ردود إقليمية ودولية ومنظمة العفو تصف الحكم بـ «يوم دموي» طهران: إعدام الشيخ النمر سيعجل سقوط آل سعود
إعدام الشيخ نمر النمر أرخى بظلاله على المشهد الإقليمي، وهو حدث يتزامن مع خطوات سعودية تصعيدية كإنهاء الهدنة في اليمن وإعلان تحالف استراتيجي مع تركيا، في لحظة إقليمية حرجة.
بإعدامها المعارض السياسي الشيخ النمر ترسل السلطات السعودية إشارات واضحة بشأن مضيها في التصعيد داخلياً وإقليمياً. ومن خلفها حلفاء كانت الإمارات أكثرهم وضوحاً في تعليل القرار وفق وزير خارجيتها عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي اعتبر ما جرى رسالة واضحة من المملكة ضد «الإرهاب ومثيري الفتنة».
أثار إعدام السلطات السعودية 47 سجيناً، بينهم الشيخ نمر النمر، تنديداً دولياً وإقليمياً واسعاً، ومخاوف وقلقاً من تنامي التوتر الذي قد يجر منطقة الشرق الأوسط إلى عواقب وخيمة.
وفي أول تعليق ، اتهمت إيران السعودية بتغذيةِ الإرهاب في المنطقة بإعدامها الشيخ النمر، كما أعلنت أن المملكة ستدفع ثمناً باهظاً لإقدامها على هذه الخطوة.
ودان أمين المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، الإجراء اللاإسلامي واللاإنساني لـ «آل سعود» في إعدام العالم المجاهد الشيخ النمر، مؤكداً أن إعدام الشيخ النمر سيعجل سقوط وانهيار آل سعود.
وبحسب وكالة «فارس» أعلن ولايتي في بيان أصدره أن خبر استشهاد الشيخ النمر مدعاة للأسف والحزن للمسلمين والأحرار في العالم. وشدد على أن الشيخ النمر كان عالماً صالحاً ومتواضعاً وشعبياً ومدافعاً عن حقوق المستضعفين وقد ثار في وجه النظام المستبد والرجعي والظالم مطالباً بإحياء الحقوق المهضومة للمسلمين السعوديين في تقرير مصيرهم والتخلص من الظلم والإجحاف.
من جهة أخرى، أعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، عن استيائه العميق إزاء إعدام 47 شخصاً في السعودية، داعياً الجميع إلى الهدوء وضبط النفس في رد الفعل على حادث الإعدام.
وقال كي مون في بيان صدر في وقت متأخر من السبت، إن «إعدام الشيخ نمر باقر النمر وعدد آخر من السجناء، جاء بعد محاكمات أثارت مخاوف جدية حول طبيعة التهم»، مؤكداً في الوقت ذاته، موقفه الثابت المناهض لعقوبة الإعدام، مستطرداً بالقول: «إن هناك حركة متنامية في المجتمع الدولي من أجل إلغاء تلك العقوبة».
ودعا بان كي مون جميع القادة الإقليميين للعمل من أجل تجنب تصاعد التوترات، على خلفية اقتحام السفارة السعودية في إيران وحرقها.
من جهتها، علقت وزارة الخارجية الأميركية على حادثة إعدام 47 شخصاً في السعودية وأعربت عن قلقها من احتمال تصعيد التوتر الطائفي في المنطقة، خاصة بعد إعدام نمر النمر.
كذلك حثت الإدارة الأميركية زعماء المنطقة على «مضاعفة الجهود لتخفيف حدة التوترات في المنطقة».
من ناحية أخرى، عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء قيام السلطات السعودية بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق نمر النمر، وذكرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، في بيان «أن حالة النمر تحديداً من شأنها أن تعمل على إشعال التوترات الطائفية، التي وشددت موغيريني على رفض الاتحاد الأوروبي لعقوبة الإعدام عموماً، وبشكل خاص الإعدامات الجماعية، ودعت السلطات السعودية إلى «تعزيز المصالحة بين مختلف المكونات بالمملكة»، كما دعت مختلف الأطراف إلى «التحلي بضبط النفس والمسؤولية»، وفق ما أورد البيان.
وعلى صعيد متصل، انتقدت منظمة العفو الدولية، تنفيذ السعودية أحكام الإعدام بحق 47 شخصاً مدانين بالإرهاب في يوم واحد، واصفة يوم الحكم بأنه «يوم دموي»، واعتبرت محاكمة الشيخ، نمر النمر، بأنها «تصفية حسابات سياسية غير عادلة».
كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، عن استنكارها للإعدام الجائر بحق عالم الدين السعودي المعارض الشيخ نمر النمر، مشيرة الى أن تهمة «الإرهاب» التي وجهت اليه كان يجب توجيهها إلى عناصر «داعش» وليس المعارضين بالرأي، فيما أكدت أن إعدام الشيخ النمر لا يخدم الاستقرار في المنطقة.
وبحسب «السومرية نيوز»، قال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال في بيان: إن «وزارة الخارجية العراقية تعبر عن استنكارها وشجبها لتنفيذ حكم الإعدام الجائر بحق العالم الشيخ نمر باقر النمر، في وقت من المفترض أن تحترم فيه حرية التعبير عن الرأي وتصان حقوق الإنسان وهو ما يعني أن الإقدام على هذا العمل هتك لهذه الحقوق».