نصرالله: ملامح نهاية نظام آل سعود الإرهابي تلوح في الأفق

صعّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضدّ النظام السعودي بعد إعدام الأخير الشيخ نمر باقر النمر، لكنه حذّر من الانجرار إلى الفتنة التي يريدها آل سعود حاصراً بهم مسؤولية الجريمة التي كتبت نهايتهم، مؤكّداً أنّ نهاية هذا النظام الفاسد، المجرم، الظالم، المستبدّ، التكفيري، الإرهابي بدأت تلوح في الأفق».

لا مجاملة

وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة خلال الحفل التأبيني للشيخ محمد خاتون في مدارس المهدي في الحدث أمس :»سنحكي كل شي بوضوح، إذا كان هناك بعد مكان للمجاملة أو المداراة، سنترك هذا كلّه جانباً. أعتقد هذا الزمن انتهى، في أرض شبه الجزيرة العربية التي أُنشئت فيها دولة وسُمّيت هذه الأرض تزويراً وظلماً وباطلاً وبهتانا … باسم عائلة هي آل سعود فرضت نفسها على شعب الجزيرة العربية بالمجازر وبالقتل وبالترهيب، وهذا موجود في كتب التاريخ، حتى الذين أرّخوا من جماعة آل سعود لآل سعود يتحدّثون عن هذه الحقائق ويقدّمونها كمفاخر للملك المؤسّس وللعصابات الإجرامية التي كانت تقتل وتسبي وتذبح على عظام شعب الجزيرة العربية».

وأضاف: « على سيل من دماء هذا الشعب وقبائله وعشائره أُسّست مملكة بدعم إنكليزي، بمال إنكليزي، بمدافع إنكليزية، كجزء من المشروع الاستعماري البريطاني للسيطرة على بلادنا، وفي شكل متزامن كان يُحضّر فيه لإقامة كيان آخر أيضاً على المجازر، على الأشلاء، على العظام، على سيل الدماء اسمه «إسرائيل» في فلسطين المحتلة. في تلك الأرض لا مجال لعالم دين ولا لرجل إصلاح. هذا أمر لا يخصّ الشيعة والمنطقة الشرقية، سواء كان شيعياً أم سنيّاً، إسلامياً أم غير إسلامي، وطني، قومي، ليبرالي، في تلك الأرض، في تلك المملكة، ممنوع النقد، ممنوع الاعتراض، ممنوع النقاش». ووصف إعدام النمر بأنّه «حادثة مهوّلة، ضخمة جداً، آل سعود يمكن أن يكونوا استخفّوا بما أقدموا عليه لأنّهم يستخفون بهذه الأمة، ولكن هذه الحادثة لا يمكن الاستخفاف بها والعبور عنها هكذا، على الإطلاق».

وسأل «هل استطاع القضاء السعودي أن يُثبت بأنّ الشيخ النمر حمل سلاحاً؟ وأنّه قاتل بالسلاح؟ بمعزل عن المشروعية أو عدم المشروعية … أم أنّ كل مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي، مثل كل العلماء في المنطقة الشرقية بالتحديد، مثل اليوم العلماء والقادة في البحرين، الذين يُزجّ بهم في السجون»، لافتاً إلى أنّ «مشكلة الشيخ النمر الحقيقية هي أنّه صدع بالحق وكان رجلاً شجاعاً جداً».

وأضاف: «هو كان يطالب بأنّ هذا الشعب من حقه أن يختار حكّامه، لا أن يرثهم أمير عن أمير. وهو كان يُطالب بأن يحصل هذا الشعب على ثرواته، لا أن ينهبه أمراء آل سعود، فيزدادون ثراء ويزداد شعبهم فقراً. هو يطالب بالحريات الطبيعية التي يطالب بها أي إنسان في أي مكان في العالم، ولكنّه يطالب بشجاعة وبوضوح وبصراحة، ولذلك هذه هي جريمته فقط. من يتكلّم يُعدم ومن يعترض يُعدم، هذه هي السعودية التي تريد أن تنشر الديمقراطية في المنطقة، وتريد أن تدافع عن الحريات في المنطقة».

وأردف السيد نصر الله، هذا اليوم هو يوم إدانتها الكبيرة والعظيمة والواضحة جداً جداً جداً، دماء الشيخ النمر اليوم تملأ وجوه وأجساد وتاريخ وحاضر ومستقبل آل سعود إلى يوم القيامة، وستلاحقهم في الدنيا وفي الآخرة».

