استمرار التنديد بإعدام النمر: محاولة سعودية لإعاقه مسار المتغيّرات في المنطقة
صدر أمس المزيد من المواقف المندّدة بإعدام السلطات السعودية الشيخ نمر باقر النمر على خلفية معارضته لسياسات النظام ودعوته إلى الإصلاح والديمقراطية.
و في السياق، دانَ كل من الأمين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب ورئيس «جمعية قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان، ورئيس «حركة الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبد الرزاق خلال لقاء مشترك في مقر الرابطة، بشدة «الجريمة التي اقترفها حكام آل سعود بإعدام المناضل العربي العلّامة الشيخ نمر النمر على خلفية معارضته لسياسات النظام، ومطالبته برفع الظلم والحرمان عن أبناء شعبه ودعوته إلى الإصلاح والديمقراطية»، بحسب بيان صدر عن المجتمعين.
ولفتوا إلى أنّ «هذه الجريمة جاءت في توقيتها في محاولة يائسة لإثارة الفتنة وإعاقه مسار المتغيرات الجارية في المنطقة في غير مصلحة السياسة السعودية».
كما أكّدوا أنّ «ما فشل النظام السعودي في تحقيقه على مدى خمس سنوات من الحرب الإرهابية ضدّ الدولة الوطنية السورية والمقاومة، لن ينجح بعد تبدّل موازين القوى الميداني والسياسي إثر الحضور الروسي العسكري النوعي إلى جانب الجيش العربي السوري وحلفائه، والتوازن الذي فرضه في مواجهة القوة الأميركية العظمى».
من جهته، اعتبر المكتب السياسي لحزب الاتحاد في بيان «أنّ ما تشهده الساحة العربية والإسلامية من انفلات في ما يتعلّق بأحداث جرت وفي مسائل تهمّ السيادة الوطنية وتنفيذ أحكامها وفق قانونها الوطني وردود الأفعال عليها، محاولة لدفع الأمور لتوتّرات كبرى لا تخدم مصالحنا العليا، وإنّما تُعتبر استجابة لما يُخطط للأمة من فتن تمتد آثارها عميقة في العلاقات العربية والإسلامية».
ورأى «ضرورة نسج وتوطيد العلاقات العربية والإسلامية في ظل الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة وأمنها الوطني على أراضيها، وإيلاء الحوار الموضوعي أهمية خاصة في إطار السعي الجاد لحل المشكلات القائمة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار العربي والإسلامي».
وأشار إلى أنّ «معالجة واقع التوتر في العلاقات بين الدول لا تكون ببيانات تكيل الشتائم لأي طرف من أطراف الصراع، وإنّما بالدعوة الصادقة لتجنيب مجتمعاتنا مخاطر الفتن الطائفية والمذهبية، ومن هذا المنطلق نرفض أي محاولة للتعرّض لأي دولة عربية وشتمها، ونتطلّع لإنجاح كل دور يسعى لمعالجة هذه الأزمة».
ودعا الحزب إلى «فهم واقعي وموضوعي لما يُخطَط لأمتينا العربية والإسلامية، ولأهمية الأمن والاستقرار للمنطقة العربية مع دول الجوار، والعمل على تجنيبها المخاطر والشرور التي تُعدّ لمجتمعاتنا والتي لا تخدم إلّا العدو الصهيوني».
ورأى رئيس «حركة الشعب» نجاح واكيم، أنّ إعدام الشيخ النمر «جاء في سياق سياسة واضحة تنتهجها السعودية بتصعيد التوتر الطائفي والمذهبي في المنطقة، إذ كان قد سبقه إعلان السعودية عن إنهاء الهدنة في اليمن، وأعقبه هجوم غير مبرّر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما يهدّد بإشعال فتنة لا يستفيد منها إلّا العدو الصهيوني».
ورفض واكيم «إهدار الطاقات العربية في صراعات خاطئة بما تخدم المشروع الأميركي – الصهيوني في منطقتنا».
من جهته تقدم رئيس مجلس الأمناء في «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ القاضي أحمد الزين خلال اجتماع للمجلس المركزي للتجمّع
بـ«أحر التعزية إلى علماء العالم الإسلامي بما جرى من اعتداء صارخ على العلماء» في اغتيال الشيخ النمر، مشيراً إلى أنّ «الاعتداء على عالم من علماء المسلمين إنّما هو اعتداء على العلم وعلى العلماء وما يمثّلون من حمل لراية الإسلام».
وقال: «كنا ننظر إلى بلاد الحجاز أن يهتم الحكام فيها في سياساتهم وفي علاقاتهم إلى الموقف الشريف في الكعبة الشريفة ومقام سيدنا رسول الله، وأن تصدر آراؤهم السياسية ومواقفهم مراعين الأدب مع الكعبة الشريفة ومع مقام رسول الله، ولكن وللأسف الشديد نلاحظ أنّ مواقفهم في السعودية تنطلق من مصالحهم الذاتية ومن جيوبهم وصناديقهم المودعة لدى الولايات المتحدة الأميركية، ولدى اليهود».
ثم تكلّم رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، قائلاً: «إنّنا في تجمّع العلماء المسلمين، إذ ندين هذا العمل الإجرامي يهمّنا أن نؤكّد أنّنا وبوصفنا علماء من أهل السنة والجماعة والشيعة الإمامية نؤكّد عدم شرعية هذا الإعدام ونعتبره قتلاً مع سبق الإصرار والترصّد».
أضاف: «أنّ هذا العمل يعبّر عن خروج السلطات السعودية عن الاتزان والموضوعية، وهو مغامرة غير محسوبة النتائج وقد تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه، ونحن نشاطر أخ الشهيد أن يكون الردّ من أتباع ومريدي ومؤيّدي الشيخ ضمن الإطار السلمي، ونؤكّد وبكل وضوح أنّ هذا الإعدام سياسي لا علاقة له بالمذهب». ودعا الجمعيات العلمائية كافة في لبنان إلى لقاء فوري وعاجل لبحث المستجدات، خصوصاً مسألة اغتيال الشهيد النمر واتخاذ المواقف المناسبة.