2015: تراجع أميركي وبوتين يتصدّر السياسة وتسويات لسورية واليمن وليبيا المنطقة 2016: تراجع سعودي تركي «إسرائيلي» وصعود محور المقاومة

كتب المحرّر السياسي

على طريقة الثلث الضامن الذي لا يضمن سلطة القرار، بل قدرة التعطيل لصاحبه، وفقاً للخبرة اللبنانية، ترتسم معادلات العالم والمنطقة خلال عام مضى، لترسيم حاملي الثلث الضامن، أو قدرة التعطيل أو حق الفيتو، بعد سنوات من حروب خيضت تحت عناوين كسر العظم والانتصار الكامل، قادتها واشنطن، وموّلتها السعودية، وشكلت تركيا حضنها، و»إسرائيل» حربتها، وتنظيم «القاعدة» فائض القوة فيها، وكانت سورية ساحتها الأهمّ والأبرز، وما جرى على ضفافها كان من تداعياتها، ومن ارتداداتها، بما في ذلك ما يتصل بحرب أوكرانيا ومكانة روسيا، والملف النووي الإيراني ومكانة إيران، وحرب اليمن ومكانة السعودية، وحروب الردع «الإسرائيلية» والحروب المعاكسة للمقاومة، ومعها وفي قلبها الانتفاضة المتجدّدة في فلسطين.

يتكرّس الثلث الضامن في اللعبة الدولية بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعترف واشنطن بحق الفيتو الروسي داخل مجلس الأمن وخارجه، وخصوصاً في إدارة شؤون وملفات الشرق الأوسط من بوابة سورية كما يتكرّس الثلث الضامن إقليمياً بيد إيران، بعد تراجع مكانة تركيا والسعودية، وتهشُّم مكانة «إسرائيل» وتتحوّل إيران إلى قوة بيدها حق الفيتو على المشاريع والمخططات المرسومة للمنطقة، أو للأدوار التي كانت لدول وقوى كانت حتى الأمس صانعة السياسة في الشرق الأوسط وفي لبنان يتكرّس لحزب الله هذا الدور، ويقوم الحزب بقوة ما يمثل إقليمياً ومحلياً بتجيير هذه المكانة في الملفّ الرئاسي للعماد ميشال عون، ليصير مستقبل الرئاسة المستحيل بدون حزب الله، مشروطاً بعبور إلزامي من بوابة الرابية ليخرج عون رئيساً أو ممسكاً بيد رئيس.

مرحلة انتظار جديدة رئاسياً

يتسلم العام 2016 غداً الملفات اللبنانية المثقلة بالأزمات السياسية والتحديات الأمنية والنفايات من العام الماضي، مع صعوبة التكهّن بإمكانية اجتراح عجائب الحلول لإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى وتفعيل العمل الحكومي وفتح باب المجلس النيابي للتشريع، وقبل كل ذلك، ترحيل النفايات في ضوء الشكوك التي تحيط بقرار الترحيل الذي اتخذ من دون أي مناقصة أو استدراج عروض.

ويدخل لبنان مرحلة انتظار جديدة مع تعثر التسوية الرئاسية التي كان من المنتظر أن يعلن الرئيس سعد الحريري عنها رسمياً بتبنيه ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

وعلمت «البناء» من مصادر بكركي أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يحترم وفاء حزب الله للعماد ميشال عون وأخلاقيته السياسية، لكنه كان تمنى أمس على الوفد لو يرجّح الوطن على الشخص». وأشارت المصادر إلى «أن البطريرك الماروني لم يكن مرتاحاً لموقف حزب الله بخاصة عندما سمع تأكيد من الوفد على التمسك بدعم ترشيح الجنرال عون». ولفتت المصادر إلى أنه كرر التأكيد أنه ليس مصراً على اسم النائب فرنجية، لكنه في الوقت نفسه يعتبر المبادرة مخرجاً طالما أنها تحظى كمبادرة بتوافق إقليمي ودولي». ولفت البطريــرك، بحسب المصادر، إلى «أنه ليس مضطراً للتحمــل أكثر من ذلك، وأن همه الوحيد انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد».

