«القومي»: الأمّة كلّها تحتاج إلى الوحدة في مواجهة الاحتلال والإرهاب والخونة والعملاء
لمناسبة ذكرى استشهاد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعاده، زار وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضريح سعاده في مدافن مار الياس بطينا ـ بيروت. وتقدّم الوفد رئيس الحزب النائب أسعد حردان، وضمّ رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، رئيس المكتب السياسي المركزي الوزير السابق علي قانصو، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، وعدد من العمُد وأعضاء المجلس الأعلى والمكتب السياسي والمسؤولين المركزيين وجمع من القوميين.
بعد تأدية التحية الحزبية للزعيم، وضع الرئيس حردان ورئيس المجلس الأعلى إكليلين من الزهر على الضريح.
وألقى مدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية كلمة مركز الحزب استهلّها قائلاً: «نأتي إليك يا زعيمي وأنت المقيم في نفوسنا، معلّماً وهادياً… فكراً وعقيدة ومبادئ… نأتي إليك، في يوم استشهادك، نُقرئك تحية أبناء النهضة وثباتهم على المبادئ وفي ميادين الصراع والجهاد دفاعاً عن قضية تساوي الوجود، ونؤكّد في حضرتك، أننا نحن على ما نحن، أبناء نهضة الحق والخير والجمال، مقاومون مقاتلون في كلّ ساح، ندافع عن حقنا، نفتدي أرضنا بالدماء. فأنت القدوة، افتديت الأمة بدمك، وهكذا أردتنا أن نكون. ونتحلّق حولك، نفضي إليك أنّ الأمة التي أردتها موحّدة قوية وهادية، تتعرّض لأخطر المؤامرات».
وأضاف: «فلسطين لم تعد وحدها تعاني احتلالاً يهودياً عنصرياً، يهوّدُ الأرض ويقتلعُ الإنسان، فهذا الاحتلال الذي أعددت القوميين الاجتماعيين ضبّاطاً وجرائد لقتاله، يتمدّد كالسرطان بمسمّيات متعدّدة… فهو اليوم بمسمّى «داعش» و«النصرة» يعيث إرهاباً وقتلاً وفساداً وإجراماً وتدميراً في شامنا الحبيية، وفي أرض الرافدين، وفي لبنان أيضاً.
لقد نجح الصهاينة في إنشاء حزبيات متطرّفة ومتهوّدة من غير اليهود، حزبيات تقيم حدّ القتل بِاسم الدين لمصلحة المشروع الصهيوني، وتنفّذ مخطّط تفتيت أمّتنا وتحويلها إلى محميّات طائفية ومذهبية وإتنية.
إنّ هذه التشكيلات المتطرّفة المتأسرلة، ليست سوى تلك «الحزبية الدينية» التي حذّرتنا من لعنتها، لأنها «تصرفنا عن واقع الوطن وتشوّه حقيقة الأمة…»، لذلك فإنّ القوميين الذي قاوموا الاحتلال اليهودي، هم اليوم في ساح الصراع يبذلون الدماء في مواجهة الإرهاب والتطرّف».
وقال حميّة: «بهَدْيك يا زعيمي، لن ننأى، فحيث يكون هناك احتلال سنقاوم الاحتلال، وحيث يكون هناك إرهاب وتطرّف سنكافح الإرهابَ والتطرّف.
حزبك حزب مقاومة وقتال، لم يغادر ساح الصراع، لكنه في الوقت ذاته حزب الأمة ومصالحها ومستقبلها. وإذا كان الواجب القومي يستدعي بذل الدماء، فإنّ الواجب القومي استدعى مبادرةً لإنشاء مجلس تعاونٍ مشرقيّ، وأخرى لقيام جبهة شعبية لمكافحة الإرهاب، الأولى تهدف إلى توظيف طاقات الأمّة وتوحيد قدراتها، والثانية من أجل الدفاع عن هذه الأمّة، ونحن ماضون في تحقيق هذه المبادرات.
لذلك، نحن ندعو قادة الكيانات في الأمّة إلى ضرورة الإسراع في وضع آليات عملية لقيام مجلس التعاون المشرقي، وندعو شعبنا بكلّ هيئاته ومؤسساته إلى الانخراط في جبهة شعبية تواجه الإرهاب والتطرّف والاحتلال».
وتابع: «أمّا لبنان، الذي اعتبرته نطاق ضمان للفكر الحرّ، لم يتأهّل بعد لكي يصبح دولة مدنية ديمقراطية، لأنّ النظام الطائفي الذي اغتالك عام 1949 لحساب «إسرائيل»، قتل ميزة لبنان وصادر حرّية الناس وهمّش حقوق المواطَنة، ورسّخ البنى الطائفية والمذهبية، جاعلاً منها صواعق تفجير، تفجّر البلد كلّما شعر الطائفيون بخطر يتهدّد مصالحهم.
لذا، سنظلُّ نعمل من أجل وأد هذا النظام الطائفي، لأنه علّة لبنان، ومصدر الخطر على مستقبل اللبنانيين. في ظلّ هذا النظام الطائفي أصبحت الخيانة وجهة نظر، والعمالة وجهة نظر، وهذا ما لن نرتضيه أبداً. فهذا اللبنان المقاوِم الذي قدّم وجدي وسناء وآلاف الشهداء، يلعن الخونة والمتعاملين، ويمجّد النبلاء والأحباء الأبطال المقاومين».
وختم حميّة: «في حضرتك يا زعيمي نؤكّد أنّ هذا اللبنان المقاوم، يحتاج رئيساً للجمهورية، مؤمناً بخيارات لبنان ومتمسّكاً بعناصر قوّته المتمثلة بثالوث الجيش والشعب والمقاومة، رئيساً يعبّر عن إرادة عامة، ويعمل لتعزيز وحدة لبنان واللبنانيين، رئيساً يرعى ترسيخَ علاقة الأخوّة القومية مع الشام.
ويحتاج لبنان إلى قانون انتخابات عصريّ يعتمد الدائرة الواحدة والنسبية من خارج القيد الطائفي، لأنّنا بذلك فقط نؤسّس لبلدٍ مدنيّ ديمقراطيّ.
أما في الشام والعراق فالأولوية لمحاربة الإرهاب والتطرّف، والحفاظ على الوحدة الاجتماعية، وفي فلسطين الأولوية لمقاومة الاحتلال وتعزيز الوحدة الوطنية، والأمةُ كلّها تحتاج إلى الوحدة في مواجهة الاحتلال والإرهاب والتطرّف والخونة والعملاء.
عهداً لك يا زعيمي أن نبقى على القَسَم مؤمنين بكلّ هذه الأولويات، ومناضلين في سبيلها حتى بلوغ النصر».