تلفزيون لبنان
نستهل النشرة بخبر مؤسف، فقد انتقل إلى الدنيا الآخرة الوزير السابق فؤاد بطرس، وهو المرجعية الأرثوذكسية الدبلوماسية التي لعبت دوراُ مهما في الحياة السياسية اللبنانية، وفي العمل الدبلوماسي الخارجي في أحلك الظروف التي مرّ بها لبنان.
وسيُقام للراحل الكبير، جناز في كنيسة نيكولاوس- مار نقولا- الأشرفية، عند الواحدة والنصف بُعيد الظهر، بعد غد الثلاثاء غداً .
المواقف من إعدام الشيخ النمر في السعودية قسمان، فالأول يُدين الإعدام ويحمل على النظام السعودي. والثاني يرى أنّ مسألة الإعدام شأن سعودي داخلي، خصوصاً وأنّ الشيخ النمر سعودي.
وبين الموقفين، موقف جامع للرئيس الإيراني الذي يُدين الإعدام، لكنّه يأسف للتعرّض للسفارة السعودية في طهران. وهذا الموقف كان له مثيل في مصر وغيرِها من الدول المتابعة للحدث الإقليمي.
وفي لبنان اعتصام لعشرات الأشخاص أمام السفارة السعودية وآخر أمام الإسكوا، استنكاراً لإعدام الشيخ النمر، وكلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يُدين الإعدام ويحمل بشدّة على النظام السعودي، وفي الوقت نفسه يدعو إلى حماية الوحدة الإسلامية.
وعلى صعيدٍ آخر، العاصفة «فلاديمير» متواصلة حتى الأربعاء، والثلوج مازالت تقطع العديد من الطرق الجبلية المرتفعة.
أما سياسياً، فبعد عطلتَي رأس السنة ونهاية الأسبوع ترقّب لتحرّك دافع لمبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية، في ظل توقّع عدم توفّر النّصاب للمرة الرابعة والثلاثين في جلسة الانتخاب الرئاسي النيابية يوم الخميس.
«المنار»
انتهى زمن المجاملة والمداراة، والكلام سيُقال بوضوح: اغتيال الشيخ نمر النمر حادثة مهوّلة لا يمكن العبور فوقها بسهولة. هي جريمة ستلطّخ وجه آل سعود وستلاحقهم إلى يوم القيامة، حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الموقف، وتحدّث بما يليق بمقام عالم شجاع جداً قتله النظام السعودي لنطقه بكلمة الحق.
دماء الشيخ النمر ستكتب نهاية هذا النظام، أكّد السيد نصرالله: النظام الذي لا يعنيه العالم الإسلامي، ولا الرأي العام. نظام يتوغّل في الفتنة ويذبح كل من ينتقده ولا يقبل العيش عنده إلّا كالغنم.
السيد نصر الله أوضح: جريمة إعدام الشيخ النمر كشفت الوجه الحقيقي لحكّام آل سعود: الوجه الإرهابي، التكفيري، والإجرامي، الوجه الذي يُدير معركة اليمن بروح الانتقام والحقد الدفين.
وفي ميدان الكلام الحاسم إضاءة ضرورية من السيد على تاريخ مظلم: آل سعود احتلّوا الجزيرة العربية وسمّوها زورا السعودية. كمّوا فيها الأفواه، قمعوا الحريات، نهبوا الثروات. وفوق ذلك قدّموا الخدمات على مدى مئة عام للبريطاني والأميركي و«الإسرائيلي»، وألحقوا الأضرار بالأمة وفلسطين.
ولكل المواقع الدينية والسياسية والحقوقية والإنسانية، دعوة حثيثة من السيد نصرالله: أما آن الأوان لقول كلمة الحق كما كان يقول الشيخ النمر بوجه الطاغوت؟ أما آن الأوان للقفز فوق كل الحسابات، والقول إنّ النظام السعودي هو منشأ التكفير والإرهاب ومموّلهما؟
اليوم أمس ، أهم ردّ على قتل الشيخ النمر يكون بتحمّل المسؤولية والصدح بالحق، فالجهاد بقول كلمة الحق بوجه آل سعود هو من أعظم الجهاد، أكّد الأمين العام لـ«حزب الله».
«او تي في»
الترقّب سيد الموقف، فماذا بعد إعدام السعودية للشيخ نمر النمر؟ من يتّكل على تطمينات وزير الخارجية النمساوية؟ يتوقّع ضبط الأمور، إذ أنّه نقل عن وزيري خارجية السعودية وإيران بأنّهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد في الموقف.
من يراقب الكلام الرسمي الإيراني، يلاحظ الغضب الذي بلغ حدّ توقّع السيد علي خامنئي عقاباً إلهياً لآل سعود. أمّا من يدقّق في تصريحات الرئيس الإيراني والخارجية، فيلاحظ امتصاصاً لاقتحام السفارة السعودية، ونفياً لقطع العلاقات بين الرياض وطهران.
وإذا كان المسار الإيراني – السعودي متروكاً للآتي من الأيام، فإنّ المسار اللبناني سجّل اليوم أمس أعلى نسبة من التصعيد منذ مدّة. فالسيد حسن نصرالله الذي أعلن أنّ زمن المجاملة انتهى، كان واضحاً في مواقفه من السعودية، إذ بلغ حدّ اعتباره أنّ آل سعود و«داعش» يدرسون في نفس الكتب. ليعود سعد الحريري إلى عادته القديمة، بالمسارعة للردّ على أي كلام للأمين العام لـ«حزب الله».
الأكيد، أنّ ثمّة مساع تُبذل لتطويق السّعي لإشعال فتنة سنية – شيعية، وهو ما حذّر منه السيد نصرالله. وهو أيضاً ما يقلق العالم أجمع، خصوصاً الغرب الذي لم يتمكّن، رغم حلفه مع السعودية، إلّا من الأسف والإدانة لتنفيذ قرارات الإعدام.
وفي الانتظار، أكثر من سؤال يبقى في الأذهان، فهل التصعيد الذي يبلغ أوجه ينسف مسار التسويات أو يسرّعها؟
«أن بي أن»
تصعيد إقليمي مفتوح فرضه إعدام السعودية للشيخ نمر باقر النمر. غليان شعبي تُرجم باعتصامات واحتجاجات من الهند وبريطانيا إلى العراق وباكستان فلبنان، ووصل في إيران إلى حدّ مهاجمة السفارة السعودية رغم كل الإجراءات الإيرانية لضبط التظاهرات.
الإدانات كانت على حجم الخطوة السعودية، فوصفه المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني بالعدوان الجائر. وأجمعت التصريحات الدولية الإسلامية والغربية على أنّ الإعدام صبّ في إطار إثارة التفرقة المذهبية ويخدم الإرهاب.
ترقّب غربي وتحذير أميركي – أوروبي من تأجيج التوتر المذهبي، ومساع نمساوية على خطى الرياض طهران لضبط أي تصعيد إضافي، كي لا يصل إلى حدود قطع العلاقات الدبلوماسية بين الإيرانيين والسعوديين.
ردود الفعل أبقت السقف مضبوطاً في إطاره، وعدم الانجرار إلى أيّ فتنة مذهبية، فنبّه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى عدم تحويل الإعدام إلى موضوع شيعي – سنّي، لأنّ في الانجرار إلى الفتنة خيانة لدماء الشيخ نمر النمر.
أمّا في لبنان فترقّب لأسبوع مُقبل يُنهي العطلة، وسط تساؤلات عن تأثير التصعيد الإقليمي على تفاصيل السياسة اللبنانية. التساؤل أيضاً بقي من دون جواب، هل يمدّد وزير التربية الياس أبو صعب العطلة المدرسية؟ حتى الساعة لا يزال يدرس الأحوال الجوية، فهو لم يصدر أي قرار بعد، ما يعني تمديد الانتظار لمعرفة وضع المدارس غداً اليوم .
«ال بي سي»
شرع إعدام الشيخ نمر النمر أبواب العام 2016 أمام كل الاحتمالات، وملفات المنطقة علقت في عودة الاشتباك السعودي – الإيراني.
اشتباك يبدو عالي النبرة الخطابية في مقلب، وضابطاً لإيقاع الشارع في مقلب آخر. ففي إيران حيث اقتحمت السفارة السعودية ليلاً، سارع الرئيس روحاني إلى اعتبار ما حصل غير مبرّر من قِبل من أسماهم متطرفين.
وفي لبنان، حيث استهدف السيد نصر الله بعنف في خطابه آل سعود، معتبراً أنّ إعدامهم للشيخ النمر سيكتب نهاية حكمهم، دعا في الخطاب نفسه إلى عدم تحويل الموضوع إلى فتنة سنيّة – شيعية هي خيانة لدماء النمر.
الرئيس سعد الحريري ردّ على الخطاب قائلاً، إن صفات الاستبداد والإيغال في الفتن، صفات طبق الأصل تنطلق على ألسنة قيادات حزب الله. ولكنّه بدوره نبّه من أسماهم محبّي المملكة إلى عدم الانجرار في السجالات المذهبية.
هذا كلّه في وقت، نقل عن وزيري خارجية المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية عدم الرغبة في مزيد من التصعيد.
وسط كل هذا، يبدأ العام والعين على ميادين الاشتباك، من سورية ومفاوضاتها المقبلة في جنيف، إلى اليمن حيث سقطت الهدنة، إلى لبنان حيث السؤال الكبير: هل التسوية الرئاسية المقترحة علّقت أم باتت في حكم المنتهية؟
«الجديد»
عاصفة إعدام نمر باقر النمر تشتعل خطابياً وتستوعب دبلوماسياً، فالسفارة السعودية تُحرق في طهران وروحاني يتوعّد بملاحقة الفاعلين. الشرارات الغاضبة تطير من إيران إلى المملكة العادمة، ثم يتّفق وزيرا خارجية السعودية وإيران على إبلاغ نظيرهما النمساوي أنّهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد.
في الموقف، يقدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر الخطابات نارية تجاه السعودية، ويسمّي ظلمها بالأحرف الأبجدية الأولى والأخيرة، ولا يعدم حرفاً لإدانة أدائها، لكنّه لفتَ انتباه الشيعة في العالم إلى عدم تحويل هذا الموضوع إلى قضية سنية – شيعية، ولا يجوز وضعه في خانة أهل السنة والجماعة، والذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة مذهبية هو خيانة لدماء الشيخ النمر وخدمة لأهداف القتلة.
وقبل الرّكون إلى الحكمة في درء الفتنة، حكم السيد نصر الله على السعودية بمئة ألف جلدة من العيار الخطابي الثقيل، الذي افتتحه بنعي لزمن المجاملة مع المملكة، وجرّدها من شبه جزيرتها، واصفاً وجهها الحقيقي بأقسى العبارات. وتوقّف طويلاً عند إصرارها على إعدام النمر في هذه الظروف التي تمرّ بها المنطقة وكان بإمكانها أن تبقيه مسجوناً لسنوات، متحدّثاً عن وجود متأمّلين بتعقّل سعودي واعتدال وذهاب إلى حوار سياسي ومفاوضات، لذلك جاء الإعدام صادماً.
الردّ على نصر الله جاء عبر مندوب لبنان الدائم في الرياض سعد الحريري، في بيان مطوّل جال في سطوره على الأنظمة في سورية وإيران ولبنان، قبل أن يردّ التهم إلى مطلقيها ويرى أنّ الكلام عن الاستبداد والقهر والإرهاب والإجرام والإعدام وشراء الذّمم والتدخّل في شؤون الآخرين، كلها صفات تنطبق على ألسنة القيادات في حزب الله، وتنطبق قولاً وفعلاً وممارسة وسلوكاً على الحالة التي يمثّلها النظام الإيراني. وقال إنّ الشيخ هو مواطن سعودي يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطناً إيرانياً تنطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري.
نصرالله قال ما يعتمره القلب من سنين. والحريري ردّ وظيفيا بوصفه حامل الجنسية السعودية أولاً. وغالبا فإنّ حدود العاصفة محلياً إلى انحسار، وإيرانياً إلى تغليب الحكمة، لا سيّما أنّ طهران سقط لها مئات الشهداء في الحرم المكّي بينهم صفوة الدبلوماسيين والسفراء، وتمكّنت من حقن الدماء، واتّباع طرق التعقّل، لا يلغي صورة شائنة طبعت نظام الحكم في المملكة، والذي عرّضها لانتقادات غربية تهاب المملكة نقدها.
وفي ما تبقّى من عواصف، فإنّ «فلاديمير» متمدّد في لبنان، يفرش بياضه للتزلّج من جهة، ويزحل في قرى ويقطع طرقاً من الجهات الأخرى، معطّلاً الحركة السياسية المعطّلة من أصلها.