الشهيد الشيخ نمر باقر النمر يُعْدِم الملك سلمان ومملكته
حسين الديراني
وأخيراً نفذ طاغية العصر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حكم الإعدام الجائر بحق العالم الفقيه الشيخ نمر باقر النمر، ظناً منه أنه بإعدامه خنق صوت الحرية والعدالة، وأعدم الكلمة الحرة الجريئة، غير متعظ بالتاريخ القريب والبعيد، وكيف ينتصر الدم على السيف.
فالأكيد أنّ الجاهل الأمّي لا يمكن أن يتعظ فكيف إذا كان الجاهل الأمّي ملكاً يتربّع على عرش مملكة أقامت بنيانها على جماجم الأبرياء، مملكة أقامت حكمها على الإرهاب الفكري والإرهاب العملي، وسخرت كلّ أموالها التي جمعتها من ثروات النفط وعائدات الحج والعمرة لنشر الفكر الظلامي التكفيري الإرهابي الوهابي الإقصائي في العالم كله حتى باتت كلّ زاوية من زوايا الأرض مزروعة بنبات الشرّ والتكفير ليثمر إرهاباً وقتلاً في عموم البشرية.
هذا النظام الإرهابي التكفيري الوهابي لم يأبه ولم يكترث لكلّ مناشدات الدول والرؤساء والمنظمات الحقوقية الدولية والأممية بعدم المضيّ في إعدام العلامة النمر لأنه لم يمارس أي عنف ضدّ النظام سوى خطبه التي يدين بها سياسة النظام السعودي الجائر، ويطالب بالحريات العامة لكلّ أبناء المملكة، بل مضى في غيّه وطيغيانه وإرهابه ونفذ حكم الإعدام المبني على الظلم والكراهية والتكفير، هذا النظام نفسه الذي يقوم بإعدام من ينتقده بالكلمة يريد أن يغيّر النظام في سورية بقوة السلاح والتدمير! ويسخر كلّ إمكانياته المادية والعسكرية لإسقاط الأنظمة في سورية والعراق وليبيا واليمن وإيران.
قرار الإعدام جاء بعد مقتل قائد العدوان السعودي الصهيوني على اليمن العقيد الركن عبد الله السيهان مع قائد العدوان الإماراتي العقيد سلطان الكبتي وبعد اغتيال فقيه آل سعود الإرهابي زهران علوش، وبعد زيارة الرئيس العثملي أردوغان إلى المملكة ولقائه الملك سلمان وإدخاله مع زوجته الى داخل بيت الله الحرام وتدنيسه، كما جاء بعد تصريح العثملي أوردغان «إنّ «إسرائيل» دولة عظيمة بحاجة الى دولة عظيمة كتركيا، كما أنّ تركيا بحاجة الى دولة «إسرائيل»، وهذا يعني إعلان تحالف جديد يضمّ السعودية تركيا و»إسرائيل» في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها، وليس هناك من ضربة يوجهها هذا التحالف الثلاثي الجديد لإيران وحلفائها أقوى من إعدام الشيخ نمر باقر النمر لما له من شخصية دينية تتجاوز البلدان والأقاليم، كونه رمزاً دينياً عالمياً، وكأنّ المجزرة المفتعلة في منى بحق الحجاج الإيرانيين لم تكن كافية لجرّها الى حرب لم تحدّد هي مكانها وزمانها.
هذا الكيان السعودي التلمودي أصابه الجنون والغرور والعظمة، لأنه لم يجد من يردعه ويمنعه من ممارسة عدوانه وإرهابه وجرائمه بحق الدول المجاورة طالما هذا الإرهاب لا يقترب من دولة «إسرائيل»، وطالما أنه يصبّ في خدمة «إسرائيل» ويوفر لها أمنها وسلامتها، ولقد كان لهذا النظام اليد الطولى في ارتكاب مجزرة نيجيريا التي ذهب ضحيتها 6000 شهيد وجريح وإلقاء القبض على زعيم الحركة الإسلامية الشيخ ابراهيم الزكزكي بعد محاصرته وإصابته بعيارات نارية، هذا ما شجع النظام السعودي على ارتكاب جريمته لأنه لم يشهد العالم الإسلامي ردود فعل بحجم الجريمة المجزرة في نيجيريا.
إعدام العلامة النمر مع 47 شخص مدانين بأعمال إرهابية لهدر دمائه الطاهرة ومزجها مع دماء ملطخة بالجريمة ودفن جثمانه الطاهر مع المجرمين وعدم تسليمه إلى ذويه لهي جريمة أخرى يرتكبها هذا النظام الإرهابي الطائفي العنصري، وهذا المكر لم يسبقه به أحد من المجرمين الطغاة من الأولين والآخرين.
حذرنا سابقاً وقلنا إنّ الإقدام على تنفيذ حكم الإعدام بحق العلامة الشيخ النمر سيكون انتحاراً لآل سعود، وها قد لفوا حبل المشنقة على أعناقهم بانتظار من يدفع الكرسي من تحت إقدامهم، إذا كان هذا النظام يظن أنّ باستطاعته قمع مظاهرة احتجاج هنا أو هناك وقضي الأمر فهو واهم واهم إلى أن ينقطع النفس، فسيكون للشهيد الشيخ النمر ألوية وكتائب تقضّ مضاجعهم وتسلب النوم من عيونهم.
وما شهادته إلا حلم تحقق لطالما كان يصبو ويتطلع اليه، وينتظره بكلّ لهفة وشغف، كلماته التي ردّدها «أهلاً وسهلاً بالشهادة التي هي بداية الحياة» و»إما أن نعيش أبراراً أو نموت أحراراً».
ما من نظام جائر اقترف جريمة بحق عالم من علمائنا إلا وكان مصيره الخزي والعار، والتاريخ المعاصر يشهد، صدام أعدم الشهيدين الصدريّين فكان مصيره أن يخرج من حفرة ضبّ، والقذافي غيّب الإمام موسى الصدر فكان مصيره أن يخرج من مجارير الصرف الصحي، محمّد مرسي أقرّ جريمة قتل الشهيد العلامة حسن شحاته فكان مصيره السجن وانتظار الإعدام، وها هي دماء الشهيد الشيخ نمر باقر النمر ستعدم الملك سلمان قريباً وأقرب مما يتصوّرون.
أيها النظام الغبي الإرهابي، جريمتك وحدت صفوفنا لنكون اليد الواحدة التي تنتقم منك والى الأبد ونرسل مملكتك الى مزابل التاريخ ولن ينفعك تحالفك مع العثملي ولا الصهيوني.