تباعد بين بكركي والمرجعيات المارونية

ولفتت مصادر مقربة من بكركي لـ«البناء» إلى «أن التباعد بين المرجعيات السياسية المارونية مع البطريرك الراعي أكثر من واضح، وهذا تجلى في عدم زيارة أحد منهم البطريرك للتهنئة بعيد الميلاد على عكس السنوات الماضية».

وفيما أشارت مصادر سياسية في 14 آذار لـ«البناء» إلى «التزام فرنجيــة الصمت المطبق حيال ما صرّح بع رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد وفسّرت صمته استياء من الكلام». أكدت مصادر في تيار المردة لـ«البناء» «أن المبادرة الرئاسية لا تزال جدية وأن الأمور تتطوّر أكثر من أي وقت مضى»، ولفتــت المصادر إلى «أن العلاقــة بين تيار المردة وحـزب الله ممتازة»، مشيرة إلى «أن كلام السيــد أمين السيد ليس بجديد ولا يمكن تفسيــره على أنه رسالة للوزير فرنجية».

ونبّه وزير الثقافة روني عريجي عبر «المركزية» إلى أن «مسألة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بعد عام ونصف العام من الفراغ في جو معقّد جداً في المنطقة، ليست أمراً سهلاً، وتالياً، من الممكن أن يأخذ بعض الوقت، وهذا أمر طبيعي».

وأكد «أن علاقتنا مع حزب الله على أفضل ما يرام، ونحن نسعى دائماً إلى إقامة علاقات جيدة مع التيار الوطني الحر». وختم مشدداً على أن «الوزير فرنجية مرشح توافقي حاز على موافقة جزء من 14 آذار، و8 آذار والمستقلين».

واعتبر النائب أحمد فتفت بعد لقائه الرئيس أمين الجميل «أن السلة المتكاملة أو الشاملة، تعني عملياً أنه لن يكون هناك انتخابات رئاسية في وقت قريب». وطالب «بأولوية انتخاب الرئيس بغض النظر عن أي شيء آخر أكان اسمه أو قانون الانتخابات أو تركيبة الحكومة».

انتخاب الرئيس والخصوصية القائمة

إلى ذلك، لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري عند رأيه، أن مشكلة الرئاسة في لبنان هي مسيحية مسيحية. وذكر زواره بـ«امتعاض البطريرك الماروني من كلامه هذا منذ أشهر»، لافتاً إلى «أنه عندما يتفاهم الموارنة بين بعضهم البعض لحل المشكلة الرئاسية ينتهي الأمر». وقال بري بحسب ما علمت «البناء» «صحيح أن انتخاب الرئيس هو مسؤولية مجلس النواب، لكننا اليوم نقوم بمراعاة للخصوصية القائمة». وأبدى بري خشيته من دخول المنطقة في أحد سيناريوهات ثلاثة: إما التقسيم أو التفتيت أو إعادة النظر بسايكس بيكو». وقال عن السنة المنصرمة: «تنذكر ما تنعاد».

وعلمت «البناء» أن دردشة حصلت حول قانون الإيجارات، واشتكى عدد من النواب من صدور أحكام من قبل قضاة تستند إلى القانون الجديد للإيجارات، برغم أن المجلس الدستوري قبل الطعن ببعض مواده. وأبلغ بري النواب «أنه سيُجري اتصالاً بمجلس القضاء الأعلى لينظر في هذه المشكلة ويجد طريقاً لمعالجتها».

عقود تشغيل شركتي الخلوي تنتهي اليوم

من ناحية أخرى تنتهي اليوم، عقود تشغيل شركتي الخلوي «زين» الكويتية التي تدير MTC و«أوراسكوم» المصرية التي تدير ALFA. ورجحت مصادر مطلعة أن يقوم وزير الاتصالات بالتمديد التقني لشهر للشركتين إلى حين إجراء مناقصة جديدة، أو باقتراحه إدارة هيئة أوجيرو للقطاع. ولفتت المصادر إلى «أن وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله واللقاء الديموقراطي سيتصدّون لأي محاولة لتأميم قطاع الخلوي، بخاصة إذا كانت إدارته ستؤول إلى هيئة أوجيرو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى