تلفزيون لبنان
أكثر من يوم بقليل وينتقل العالم الى سنة جديدة وينتقل معها الشرق الأوسط الى سايكس بيكو جديد بعد بلوغ معاهدته المئة عام والمعاهدة الجديدة المنتظرة فيها حصة لكل من واشنطن وموسكو.
وفي ظل هذا الأمر قالت الخارجية الأميركية إن روسيا تلعب دوراً بناءً في العملية السياسية في سورية رغم أن غاراتها الجوية استهدفت البنى التحتية والمدنيين. وإذ تترك سورية حصة لروسيا تتمسك الولايات المتحدة الأميركية بالعراق حصة لها وتترك الأردن وفلسطين لبريطانيا ولبنان لفرنسا.
ويلتقي الرئيس الفرنسي الرئيس الإيراني أواخر كانون الثاني بعدما يكون روحاني قد زار الفاتيكان.
وعلى وقع ذلك يتوقع أن تتمّ العملية الإنتخابية الرئاسية في لبنان بعد انطلاق الحوار السعودي – الإيراني مترافقاً مع قمة سعودية – مصرية – تركية.
وفيما وصل وزير الخارجية المصري الى الرياض، تركز القمة السعودية التركية على تحالف استراتيجي يضمّهما ومصر كما تركز على انطلاق عمل التحالف الإسلامي عسكرياً.
وبينما يشير الرئيس فؤاد السنيورة الى موافقة سعودية – إيرانية غير مباشرة على مبادرة الرئيس سعد الحريري ويلفت الى جدية ترشيح النائب سليمان فرنجيه، يؤكد الرئيس بري على أهمية المعالجة المحلية للإنتخاب الرئاسي بعدما نالت المبادرة موافقة خارجية.
بالعودة الى الشأن المحلي، نشير الى أنّ قوى الأمن الداخلي تستعدّ لتدابير ليلة رأس السنة فيما «اليازا» تنبّه من حوادث السير.
«المنار»
لنهاية العام 2015 كلام كثير وسجل طويل، فيه تختلط يوميات وأحداث مضامينها تشي بتحولات في وجه المنطقة، لبنان في خضمّها سياسياً وأمنياً… أولى تداعياتها من الحرب على سورية ومخططات الإرهاب التكفيري المدعوم غرباً وشرقاً مع شريك صهيوني… إرهاب شكل انهيار هجومه على محور المقاومة أول العلامات لعام مقبل… وحساب مفتوح لم يقفل.
التحدّي في نهاية 2015 على أشدّه، لكن طلائع بشائره تتبدّى في انهزام التكفير على محاور المواجهة المتعددة من لبنان الى سورية فالعراق، وإن كان النزال لم يرخ لجامه بعد. فالدخول الروسي على خط النار خلط أوراق الداعمين الغربيين للإرهاب بعد أن بلغت سمومه قلب عواصمهم تفجيراً وتهديداً.
الرمادي عادت عراقياً الى سلطاتها مسجلة إحدى أكبر خسائر «داعش» الارهابي لتنتقل الأعداد لاستكمال تحرير مواقع استولى الإرهاب «الداعشي» عليها في الموصل… أما في سورية، فإن حزام الأمن حول دمشق آخذ بالاتساع بعد مسلسل الإنجازات من الغوطة شرقها وغربها، الى الأرياف الدمشقية والحلبية واللاذقية، فيما جبهة درعا عادت الى دائرة الحدث مع دخول الجيش السوري مدينة الشيخ مسكين التي اتخذ منها الإرهابيون حصناً ظنوه منيعاً لهم.
ولبنان المتحفز ضد بذور الإرهاب وشبكاته يواصل تفكيك خيوطه ويكشف في كل مرة عما يخطط لفتنة أو أرضية ترسم عليها معالم إمارات الإرهاب وأنصاره.