محاكمة صورية

ولفت إلى أنّ محاكمة النمر كانت صوريّة «حتى محامي الدفاع ممنوع عليه أن يتكلّم، وحتّى المتّهم ممنوع عليه أن يتكلّم وأن يدافع عن نفسه. السؤال الكبير أيضاً، لماذا الإصرار على الإعدام وفي هذا التوقيت الآن وفي هذه الظروف الموجودة بها المنطقة؟ خلال السنوات الماضية، توجد دول وحكومات وشخصيات وجهات ومرجعيات دينية شيعية وإسلامية بذلت جهود كبيرة جداً وبعثت برسائل إلى الملك السعودي، وإلى أمراء آل سعود، وإلى المسؤولين في السعودية، يتمنّون عليهم أنّه يا أخي فليصدر عفو، أو في الحدّ الأدنى لا يُنفّذ حكم الإعدام، هو كان قادراً على عدم تنفيذ حكم الإعدام، وأن يُبقي الشيخ في السجن ويمدّ جسوراً، بالمناخ الذي كان في كل المنطقة أنّه ما زال يوجد أناس يتأمّلون بتعقّل سعودي، ويتأمّلون باعتدال سعودي، ويتأمّلون بأنّه توجد هناك إمكانية أن يقبل هذا النظام بحوار سياسي مع إيران ومع دول المنطقة ومع القوى السياسية الأخرى، وحوار في اليمن وحوار في سورية وحوار في العراق، وحوار في المنطقة، وحوار في البحرين وحوار في ليبيا، كانوا ما يزالون يتأمّلون أنّ هذا النظام قد يفتح الأبواب للخروج من الأزمات المدمّرة الموجودة في المنطقة، من خلال مفاوضات ومن خلال حوار ومن خلال إيجابية ومن خلال لقاءات. ولذلك، جاء هذا الإعدام صادماً جداً، ومفاجئاً جداً. بالنسبة لي لم يكن مفاجئاً، لأنّني والإخوان نفهم النظام في السعودية بطريقة مختلفة، والإعدام يؤكّد هذا الفهم».

رسالة دموية

وأشار إلى أنّ إعدام النمر «يحمل للعالم العربي وللعالم الإسلامي رسالة سعودية بالدم وبالسيف وبقطع الرؤوس تقول، إنّ هذا النظام السعودي لا يعنيه لا عالم إسلامي، ولا طوائف إسلامية، ولا رأي عام إسلامي، ولا رأي عام دولي ولا رأي عام عالمي، هو يستهين بكل شيء اسمه رأي عام وعقول واحترام على مستوى العالم، ولا يعتني لا بأصدقاء بعثوا إليه برسائل وطلبوا منه وهناك أناس توسّلوا له، ولا يعتني بمشاعر مئات ملايين المسلمين في العالم، الذين ستجرح مشاعرهم من خلال قول معيّن أو فعل معيّن، والأنكى من ذلك ليس فقط يعدم الشيخ الشهيد، بل يمنع أن يُسلّم جسده الطاهر لعائلته وأهله، أراد أن يُصادر صوته حيّاً وأن يصادر جسده شهيداً. الرسالة أيضا تقول، من ينتقدنا كآل سعود أو يعترض علينا سنسفك دمه. ألم يلاحقوا المعارضين لهم وقتلوهم في أكثر من عاصمة في العالم. هم يقولون: نحن نظام لا يتحمّل أي نقد، إمّا أن تعيشوا في مملكتنا كالغنم أو تذبحوا كالغنم».

ولفتَ إلى «أنّ السعودية «أكثر من أي وقت مضى، تقدّم وجهها الحقيقي للعالم، الوجه الاستبدادي، الوجه الإجرامي، الوجه الإرهابي، الوجه التكفيري، وهي تفعل ذلك كل يوم، ليس يوم قتلت الشيخ نمر النمر. على مدى عشرة أشهر هي تفعل هذا يومياً في اليمن، تقصف وتقتل وتدمّر وتهجّر وتشرّد وتعطّل أي حوار وأي تفاوض وأي حل سياسي وترتكب المجازر».

آل سعود أشعلوا الفتنة

وقال: «آل سعود يريدون فتنة سنيّة شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في كل مكان في العالم، في كل مكان، أفغانستان وباكستان ونيجيريا وأندونيسيا ولبنان وسورية والعراق، أينما تريدون، هناك شيعة سنة وهناك مشكل بين الشيعة والسنة، فتّشوا عن السعودية وفكرها ومالها وتحريضها. عندما تقف مرجعيات سنّية وعلماء سنّة ليُدينوا هذا الإعدام هم يساهمون بدور تاريخي وإسلامي عظيم في منع تحقيق هذا الهدف».

وقال: «آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أول السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعه في خانة أهل السنّة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنّية شيعية هو خدمة لقتلة الشيخ النمر، وخيانة لدمائه».

لكن السيد نصر الله سأل «آن الأوان – ليس لحزب الله أحكي هذا الكلام – أما آن الأوان لكل المواقع الدينية والسياسية والإعلامية والحزبية والاجتماعية والثقافية والحقوقية في عالمنا العربي والإسلامي، بل في كل العالم أن تقول الحق الذي كان يقوله الشيخ نمر النمر؟ أما آن الأوان أن تُقال كلمة الحق في وجه هذا الطاغوت الذي يدمّر الإسلام والأمة؟ أما آن الأوان أن نقول بشجاعة ودون أي حسابات ـ وليعملوا الذي يريدونه آل سعود ـ أن نقول بشجاعة وبدون أي حسابات للعالم كله، أنّ منشأ ومصنع وأساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمّر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدّد شعوب العالم كلّه من مسلمين ومسيحيين هو من هذا النظام ومن هذا الآل ومن هذه العائلة ومن هذه المدرسة في السعودية. الكتب التي تدرّسها داعش هي الكتب نفسها لنظام آل سعود، ولذلك التربية نفسها والمنشأ نفسه ولذلك تشابه بالسلوك».

وتابع :»أما آن الأوان لهذا العالم أن يطرد من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، نظاماً غارقاً في استباحة حقوق الإنسان، وعدم الاعتراف حتى بأبسط الحقوق الإنسانية لأبناء شعبه؟

أما آن الأوان لهذا العالم أن يصنّف هذا النظام في خانة الأنظمة الاستبدادية، الإجرامية، والإرهابية، في حين أنّه يشغل نفسه بتصنيف جماعات إرهابية، وآل سعود هم أبوها، هم أمّها، وهم أساسها … أما آن الأوان أن يُقال للعالم على مدى مئة سنة كم قدّم هذا النظام من خدمات لبريطانيا في منطقتنا، وبعدها لأميركا ومعها لـ«إسرائيل»، كم ألحق من أضرار بشعوب منطقتنا وحكومات ودول منطقتنا، وقضيّتنا المركزية في فلسطين؟».

ورأى أنّ أهم ردّ على إعدام الشهيد النمر» هو أن نتحمّل هذه المسؤولية، لماذا قتلوه؟ لأنّه كان ينطق كلمة الحق بشجاعة، هم أرادوا أن يُسكتوا كلمة الحق الشجاعة في حنجرته، مسؤولية الأمة كلّها أن تصبح حنجرتها حنجرة الشهيد الشيخ نمر النمر، وأن تصدع بالحق الذي كان يصدح به، وأن تقول الحق على الملأ بكل شجاعة ولو كان ثمن النطق بالحق هو الإعدام».

وأكّد أنّ أولادنا يموتون في جبهات القتال دفاعاً عن لبنان، وعن فلسطين، وعن الأمة، يُقتلون في المقاومة لا في الكباريهات مثل أبنائهم».

وأكّد أنّ الردّ على إعدام الشيخ الشهيد هو الردّ «الزينبي»، «أن يقف الناس جميعاً ليقولوا الحق كـ»زينب» في مجلس ابن زياد، ومجلس يزيد ابن معاوية ولا تخاف من أحد ولا تحسب أي حساب».

وأكّد السيد نصر الله، أنّ «ملامح نهاية هذا النظام الفاسد، المجرم، الظالم، المستبد، التكفيري، الإرهابي بدأت تلوح في الأفق».

وتوجّه السيد نصر الله إلى عائلة العلّامة الشهيد النمر «وأهله في القطيف والإحساء والمنطقة الشرقية والمسلمين في كل العالم ومراجعنا والعلماء المسلمين والحوزات، وكل من طالب بالحق والحقيقة والحقوق بالعزاء بالشهادة المظلومة للعالم الجليل والشجاع الشيخ النمر، ومباركاً لهم أيضاً بهذه الشهادة التي هي إرث الأوصياء وإرث كربلاء».

و تحدّث السيد نصر الله عن مزايا الشيخ خاتون، مشيراً إلى أنّه «كان من الأوائل الذين أوكل لهم التصدّي في هذا الميدان إلى أن بدأ تشكيل الإطار التنظيمي والإداري، حيث تولّى خاتون مسؤوليات مهمّة جداً».

الردّ آتٍ

وحول الردّ على عملية اغتيال الشهيد سمير القنطار، أكّد السيد نصرالله، أنّ «سفك دمائنا لا يمرّ، هكذا وعليهم أن يخافوا وأن يختبئوا وهم ينتظرون ونحن ننتظر، والردّ آتٍ آتٍ إن شاء الله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى