«إسرائيل» تقترب من مواجهة انتفاضة ثالثة والتهديد المركزي لأمنها هو الصراع مع الفلسطينيين وليس النووي الإيراني
عكس كلام رئيس الموساد «الإسرائيلي» الذي يعتقد فيه أن النزاع مع الفلسطينيين، هو التهديد الأساسي للأمن القومي «الإسرائيلي» وليس النووي الإيراني، حجم القلق «الإسرائيلي» من تطور المواجهات الحاصلة في فلسطين المحتلة إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة، لكنها هذه المرة شاملة وجود الشعب الفلسطيني كله على أرض فلسطين في الأرضي المحتلة عام 48 أو 67، أما النووي الإيراني فليس هو الخطر الداهم. على أن التحذير من هذا التهديد بلغ حد أن يقول رئيس الموساد لـ»الإسرائيليين» لا أنصحكم بالمسارعة لشراء جواز سفر أجنبي، فـ»إسرائيل» لم تكن منذ سنوات طويلة قريبة من اشتعال كبير جداً مثلما هو حاصل الآن. وامتداد المواجهات من القدس إلى مناطق المثلث في الأراضي المحتلة عام 48 مؤشر على توحد الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وسياساته الإرهابية التهويدية الاقتلاعية العنصرية التي بلغت مستوى غير مسبوق في ظل صمت العالم وعدم مبالاته واستفحال تآمر الأنظمة العربية المرتبطة بالغرب على القضية الفلسطينية وتواطؤها مع العدو «الإسرائيلي» والولايات المتحدة، لمحاولة النيل من قوى المقاومة بهدف تمهيد الطريق أمام تحقيق أحلام الكيان الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية وتمكين أميركا من تعويم مشروع هيمنتها الذي تداعى وتراجع بعد هزيمة جيشها في العراق والهزيمة الصهيونية في لبنان، وأخيراً الفشل في السيطرة على سورية بوساطة الجماعات الإرهابية المسلحة التي صنعت من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية ـ السعودية لتكون سلاحها لشن الحروب بالوكالة.
«هآرتس»: الصراع مع الفلسطينيين هو التهديد الأساسي لـ «إسرائيل» وليس النووي الإيراني
نقلت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية»عن رئيس الموساد «الإسرائيلي» تمير باردو اعتقاده: «أن النزاع مع الفلسطينيين، هو التهديد المركزي للأمن القومي «الإسرائيلي» اليوم، وليس البرنامج النووي الإيراني». وأضافت: «إن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصدر تعقيباً جاء فيه «رئيس الموساد استعرض المشاكل الأمنية الثلاث التي تواجهها «إسرائيل» وهي سباق التسلح النووي الإيراني النزاع الفلسطيني والجهاد العالمي»، وفي ما يتعلق بقضية النووي الإيراني، قال رئيس الموساد إن على «إسرائيل» فعل أي شيء من أجل منع إيران من امتلاك قدرة للتسلح بسلاح نووي».
ونقلت الصحيفة عن مصدر شارك في اللقاء ما سمعه عدد من الحاضرين من باردو حول «أن التهديد المركزي لـ»إسرائيل» هو النزاع مع الفلسطينيين»، وفي ردّه على سؤال حول البرنامج النووي الإيراني، وهل هو في الدرجة الثانية من حيث الأهمية؟ فاجأ باردو الحضور بقوله: «إن إيران قد تصنع سلاحاً نووياً في المستقبل، أو تحاول شراء قنبلة نووية، لكني لا أنصحكم بأن تسارعوا إلى شراء جواز سفر أجنبي».
«إسرائيل هيوم»: قريبون من الانتفاضة الثالثة
تحت عنوان: «قريبون من الانتفاضة» كتبت صحيفة «إسرائيل هيوم»: «إنهم يحرصون في وزارة الأمن الداخلي «الإسرائيلية» والشرطة على عدم استخدام مصطلح «انتفاضة ثالثة»، لكن يبدو أن «إسرائيل» لم تكن منذ سنين طويلة قريبة من اشتعال كبير جداً كالذي يحصل بين المواطنين العرب داخل حدود 1967». وأضافت: «إن الاضطرابات شرق القدس انزلقت خلال نهاية الأسبوع إلى منطقة المثلث أيضاً، ووصلت إلى الناصرة في الجليل. وفي ضوء هذه الأحداث والخشية من توسعها، أصدرت الشرطة أوامر استدعاء لقسم من رجال الشرطة وحرس الحدود في الاحتياط».
«جيروزاليم بوست»: مستقبل القدس يعتمد على دعم الاستثمار
قالت صحيفة «جيروزاليم بوست العبرية إن مستقبل القدس، الذي وصفته بالحيوي والمزدهر يعتمد على جذب المستثمرين من أنحاء العالم».
وأكدت الصحيفة «أن القدس تشهد تطورات على جميع المستويات، ما تسبب في تحسن الظروف المعيشية لسكان المدينة، وازدهار الأسواق المحلية بها، والتي يتحكم بها كثير من المستثمرين الأجانب، الأوروبيين وغيرهم من الأميركيين بالأخص». وقالت: «على رغم معارضة كثير من سكان القدس إقامة المشاريع الاستثمارية الكبيرة بالمدينة، واحتضان المدينة لجنسيات متعددة، إلاّ أن هذه المباني الشاهقة والمترفة خلفت ظنون العديدين بطمس ملامح الطبقة الوسطى من «الإسرائيليين»، بل وأتاحت لهم فرص عمل عديدة، ما انعكس على تحسن ظروفهم المعيشية، وجعل من القدس مركزاً لتقابل كثير من الحضارات، ولجذب الاستثمار الخارجي». وأضافت: «وبالنظر إلى مستقبل القدس اقتصادياً، أثبت وجود الكثير من المستثمرين الأجانب، وشراؤهم لمنازل بمناطق أعمالهم بالقدس، انعكس على العملة الرسمية ورفع من قيمتها في السنوات القليلة الماضية». وتابعت: «إن اقتناء كثير من الأجانب لمنازل مملوكة لهم بالقدس أدى إلى خلق روح انتماء للمدينة، والارتباط بها على أصعدة كثيرة بالإضافة إلى الصعيد الاقتصادي»، كما أن هذه المنازل المبنية على الطراز الأوروبي أضافت الكثير من الجمال والتنوع على شكل المدينة، كإحدى المدن القادرة على احتضان ثقافات وحضارات عدة، عكس ما يجري اتهامها به»- على حد تعبير الصحيفة.
أضافت الصحيفة: «أن جذب المستثمرين الأجانب، وإنشاؤهم الكثير من شركاتهم التجارية، وشراؤهم المنازل والوجود بالقدس أتى بثماره أيضاً على السياحة، إذ أفسح المجال لبناء كثير من الفنادق والمطاعم، ما خلق فرص عمل أكثر لأبناء المدينة الأصليين، وجعل المدينة مشهورة بأماكنها الجذابة لكثير من الأذواق. وفيما يعارض البعض الاستثمار الخارجي وتوغله بالمدينة، «خوفاً من سيطرة الأجانب عليها، وفقدان سكانها الأصليين السيطرة على مصادر ربحها»، رأت أن المدينة «القادرة على استيعاب الكثير من الأجناس والأديان والخلفيات الثقافية ما يعطيها الفرصة للتسابق في أوساط المجتمع الدولي كإحدى أكبر الدول السياحية».
«نيوستيسمان»: واقع«الخليل» يُظهر صعوبة التعايش بين أبناء النبي إبراهيم
رأى الكاتب البريطاني إدوراد بلات في مقال له في مجلة نيوستيسمان البريطانية «أن واقع الخليل، مدينة النبي إبراهيم أبي الديانات السماوية الثلاث والتي كان يرجى لها أن تكون أنموذجاً للتعايش بين أبناء تلك الأديان، يُظهر كم أن هذا الأنموذج بعيد المنال».مؤكداً أن الخليل، هي قلب أكثر الصراعات العالمية استعصاء على الحل». وقال إنه لم يتفاجأ بالعثور على جثامين الفتيان «الإسرائيليين» الثلاثة بالقرب من بلدة حلحول المدخل الشمالي لمدينة الخليل، مشيراً إلى «أن هذه المنطقة تتميز عن جميع مناطق الضفة الغربية بعدم إحكام السيطرة الأمنية من جانب الجيش «الإسرائيلي» عليها».
ونوّه بلات إلى أن «بلدة حلحول هي جزء من الأراضي التي استردتها السلطة الفلسطينية بموجب «بروتوكول الخليل» المبرم عام 1997 الذي قسم المدينة إلى منطقتين إداريتين، هذا نظرياً. أما من الناحية العملية فإن الجنود «الإسرائيليين» يروحون ويجيئون في أي منطقة أرادوا دونما أي اعتبار لخطوط خريطة البروتوكول المبرم». ولفت إلى أن «حلحول مكان مناسب لإحكام السيطرة على حركة المرور من وإلى الخليل، عبر إقامة حواجز معدنية أو نقاط تفتيش».
ولفت الكاتب إلى أن «مدينة الخليل القابعة على مسافة 25 ميلاً جنوب القدس، هي المكان الوحيد بالضفة الغربية الذي يتعايش فيه «الإسرائيليون» والفلسطينيون جنباً إلى جنب. ويوجد في المدينة إلى جانب المسلمين واليهود، مسيحيو «إسرائيل» ممن عادوا إليها مختارين بعد حرب الستة أيام 1967». موضحاً: «أن مناطق الضفة باستثناء مدينة الخليل لا يوجد بها هذا التعايش، وإنما ثمة فصل كامل بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين، حتى أن لكل منهم طرقه التي يسافر عليها».
وأشار بلات إلى أن «الصهاينة المتشددين يعتبرون مدينة الخليل أكثر مكان يهودي في العالم، ومن ثم يقطنون فيه، ولكن ليس متعصبو «إسرائيل» وحدهم مَن يعيشون في الخليل، فالمدينة أيضاً تمثل قاعدة لحركة حماس بالضفة الغربية». وقال: «إن مقتل الفتية الثلاثة أجج الصراع بين «إسرائيل» وحماس التي هددت بعد قصف مدينة غزة بأن «تفتح أبواب الجحيم» على «إسرائيل». ورأى: «أن فشل المحاولات الأخيرة لإقرار السلام بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين فتح باب العنف وتبادل الاتهامات من جديد».