«أن بي أن»
ما بين العامين، اللبنانيون شهود على تجميد وتعطيل لكن لا إمكانية للاستمرارية من دون تفعيل المؤسسات التنفيذية والتشريعية على قاعدة الإستحقاق الرئاسي أولوية، لم ينتج التعطيل رئيساً، فيما التسويات السياسية تنتظر ترتيب الحسابات الداخلية وترقب التحولات الإقليمية، لكن تطورات المنطقة متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها كما قال الرئيس نبيه بري اليوم أمس للنواب، هناك إعادة رسم خارطة جديدة على أنقاض سايكس بيكو ما يفرض على اللبنانيين التعاطي بمسؤولية وتحصين المؤسسات الدستورية والإستقرار العام.
تجميد التسوية الداخلية لم يغيّر في القناعات والرئيس فؤاد السنيورة عبّر عن مكامن الإندفاعة المستقبلية باتجاه تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية وأسباب رفض انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، المقاربة المستقبلية استندت بحسب ما نقله الصحافيون عن السنيورة الى رفض الجنرال لاتفاق الطائف مقابل تموضع زعيم المردة تحت سقفه وحماسة عون للقانون الأرثوذكسي مقابل سحب فرنجية يده منه، وتجارب المردة والتيار الوطني الحر في الوزارات ما بين نموذجية وغير صالحة، ما شرحه السنيورة لمجموعة من الصحافيين نشر في عدة صحف اليوم أمس أثار بحسب معلومات الـ»أن بي أن» اعتراضات عند قوى في 14 آذار وضغوطات أدت لإصدار بيان يتنصل فيه الرئيس السنيورة من بعض ما نشر، لكن بيانه لم يذكر ما هي المعلومات التي أخرجها الصحافيون عن سياقها الصحيح، ما هي بالتحديد، كلام رئيس كتلة المستقبل زاد من توتر الرابع عشر من آذار في وقت يمضي فيه رئيس «القوات» سمير جعجع كل ساعاته هذه الأيام يفكر في رص صفوف التحالف وإعادة شمل قوى تفرّقت فتوجهت إما الى زغرتا أو دارت حول الرابية.
أما ميدانياً، فريف درعا السورية يحاكي الأنبار العراقية، إنجازات عسكرية أطلّ من بينها اللواء الإيراني قاسم سليماني في حلب يتحدّث عن بداية النصر في طريق الدفاع عن كلّ الناس ضدّ الإرهاب.
«ام تي في»
أقفل حزب الله طريق بعبدا في وجه النائب سليمان فرنجية، للوهلة الأولى قد تصحّ هذه المقولة، لكن التمعّن في ما قيل في بكركي أمس أول من أمس ، تفسيره أنّ الحزب لا يعنيه شخص الرئيس ما دام من معجن الثامن من آذار. ما يعنيه هو السلة الكاملة التي تمنحه التحكم والسيطرة على الدولة ولا رئيس ما لم يتأمّن له ذلك.
كان كلام السيد إبراهيم أمين السيد بهذا الوضوح، وما قاله عن العماد عون صادق لكنه يصنّف في خانة الوجدانيات ولا ترجمة له في السياسة.
الكلام غير الرئاسي الذي أطلق من بكركي، كان وقعه ثقيلاً على عين التينة، فجاء كلام الرئيس نبيه بري عمومياً تحاشى فيه التعقيب على كلام الحزب ولجأ الى البديهيات المتوافق عليها، أيّ ضرورة انتخاب الرئيس تحاشياً للتحديات الإقليمية وتفادياً لتداعيات سقوط سايكس بيكو.
في الإنتظار يسعى اللبنانيون اليائسون الى سرقة لحظة فرح في ليلة رأس السنة رغم أنّ فلاديمير آخر سيجتاحهم بلا «سوخوي» بل بالأمطار والعواصف والثلوج بدءاً من الغد اليوم .
«ال بي سي»
عندما يطوي العام 2015 ساعاته الأخيرة، سيكون العالم أمام وقائع عدة معظمها كما وصفها الرئيس نبيه بري اليوم قاتمة. فالولايات المتحدة على طريق الإنسحاب من الشرق الأوسط لأنّ مصالحها وعينها على مكان آخر من العالم وتحديداً على الصين، وهي ستترك وراءها فراغاً لا بدّ أن تتنافس دول عدة على تعبئته أكانت روسيا، السعودية، إيران أو تركيا.
تعبئة الفراغ هذه تجري يومياً على حساب دماء أهل المنطقة، لا سيما في العراق وسورية، حيث الأمل في التوصل الى وقف للنار في كانون الثاني المقبل، يسابقه وضع ميداني متفجّر ومتقلب يعيد خلط الأوراق من الشمال إلى الجنوب.
وقف النار السوري إنْ حصل سيترك وقائع أخرى أمام العام 2016 من دون أجوبة: ماذا عن الدولة الكردية التي بدأت تتضح معالمها على الأرض؟ ماذا عن «داعش»؟ من سيعبّئ الفراغ الأميركي وبأيّ ثمن؟ ماذا عن أمن الأردن وماذا عن أمن لبنان؟
لبنان البلد المتلهّي دائماً بالبحث عن الحلول الآتية من البعيد، وأولها حلّ تعبئة الفراغ الرئاسي الذي يبدو ثانوياً في فلك المفاوضات التي تعيد رسم المنطقة.
والى حين وصول الحلّ العابر للقارات، يعيش المواطن اللبناني في ظلّ اللادولة، فهو إنْ عطش شرب مياها غير مطابقة للمواصفات، وإنْ أراد رمي نفاياته لما وجد لها مكاناً، وإنْ خرج ليلهو خطفه قطاع الطرق فجراً، وإنْ أراد الإستدانة لشدة عوزه نهش جنى عمره ذئاب الإحتيال وحتى إنْ توفي لوجد من يعبث بجسده.
ويقولون بلد… إنه ناس متجذرون في أرض تحكمها بقايا طبقة سياسية جعلت من الفراغ الرسمي مطيّة هروب من واجباتها، فيما المطلوب واحد… الأمن.
«او تي في»
قد تطول جردة أحداث العام 2015. لكن يمكن اختصارها بمعادلة واحدة: إنها سنة الفرز بين مدرستين. بين من يقول إنّ السياسة أخلاق… ومن يقول إنّ السياسة نفاق… ولسوء الحظ كان أبطال المدرسة الثانية هم الطاغين على وقائع السنة. تماماً كما كانوا الضاغطين على صدر الوطن والناس، وكانوا الطغاة على حساب المواثيق والدستور والقوانين… من أمثلة سياسة النفاق، أن تمدد سلطة غير شرعية لنفسها وكراسيها وأن تغتصب إرادة الناس… ولا من يسأل… ومن أمثلة سياسة النفاق، أن تمتنع هذه السلطة عن إجراء انتخابات فرعية في دائرة واحدة، ثم تبشر هي نفسها بإجراء انتخابات بلدية في نحو 800 دائرة… ومن أمثلة سياسة النفاق، أن ترفض هذه السلطة طيلة 18 شهراً توقيع مرسومين جاهزين لاستثمار ثرواتنا النفطية، ثم تروح تحاضر بالمصلحة الوطنية… ومن أمثلة سياسة النفاق، أن تذهب هذه السلطة إلى مؤتمر باريس المناخي، حاملة ورقة مكتوبة، نقول فيها بكل وقاحة أنها هي من يحضر لإنتاج الطاقة المتجددة ومعامل الكهرباء وسدود المياه… فيما مافيات هذه السلطة ذاتها، هي من عطلت معامل الكهرباء ومنعت إنجاز السدود وأوقفت خط الغاز وضربت البلاد ونهبت حتى نفاياتها… كان لا ينقص أمثلة سياسة النفاق، إلا محاولة أحدهم اليوم أمس دسّ السمّ بين ميشال عون وسليمان فرنجيه… سم لا ينفع معه نبش الأرشيف. ولا توصيفات الفجور. ولا حتى مقولة الفاجر والتاجر في الوقت نفسه… إنها وقاحة لا ينفع معها ربما، إلا الهروب إلى سهرة رأس السنة، مع كم من الكؤوس، علنا ننسى هذا الهمّ من الرؤوس…
«الجديد»
حرص السياسيون على تجميع خبريات آخر العام وتكديسها.. ربما لتداولها بالفلك والتنجيم وضرب المندل التلفزيوني وجلب الغائب وفك المربوط ودفع الناس إلى القناعة التي ستفنى، وبكل فخر فإن سياسيينا سينافسون العرافين… والطرفان كذبا وإن صدقا فؤاد السنيورة حايك يرمي في الأوساط الإعلامية نبأ يفيد بأن المبادرة «مبروكة» سعودياً وإيرانياً… سمير جعجع عبد اللطيف يزداد اشتعالاً ويرفع ولاية ميشال عون معززاً احتمال ترشيحه للرئاسة… لكن لا السنيورة صدق ولا جعجع اقتنع… وكلاهما يلعب أوراقاً خاسرة، فرئيس كتلة المستقبل أكبر العرافين والعارفين أن المبادرة هي منتوج أميركي هدفه اصطفاف المسيحيين وتعاطف الدروز والسنة معهم وعزل حزب الله تالياً… وإذا ما بلغنا هذه الواقعة نصبح أمام سيلان لعاب «إسرائيلي» بتصفيق حاد على نتيجة بلغت الهدف… برمية من غير رام، من هنا كان إستدراك رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن نوابه لن يحضروا جلسة ليس فيها نواب حزب الله وعلى هذه الحصيلة يصبح الكلام عن تفاهم سعودي – إيراني مجرد قراءة طالع يناسب آخر أيام العام، أما الحديث عن التسويات الكبرى، فإن أي تسوية من هذا النوع تجري بين القوى الفاعلة والمؤثرة… وتسلتزم قضايا كبيرة وأسماء كبيرة مصنفة خلافية كميشال عون… وبالتالي عون مقابل ماذا؟ ساقطة إلى الآن كلّ الاحتمالات… لأنّ لبنان ليس على جدول أعمال أحد من الأطراف الكبرى، فإذا كان هناك من تفاهمات سعودية إيرانية أو إقليمية دولية بشكل عام… فإنها ستتمّ تدريجياً على اليمن ثم سورية فالعراق والبحرين قبل أن تصل إلينا… والعاملون على هذه الدول لم يخبرونا بأنهم لا ينامون الليل قبل أن يطمئنوا إلى كرسي الرئاسة في بعبدا ومسيرة التكاذب تسير في اليوم الأخير تسليماً للعام المقبل، إذ إنّ تهديد جعجع بترشيح عون للرئاسة ما زال في طور الابتزاز… فإذا كان الحكيم جاداً في خطوته، فلماذا لم يسحبْ ترشيحه أولا ويعلنْ تنحيه لمصلحة عون؟ ثم هل فكر جعجع في أن الحيلة قد تصبح أمراً واقعاً بالتصويت؟ ومن أقنعه بأنّ سليمان فرنجية نفسه لن يؤيد الجنرال ويسير مع كامل فريق الثامن من آذار في هذا الخيار؟ عندئذ هل احتسب الحكيم النهايات؟ وحتى لا نكثر الأسئلة الصعبة على المرشحين والمواطنين معاً… فلنبدأ بما يفيد المشاهد وينسيه عاماً من الآلآم السياسية والبيئة… إصرفوا أنظاركم عن السياسة… «وخلوا عينكن عالجديد»… في يوم طويل سيكون ذا فائدة بمجرد أن تستبدلوا «الألو» بـ«الجديد» يوم ستتخلله انقلابات تشمل نشرات الأخبار والبرامج الصباحية وفقرات ما بعد الظهر… بلوغاً حتى الساعات الأولى من عام ألفين وستة عشر عشرات الملايين ممن تابعوا اليوم الأخير من العام المنصرم… وغداً اليوم التجربة تكرر مع انقلابات أخطر… ستدخل إستديوات الجديد وتبعثر التقليد… في يوم لكم بعدما كانت الأيام… علينا.