البحر المتوسط، بينما تخطى الوافدون عن طريق البر عتبة المليون في 21 كانون الأول الحالي.

ولفتت المفوضية ومنظمة اللاجئين الدولية الى أن عدد اللاجئين الذين اضطروا الى مغادرة بلادهم بسبب الحروب والأزمات بات الآن في أوروبا أكبر من تسعينيات القرن الماضي حيث كانت يوغوسلافيا السابقة تشهد أزمات عدة متتالية.

وأكدت الأمم المتحدة أن «الغالبية العظمى ممن يتوجهون في رحلة خطرة يحتاج الى الحماية الدولية لأنهم يفرون من الحرب والعنف والملاحقة في بلادهم».

الى ذلك أعلن زعيم حزب العمل الذي يدخل ضمن التحالف الحاكم في هولندا ديديريك سامسون أن البلاد تستطيع استيعاب 200 ألف لاجئ، أي أكثر بأربع مرات مما وصلها هذا العام، مشيراً إلى أن «الدولة ذات الـ17 مليون نسمة لا تعتبر 200 ألف طالب لجوء عدداً كبيراً».

وأعرب المسؤول في الوقت نفسه عن أمله في السيطرة على تدفق اللاجئين الى أوروبا، «إلا أن ذلك لا يعني أنه تم حل المشاكل كافة، إذ ترك نحو 6 ملايين سوري بيوتهم لكنهم ما زالوا في سوريا. وإذا بدأوا بالبحث عن اللجوء في دول أخرى فلن يكون بالمقدور حينها تجنب المشاكل الجدية».

في غضون ذلك، تسود بين المواطنين الهولنديين حالة استياء من الوضع الحالي حتى مع اللاجئين، كما بين استطلاع رأي نشرت نتائجه اليوم، إذ اعتبر 13 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع أن هولندا يجب أن تقبل بلاجئين أكثر معبرين عن قلقهم من عدم الترحاب بالناس القادمين الى البلاد.

بينما عبر 56 في المئة من المستطلعة آراؤهم عن رفضهم لاستيعاب لاجئين أكثر بسبب الخوف من ارتفاع التوتر في المجتمع. واعتبروا أنه من غير الصحيح حصول الباحثين عن اللجوء فوراً على معونات ومساكن في حين يعيش بعض الهولنديين في الفقر أو يضطرون الى الانتظار سنوات عدة للحصول على مسكن. كما أن هناك قلقاً لدى الكثيرين من وجود إرهابيين بين اللاجئين الوافدين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى