فظائع آل سعود…
سناء أحمد
انعدمت معايير التمييز والإدراك، انعدمت مبادئ الخلق والأصول السياسية على مشانق آل سعود الحافلة بالجرائم المعلقة على مذابح التاريخ.
لم يعد هناك شيء يثير الاستغراب والدهشة بسياسة الإجرام المتبعة والممنهجة كآلية أساسية وكجوهر كلي في بنية ذلك النظام الهشة المفتقرة إلى كلّ الأساسيات والدعائم التي يمكن اعتمادها في الهيكلية الشكلية أو حتى المضمون.
فالسلسلة الإرهابية الوهابية السعودية طويلة جداً… وهي مليئة بالعقد وكلّ عقدة لها حقبة تاريخية… ولكن يجمع كلّ هذه العقد عامل واحد ومشترك هو أنّ هذه الحقب التاريخية التي تصبّ بها جميعها غير مشرّفة. وهذا الاشتراك ليس محض الصدفة بل هو نتيجة حتمية التسليم بها أمر طبيعي سواء من حيث المنهجية الداخلية المتبعة من نظام آل سعود أو الخارجية منها. هذه المنهجية التي لم تفتقد الى البعد السياسي بقدر ما تفتقد الى البعد الديني والأخلاقي.
أعتقد أنّ نظام آل سعود أبعد بكثير بخطوات ومسافات كبيرة لا يمكن قياسها عن عالم السياسة والدبلوماسية.
هذا الاعتقاد هو واقعة حقيقية، مرئية وملموسة من الجميع ولا يمكن حصرها في بوتقة الاتهام المجرد من المصداقية.
«آل سعود» ذلك النظام الطاغية الذي استرسل في الإبداعات الإجرامية والداعشية بامتياز. فهناك كمّ هائل من أقذر وأبشع الجرائم التي يجب مساءلة ومحاسبة آل سعود عليها. ففي عقول وقلوب الأمة الإسلامية كلها الكثير والكثير من الدلائل والإثباتات على إجرام ذلك النظام.
هناك الكثير من المشاهد المأسوية التي يندى لها الجبين، ويصرخ من شدّة فظاعتها التاريخ.
وآخرها إعدام الشيخ المجاهد نمر باقر النمر.
فكم جريمة ارتكبها آل سعود بتلك الجريمة؟ وكم ثمناً يجب أن يدفعوا لأجلها؟
فبأيّ عقل سياسي وبأيّ وجه حضاري أخلاقي ديني سيتحدث آل سعود ويناقشون ويجتمعون ويواجهون المجتمع الدولي بعد ارتكاب تلك الجريمة النكراء؟
هل يريد آل سعود هذه المرة أيضاً التسلق على سلالم الادّعاءات الواهمة والكاذبة بحجة ابتغاء السلام ومكافحة الإرهاب؟
عملية اغتيال الشيخ نمر الباقر، تدلّ علـى أنّ ذلك النظام فقد القدرة والسيطرة والتحكم بتصرّفـاته وبقراراته حتى وصل إلى درجة الغباء والحماقة والسفاهة، ويصبح الصمت هنا عقم سياسي ودولي، وعجز فاضح يلحق به الخزي والعار، إذا لم تتخذ الإجـراءات اللازمة لوقـف ذلك النظـام المجـرم عند حدّه.
فآل سعود لم يحترموا الأصول والتعاليم الإسلامية، ولم يحترموا كبار العقول الدينية، وما تعنيه من رموز إسلامية وسلمية. فهذه الجريمة النكراء ليست دينية فقط بل هي سياسية، بأبعادها كافة، موعد وطريقة تنفيذها والغاية والهدف الأساسي من تنفيذها خرق دولي وخرق خلقي وخرق للعمق الإنساني ينصبون في بوتقة الاستهتار واللامبالاة وعدم الاكتراث الذي لا ينمّ عن سياسة دولة تعي حقيقة ما تقوم به، إنما تنمّ عن تصرف جماعات، مجموعات إرهابية جاهلة تحاول جاهدة منذ الأزل تمثيل نفسها بهيئة دولة، اتبعت الهمجية والبربرية والهنجعية والاستبداد والظلم كسلوك جماعي متطرف.
هذا الاهتزاز والتخبّط وعدم التوازن الذي أصبح مكشوفاً ومفضوحاً للعالم كله.
فكيف يمكن لآل سعود أن ينظموا تحالفاً إسلامياً يدعون فيه إلى محاربة الإرهاب من جهة، فيما ينفذون بحق شيخ كبير له وزنه وقيمته الإسلامية والسلمية عملية إعدام مجحفة بحق العالم الاسلامي كله من جهة أخرى.
كيف لداعية السلام أن تعدم روحاً بريئة ثمناً لقول كلمة الحق، ثمناً للمطالبة بالتحرّر من براثن الجهل والعبودية والاستعباد والظلم والاستغلال وتحقيق المساواة الإنسانية المعدومة الوجود في منهجية ذلك النظام الحاقد، ومتى صار حق الكلام جريمة تتطلب عقوبة الإعدام؟ تنفيذ هذه الجريمة يخلص للوصول الى كلّ شيء إلا إلى مكافحة الإرهاب، فهذا أمر يستحيل تصديقه واستيعاب إمكانية صدوره من آل سعود الذين لا يجتمعون ولا يصدرون أيّ قرار إلا لتحقيق مطامعهم وأحقادهم، إلا لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، إلا لتحقيق مشروعهم الوهابي الحاقد، إلا تنفيذاً لأوامر أميركا و«إسرائيل».
آل سعود صار إجرامكم خارج بوتقة الاتهام… وحان الوقت للمحاسبة وللمساءلة ولتصنيفكم بشكل أساسي وبكلّ أولوية وفي المقدمة كجماعات إرهابية تجب مكافحتها… والتخلص من فظائعها الإجرامية بحق البشرية جمعاء، فقد انعدم واختلّ توازنكم وحان الآن وقت السقوط.