«القومي»: إعدام الشيخ النمر يخدم أهداف العدو الصهيوني في دعم الإرهاب وإيقاع الفتنة الطائفية والمذهبية في بلادنا ومنطقتنا

تواصلت أمس ردود الفعل المستنكرة إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر باقر النمر على خلفية مواقفه وآرائه، معتبرة أنّ هذه الجريمة تخدم أهداف العدو الصهيوني في دعم الإرهاب وإيقاع الفتنة الطائفية والمذهبية في بلادنا ومنطقتنا، وأشارت إلى أنّ أبرز شروط انتصار مشروع المقاومة والصمود هو إحباط مشاريع الفتن المذهبية والطائفية مشيدةً بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، «الذي وضع الصراع في موقعه الصحيح ضدّ رمزية إجرام آل سعود بعيداً من الغرائزية المذهبية والطائفية».

«القومي»

وفي هذا السياق، أكّد الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان، أنّ العدو «الإسرائيلي» هو أصلُ الإرهاب وصانعه وراعيه، وكلّما تلقّى الإرهاب الوكيل ضربة موجعة، تدخّل الإرهاب «الإسرائيلي» الأصيل مؤازراً ومصعّداً، بالعدوان وعمليات الاغتيال، واللعب بورقة التحريض والشحن المذهبي لإغراق المنطقة في أتون الفتنة. وقد بات واضحاً، أنّ كلّ ما يحدث في المنطقة والعالم العربي، تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى على هذا العدو «الإسرائيلي» الموغل في إرهابه وعدوانيّته وغطرسته.

ورأى الحزب أنّ «إسرائيل» هي من يسعى إلى وضع ورقة الفتنة الطائفية والمذهبية في التداول، للتعمية على خطر الإرهاب وجرائمه، وللاستمرار في محاولة إسقاط دول وقوى المقاومة، بعدما شعرت أنّ هناك قلقاً دولياً جامعاً من خطر الإرهاب على المجتمعات كافة. وقد تجلّى القلق الدولي بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي اعترف «بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية»، وهي التي كانت موضوعة على مشرحة التقسيم والتفتيت.

ولفتَ الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أنّ العدو «الإسرائيلي» مع بعض الدول، وضعوا كلّ طاقاتهم المختلفة لإسقاط سورية بوصفها حاضنة مشروع المقاومة، لكنّهم فشلوا، وهم الآن قلقون من تهاوي الإرهاب وهزيمته.

وشدّد الحزب السوري القومي الاجتماعي على أنّ أحد أبرز شروط انتصار مشروع المقاومة والصمود، هو إحباط مشاريع الفتن المذهبية والطائفية، وتفكيك الألغام «الإسرائيلية» التي تستهدف هذا الاتجاه، والتي إذا ما انفجرت، تحقّقت مصلحة العدو «الإسرائيلي» بتصفية المسألة الفلسطينية وبتشظية بلادنا وكلّ الساحات العربية.

وفي هذا المضمار، دان الحزب السوري القومي الاجتماعي عملية إعدام الشيخ نمر النمر على خلفية مواقفه وآرائه، ويعتبر أنّ هذا الإعدام بمثابة انتهاك لأبسط قواعد حرية الرأي والتعبير التي تكفلها شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، عدا عن كون هذا الإعدام يصبّ في خانة إيقاع الفتنة الطائفية والمذهبية التي يدفع باتجاهها المايسترو «الإسرائيلي» الذي يرعى الإرهاب ويقود مشاريع الفتنة في محاولة لوأد الانتفاضة الفلسطينية المتجدّدة، والنيل من الإنجازات الميدانية التي تتحقق ضدّ المجموعات الإرهابية في سورية والعراق.

وإذ دعا الحزب إلى المزيد من تحقيق الإنجازات والتماسك وتركيز الجهود من أجل تحصين منعة ووحدة شعبنا والشعوب العربية، فإنّه يدعو إلى مواجهة مشاريع الفتنة على تنوّعها، بمواصلة الحرب على الإرهاب وإدانة جرائمه، وتحويل قضية إعدام الشيخ النمر إلى قضية رأي عام دولي، بوصفها جريمة تمسّ شرعة حقوق الإنسان وقِيم العدل والحرية وحق التعبير عن الرأي.

تنسيقية الأحزاب

واعتبرت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان إثر اجتماعها في مقرّ حركة «المرابطون» تلاه أمين الهيئة القيادية في الحركة العميد مصطفى حمدان «أنّ القرار الجائر والظالم بإعدام الشيخ النمر يؤكّد المؤكّد بأنّ آل سعود يجسّدون الشر المطلق على أرض نجد والحجاز، وتاريخهم هو مستقبلهم حيث كانوا دائماً عبيداً مأمورين لمن أوجدهم من الاستعمار الإنكليزي ووريثه الاستعمار الأميركي، فكانوا دائماً المنفّذين للتآمر على وحدة الأمة وتقدّمها، وكانوا الرّديف الاستراتيجي للكيان «الإسرائيلي» يستخدمهم مديرهم تحت شعارات منافقة مذهبية وطائفية كلما احتاج لحماية الأصيل «الإسرائيلي» في تخريب وإرهاب الأمة ومنطقتنا العربية، ويشهد على ذلك تاريخ الصراع بينهم وبين كل السّاعين إلى وحدة الأمة وتجميع عناصر قوتها من أجل تحرير كل فلسطين وقدسها الشريف وفي مقدّمهم الرئيس جمال عبد الناصر حيث كانوا يناصبون له العداء انطلاقاً من جاهليتهم وحقدهم على كل ما هو حرّ وتقدّمي وإنساني».

ورأت «أنّ الجريمة النكراء التي ارتُكبت بحق الشيخ النمر تهدف إلى إشعال الفتنة المذهبية الكبرى التي كان دائماً آل سعود أدوات تنفيذها عن سابق تصوّر وتصميم، وكلما فشلوا في محاولاتهم تمادوا في غيّهم وفجورهم، وهناك الكثير من المحطات المُشينة في تاريخهم، ومنها استغلال دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإشعال الفتنة في لبنان كي تمتدّ إلى المنطقة العربية كافة، ومن ثمّ تصدير كل الإرهاب التكفيري المتوحّش إلى دول الأمة بدءاً من ليبيا ومصر وسورية وغيرها من البلدان، بحيث لا تخلو دولة في العالم اليوم من وجود أثرهم الإرهابي، ولا شكّ أنّ الكل يعلم على الصعيد الدولي والإقليمي من هو المحرّك الفكري الإرهابي والمموِّل لسفك الدماء والإجرام والقتل».

وشدّدت على «وجوب وقوف كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية في وجه آل سعود بكل الوسائل المتاحة لمواجهة خطة الموت الشامل والتفتيت والتقسيم المذهبي التي لجؤوا إليها بعد فشلهم واستشعارهم بأنّ ديكتاتورية مملكتهم قد آلت إلى السقوط وأصبح من واجب كل الدول العربية التي تُدرك مصدر الإرهاب السعودي أن تحمي وجودها عبر ردع إجرام وإرهاب آل سعود».

وثمّنت هيئة التنسيق خطاب السيد نصر الله «الذي وضع الصراع في موقعه الصحيح ضدّ رمزية إجرام آل سعود بعيداً من الغرائزية المذهبية والطائفية بدعوته الحكيمة والصريحة إلى الوحدة والتكافل بين أبناء الأمة إفشالاً للمخطط الأساسي الأميركي «الإسرائيلي» في تدمير عناصر القوة للأمة جمعاء. ويحذِّر هؤلاء القابعين في ديوانيات آل سعود وكباريهات الدول الأوروبية من التحريض المذهبي لأنّه يدخل أهلنا اللبنانيين في أتون التدمير الذاتي لوجودية الوطن اللبناني وليتّعظ الجميع ممّا يجري حولنا في الجوار الإقليمي والدول الأوروبية نتيجة لانفلات الإرهاب السعودي فيها».

وتوجّهت الهيئة إلى «الأمم المتحدة وإلى كل الدول التي استنكرت الإعدام السياسي للشيخ النمر والمخالف لأبسط الحقوق القانونية والشرعية أن تتّخذ الإجراءات السريعة لطرد ما يسمى بالسعودية من المجلس الدولي لحقوق الإنسان ومن سائر المنظمات الأممية والدولية، واعتبار إعدام الشيخ النمر جريمة بحق الإنسانية، وإحالة من ارتكبها إلى المحاكم الدولية المختصة».

وكان العميد حمدان نعى الشيخ النمر على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر حمدان أنّ إعدام النمر هو فتنة كبرى على امتداد الأمة العربية .

وقال: «إنّ الشيخ نمر باقر النمر شهيداً شهيداً شهيداً، نحن الخاشعون من خشية الله، فهم لا يبصرون، والخزي والعار لآل سعود وعموم نواطير الكاز والغاز».

سعد

ودان الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد، في بيان، إعدام الشيخ النمر، معتبراً أنّه «اعتداء صارخ على حرية الرأي، وإيغال في نهج القهر والاستبداد»، ودعا سعد إلى «تحصين لبنان في مواجهة أي تداعيات محتملة لهذا الطور الجديد من تصاعد التوتر في المنطقة».

«القومي العربي»

واعتبر الأمين العام للمؤتمر القومي العربي زياد الحافظ أنّ «خبر إعدام الشيخ الجليل نمر باقر النمر أحد رموز مكوّنات المجتمع في الجزيرة العربية ورفاقه هو اغتيال سياسي موصوف. وهذا الاغتيال هو أكثر من جريمة، فهو خطأ فادح.

والأمة العربية والعالم الإسلامي يرفضان الاغتيال السياسي مهما كانت مبرّراته، فما الحال إذا كانت التّهم الموجّهة له ملفّقة في بيئة سياسية تفتقد الحدّ الأدنى من المؤسسات التي تحفظ العدل وحقوق الإنسان؟».

ولفتَ حافظ في بيان، إلى «أنّ هذا الاغتيال يأتي في سياق مخطّط يهدف إلى تفجير المنطقة العربية والإسلامية على قاعدة اقتتال مذهبي يخدم فقط الكيان الصهيوني ومن يدعمه، ويحوّل الأنظار والاهتمام عن القضية الأم، وهي قضية فلسطين، ويستبدلها بما هو أدنى ومزيّف ألا وهو الاقتتال المذهبي المفتعَل مع عدو وهمي وافتراضي».

وأضاف: «إنّ المؤتمر القومي العربي يحرص على تلاقي جميع تيّارات الأمة عبر الحوار، وبناء الجسور بين مكوّنات الأمة بدلاً من بناء الخنادق والمتاريس. ويجهد المؤتمر لإيجاد الحلول والآليات الكفيلة بمعالجة قضايا الأمة بدلاً من الاقتتال العدميّ. وبالتالي يحذّر المؤتمر من الانجرار إلى صراع عبثيّ، والسقوط الأخير في المجهول ليفوِّت على أعداء الأمة فرصة إنجاز حلم مزمن، ألا وهو تفتيت المنطقة إلى يوم الدين. كما يدعو أبناء الأمة إلى توحيد الجهود في مواجهة العدو الفعلي والحقيقي والوجودي، أي الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين وحماية مقدّساتنا».

«القومي الإسلامي»

ورأى المنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي خالد السفياني

في بيان، أنّ خبر إعدام الشيخ النمر ورفاقه «شكّل صدمة كبرى في العالم أجمع وفي الوطن العربي والعالم الإسلامي على الخصوص، فالأمر يتعلّق بشيخ جليل وعالم من علماء الأمة وبمعتقل رأي، وبخطورة من شأنها تأجيج الصراعات المذهبية والاحتراب الطائفي، ممّا لا يخدم إلا أعداء الأمة والمتربّصين بها.

إنّ المؤتمر القومي الإسلامي الذي أخذ على كاهله، على الخصوص، تعميق الحوار بين مكوّنات الأمة والمساهمة في تقليص أوجه الخلاف بينها، والتصدّي لمحاولات التفتيت والشرذمة وإشعال نار الفتنة والاقتتال بين أبناء الأمة الواحدة وحرف البوصلة عن القضية الأساس، قضية فلسطين، والتصدّي للمشروع الصهيوني الذي يستهدف الأمة بأكملها، يُدين بشدّة إعدام الشيخ نمر النمر ورفاقه، ويحذّر من عواقب هذا العمل الشنيع المرفوض دينياً وحقوقياً وأخلاقياً وإنسانياً.

ويدعو المؤتمر مكوّنات الأمة كافة إلى توخّي الحذر وعدم السقوط في شراك الفتنة والاحتراب والاقتتال، وإلى أن يكون الردّ الحقيقي على هذه الجريمة، كما على مثيلاتها، هو تعميق الحوار وردم الحواجز وإيجاد الحلول لكافة الإشكالات المطروحة، كما إيجاد الوسائل الكفيلة بإدارة الاختلاف وتوحيد الجهود لتحرير فلسطين وحماية وتحرير مقدّساتنا بها، والتصدّي للمشروع الصهيوني واجتثاثه».

الاتحاد البيروتي

وأشار رئيس الاتحاد البيروتي الدكتور سمير صباغ، إلى أنّ

«معظم بلدان العالم قد ألغتْ القوانين التي تنصّ على إعدام الإنسان، إلّا مع الأسف في لبنان الذي يُجيز حكم الإعدام بحق المجرمين أو المذنبين. كذلك في السعودية، فإنّها تنفّذ أحكام الإعدام حسب الشريعة الإسلامية، فتأمر بقطع الرأس، وإذا كان الذنب أقل فبقطع الأيادي والأرجل. إنّ إعدام الشيخ النمر ورفاقه دليل على التخلّف والاستبداد الذي تتّصف فيه هذه البلاد».

ودانَ الاتحاد «من موقعنا النضالي، هذه الجريمة التي نُفّذت بحق مناضل يناضل في سبيل تقويم ممارسة السلطة وهو يدافع عن حق من حقوقه».

غندور

وطالب رئيس «اللقاء الإسلامي الوحدوي» الحاج عمر غندور علماء أهل السنة والجماعة باتّخاذ موقف من جريمة إعدام الشيخ النمر، وقال إنّ «ما هو أوجع من الإعدام هو مبرّر الجريمة على لسان وزارة الداخلية السعودية التي اتّهمت الشيخ الشهيد بالانحراف عن الدين الحنيف والانتماء إلى مذهب الروافض الخوارج، ما يخالف الكتاب والسنة».

وأ ضاف غندور «يُفهم من ذلك أنّ المُمسكين بالسلطة في مملكة آل سعود، مأمورون ومن قِبل حماة عرشهم الصهاينة الأميركان، بافتعال حرب يتقاتل فيها المسلمون لمئة عام على الأقل تكون فيها دولة الاغتصاب في فلسطين بأمن وأمان وتُطوى القضية الأم فلسطين إلى الأبد».

وأهاب بالمحتجّين «عدم الخلط بين واقع الجريمة وأهدافها السياسية التي يُراد تسويقها مذهبياً، وهو ما يرفضه وعي المسلمين.

واستنكرت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان، إقدام السلطات السعودية على إعدام النمر، وتمنّت الجبهة «ألّا تنعكس تلك الجريمة سلباً على الوضع العام، وأن يكون أهل الفقيد وأنصاره وأحباؤه على مستوى المسؤولية التي تقطع دابر الفتنة وتئدها في مهدها».

و أشاد رئيس «لقاء علماء صور» الشيخ علي ياسين في بيان، «بالدعوة التي أطلقها السيد الله إلى تجنّب الفتنة السنيّة الشيعية.

تضامن في النبطية

وأُقيم مساء أول من أمس لقاء تضامني مع الشيخ النمر، وبدعوة من حسينية النبطية وإمام ومُفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، حضره ممثّل الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق بيطار، وممثّلون عن الأحزاب الوطنية، وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية واقتصادية .

وألقى الشيخ صادق كلمة استنكر فيها إعدام النمر، مشيراً إلى أنّ ذنبه أنّه «ناشد الحاكم الإصلاح والالتفات بعين الرحمة إلى الرعيّة وإيصالهم إلى بعض حقوقهم في العيش الحر الكريم».

واعتبر أنّ «إعدام السلطات السعودية المجاهد النمر بعد فترة وجيزة من إعلانها التحالف الإسلامي بلهجته المذهبية الفاضحة لا يعمل إلّا على زيادة الاحتقان وفتح المنطقة، بل والساحة الإسلامية برمّتها، على احتمالات لا يعلم تبعاتها وعواقبها الوخيمة غير الله تعالى».

ودعا «رجال الدين الأحرار وأرباب الفكر والقوى السياسية والوطنية على اختلافها، كما والهيئات الدينية العليا وفروعها إلى التحرّك بجد وفاعلية لوأد الفتنة المذهبية القائمة باعتمادهم الخطاب الجامع».

وشدّد رئيس «هيئة حوار الأديان» محمد شعيتاني، على «ضرورة وقف السّجالات الإعلامية والمواقف السياسية الحادة بين القوى السياسية لأنّ استمرارها سيرفع من وتيرة الخطاب السياسي المتوتر والمتشنج»، مديناً إعدام النمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى