عبّاس: ستبقى الشام عاصمة القرار القومي وحاضنة قوى المقاومة والممانعة
اختتمت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي دورة إعداد مفوّضي الأشبال وتأهيلهم، دورة «شهداء مواجهة الإرهاب»، التي أقيمت في مخيم مشتى الحلو المركزي، واستمرّت لمدة أسبوع، وشارك فيها 160 مفوّضاً من منفذيات الشام، وذلك بحفل تخريج حضره عميد التربية والشباب عبد الباسط عبّاس، ووكيل عميد القضاء في الشام بسام نجيب، ومنفذ عام الحصن غضفان عبود، ومنفذ عام اللاذقية فريد مرعي، ومنفذ عام طلبة اللاذقية ديب بو صنايع، وعدد من المسؤولين وأعضاء المجلس القومي وجمع من القوميين والمواطنين.
كما حضر أمين فرع اتحاد شبيبة الثورة في طرطوس عدنان غانم وعدد من الفاعليات. وتخلل الحفل مجموعة من العروض الفنية والرياضية والتدريبية قدّمها المشتركون في المخيم.
كلمة المتخرّجين ألقتها اليسار طيبة، ورحّبت في مستهلها بالحضور وشكرت هيئة المخيم على كلّ ما قدّمته للمشتركين من دروس ومعلومات، وما بذلته من جهود وتعب لإتمام الدورة وتأهيل المفوضين للعمل التربوي مع الزهرات والأشبال في المتحدات.
وقالت: «سنكون على قدر المسؤولية، وسنطبّق كلّ ما تعلّمناه في المخيم، وسنواصل النضال من أجل انتصار فكرنا وعقيدتنا وقضيتنا التي تساوي الوجود».
ثم ألقى آمر المخيم ديب بو صنايع كلمة ابتدأها بالقول: «لا تبرز أهمية شعاع النور إلا بوجود ذاك الظلام الدامس… فيبدّده».
وأضاف: «مع اشتداد الصعوبات والضغوطات، ومع تراجع مساحة الأمل لمصلحة التخاذل والانهزام، يقف حزبنا بمفوّضيه وطلبته وزهراته وأشباله ورجاله الأشداء في ساحات الوغى… يقف مارداً صلباً متماسكاً متقدّماً نحو الغد المكلّل بالنصر الذي نصنعه تارةً بدماء شهدائنا الحارة المتغلغلة في سهولنا وودياننا وجبالنا الشامخة، وطوراً بفكر جيلنا الجديد وحيويته ونضجه وقدرته على تحدّي الرجعية والطائفية والمذهبية بثقافة الوحدة الجامعة».
وتابع بو صنايع: «نقف هنا اليوم لنؤكد للعالم أنّ النبض الحيّ الذي بعثته النهضة القومية الاجتماعية سيبقى خافقاً في كلّ ساحات الصراع، فنتحدى الإرهاب بالمحبة القومية، ونواجه الموت بالحياة العزيزة، والتفلّت بالالتزام، والتخاذل بالإقدام، والانهزامية بالثقة والإيمان.
نقف لنعلن أنّ هذا الحزب لا يشيخ ولا تتجاوزه الأزمنة، وأنّ فكر سعاده وعقيدته ليس مساحة للتنظير، بل حركة ولّادة للطاقات الشابة الفتية… للسواعد المتأهّبة دوماً وللعقول النيّرة الوقادة بكل الخير والحق والجمال».
وخاطب بو صنايع المتخرّجين قائلاً: «ترجعون اليوم إلى متحداتكم بما امتلكتموه من خبرات وإمكانيات للتعامل مع الجيل الجديد، مع أشبالنا وزهراتنا بكلّ ما فيهم من نقاء وصفاء، تعودون لتكونوا رسل نهضة مع الذين يمثلون مستقبلنا ومستقبل بلادنا كما نريدها… بلاداً للحق والعز والمجد، فكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم، لا تكلوا ولا تملوا ولا تتراجعوا أمام الصعوبات الداخلية منها والخارجية، كونوا النبض الحي في متحداتكم عاملين لخيرها ونهضتها».
وأردف: «في الزمن العصيب فقط تظهر الصورة جلية واضحة، تتساقط الأقنعة وتتعرّى النفوس، فيزداد يقيننا بأنّ القوة التي فينا هي هي، وإيماننا ثابت لا يتزعزع، حتى نصل إلى أهدافنا أو نموت دونها، نبعث نهضتنا فنحيا بالعز أو نرتفع شهداء وبالعز نبقى.
وألقى أمين فرع اتحاد شبيبة الثورة في طرطوس عدنان غانم كلمة بِاسم حزب البعث العربي الاشتراكي أكّد فيها أهمية العمل المشترك بين القوى الوطنية، وفي مقدّمها حزب البعث والحزب القومي، كما شدّد على دور الشبيبة والطلاب في صناعة المستقبل، واعتبر أنّ الحزب القومي لعب دوراً كبيراً في الوقوف إلى جانب الدولة وخيار المؤسسات في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف.
ونقل غانم تحيات قيادة فرع شبيبة الثورة في طرطوس، كما بارك للمفوضين تخرّجهم من هذه الدورة، وشكر جهود أعضاء هيئة المخيم وتعبهم مع الشبيبة وتدريبهم لهم ليكونوا وطنيين في حياتهم
وختم غانم كلمته بتوجيه التحية إلى الرئيس بشار الأسد وإلى الجيش السوري وترحّم على شهداء سورية وأبطالها الشجعان.
وألقى عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس كلمة مركز الحزب قال في مستهلّها: «من هذه التلال الشامخة في مشتى الحلو، من سماء الشام وأرضها التي ارتوت بدماء الشهداء في مواجهة الإرهاب، من عرين المقاومة والقرار القومي نخرّج اليوم دفعة من مخيمات عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذا الحزب الذي أعطى الدماء والشهداء في كلّ شبر من أرض الشام، من اللاذقية وكسب وحمص وصيدنايا والقلمون وحلب وحماه وريف دمشق والمليحة لتبقى الشام عاصمة القرار القومي وحاضنة قوى المقاومة والممانعة والأحزاب العقائدية التي تحمل الفكر القومي الوحدوي، المؤمنة بالمجتمع الواحد في مواجهة جماعات التكفير الإرهابية التي تقضي على الحياة وعلى الروحية والحضارة والتاريخ، ومن هنا كانت تسمية هذه الدورة «شهداء مواجهة الإرهاب» لأنها تؤهّل الشباب الواعد بالأمل والمستقبل، لمواجهة المشروع التقسيمي الجديد لكيانات الأمة، ولمنع قيام الدويلات المذهبية والطائفية، وللقضاء على الإرهاب والتطرف وكلّ مَن يدعمهما من قوى ودول لا تريد لأمتنا أن تنهض وتتقدّم وتحيا بكرامة وعزة.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يقوم بتأهيل طلابه وشبابه ليكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية والقومية، وليكون ولاؤهم تاماً وكاملاً لهذه الأمة التي قتلت التنين وواجهت المخططات الاستعمارية، وهذا لا يتحقق إلا بتربية الأجيال الصاعدة على نهج المقاومة وعلى التمسك بالعلم والمعرفة، والعمل لوحدة المجتمع والشعب، ونبذ الصراعات الكيانية والطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية، والتأكيد على الإنسان الجديد المؤمن بالحياة الحرة الكريمة».
وقال عباس: «نحن ندعو إلى الاستمرار في المعركة ضدّ الإرهاب الذي يمثل العقلية التدميرية لكيانات الأمة، وندعو إلى المزيد من التنبّه والوعي… فلا خلاص للأمة إلا بالوحدة والاخاء القومي، وهذا ما يتطلب المزيد من التعبئة والمزيد من العلم والثقافة لشبابنا وطلابنا كونهم مستقبلنا الآتي».
وتابع عباس: «إنّ ما تعرّضت له الشام خلال السنوات الماضية كان بتوجيهات أميركية ـ «إسرائيلية»، وتنفيذاً لما سُمّيَ بـ«مخطط الشرق الأوسط الجديد»، لكن الشام بصمود شعبها وجيشها وقيادتها والقوى المقاومة أسقطت كلّ المشاريع المعادية، وتمكنت من الانتصار في ظلّ الالتفاف الشعبي الكبير حول الجيش السوري وحول الرئيس الدكتور بشار الأسد، وبذلك انتصرت خيارات الشعب في انتخابات تحوّلت كلّ مدن الشام إلى أعراس وطنية وقومية مقاومة.
لقد أثبتت الاّحداث انّ عقيدة حزبنا السوري القومي الاجتماعي وفكره وتعاليم مؤسّسه الزعيم أنطون سعاده هي الخلاص لهذه الأمة، وهي السبيل الوحيد الذي نستطيع من خلاله مواجهة مفاعيل سايكس ـ بيكو الجديدة، وأنتم أيها المفوّضون المتخرّجون مدعوّون إلى رفع شعار مواجهة الإرهاب والعمل والنضال للقضاء عليه، والدعوة إلى الانصهار القومي لتحيا الأمة وتنتصر إرادتكم وعقيدتكم الصادقة المحيية».
وبعدما نوّه عباس بجهود هيئة المخيم والمفوّضين المشاركين، اختتمت الدورة وسلّم آمر المخيم علم الدورة إلى عميد التربية والشباب.