المقاومة تعلن النفير العام وتطالب المستوطنين بالهروب
استشهد 11 مقاوماً فلسطينياً وأصيب آخرون في سلسلة غارات هي الأعنف منذ سنتين، شنتها طائرات الاحتلال الصهيوني مساء أول من أمس وفجر أمس على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وطاولت مقار عسكرية ومنازل مدنيين. ومن بين الجرحى 10 أطفال، جراح بعضهم خطرة.
وفي التفاصيل، استهدفت طائرات الاحتلال احد مراكز «كتائب عز الدين القسام» في محيط مطار ياسر عرفات المدمر شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما اسفر عن استشهاد كل من المقاومين إبراهيم البلعاوي، عبدالرحمن الزاملي، جمعة أبو شلوف، أشرف غنام، والتوأمين خالد ومصطفى أبو مور. وفي تطور لاحق جرى الإعلان عن استشهاد المقاوم إبراهيم عابدين متأثراً بجراحه.
وفي اول رد فعل على الغارات الصهيونية، حمل المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري حكومة الاحتلال مسؤولية تفجير الأوضاع من خلال استمرارها في حماقاتها، مؤكداً أن الكيان الغاصب سيدفع ثمن ارتكاباته. سبق ذلك بوقت قصير استشهاد مازن الجربا 30 سنة ومروان سليم 23 سنة، فيما جرح شاب ثالث بحالة متوسطة في قصف شنته طائرة تجسس صهيونية عند مدخل مخيم البريج وسط القطاع.
ونعت «كتائب عبد القادر الحسيني» الشهيدين، وقالت عبر موقعها الرسمي على شبكة الانترنت إنهما «من عناصر وحدتها الصاروخية». كما أعلنت «الكتائب» مسؤوليتها عن إطلاق 3 صواريخ «غراد» باتجاه مدينة عسقلان المحتلة، رداً على الاعتداءات الصهيونية.
من جهتها، أعلنت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين النفير العام، وحملت في تصريح مقتضب لها العدو الصهيوني مسؤولية التصعيد.
التصعيد «الإسرائيلي» حوّل ليل غزة إلى نهار بعدما أضاءت سماءها نيران صواريخ الطائرات الحربية التي واصلت غاراتها حتى ساعات الصباح. وبينما تشيع غزة شهداءها وتحاول لملمة جرحها واصل الاحتلال تهديداته ضد حماس، وقال نائب وزير الأمن «الإسرائيلي» داني دانون إن «اسرائيل» لم تتصرف بعد بما يكفي ضد الحركة.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس 11 شهيداً في قطاع غزة وقد أصدرت بياناً أكدت فيه «أن خداع العدو الصهيوني لن ينطلي على الفلسطينيين، فبينما يتحدث عن تهدئة يعيد اعتقال الأسرى، ويشدد الحصار».
البيان دعا جميع فصائل المقاومة إلى ردع العدوان مطالباً السلطة بتحديد موقفها، فالوحدة بحاجة إلى دفع الثمن.
وواصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على عدد من المستوطنات «الإسرائيلية» حيث دوت مرات عدة صفارات الإنذار. وسقط أحد هذه الصواريخ في منطقة مفتوحة في سدوت هنيغف. وكان سقط صاروخ غراد في منطقة مفتوحة قرب بئر السبع. سبق ذلك سقوط صاروخين في مستوطنة في منطقة أشكول، ما أدى إلى جرح مستوطن وتضرر إحدى السيارات.
التصعيد «الإسرائيلي» تزامن مع تراشق كلامي خلال جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر. واتهم وزير الخارجية «الإسرائيلي» رئيس الوزراء بالتقاعس في الرد على المقاومة في غزة. وطالب أفيغدور ليبرمان باجتياح القطاع برياً على غرار عملية «السور الواقي» في الضفة الغربية عام 2002. وكان طلبه هذا لا يبدو أنه يحظى برضى نتنياهو الذي يتردد في اتخاذ قرار في شن عملية موسعة.
إرتباك «إسرائيلي» واضح، يقابله صمود فلسطيني قاطع والتطورات لا تدل على أن المواجهات ستتوقف قريباً.
من جهة أخرى، وفي رسالة قوية للاحتلال وزعت حركة حماس شريطاً مصوراً ضمنته تهديدات إلى سكان مستوطنة بئر السبع.
وفي الشريط الذي جاء باللغتين العربية والعبرية توجهت المقاومة بما يلي «إلى مستوطني بئر السبع، قادتكم قتلوا أطفالنا… قصفوا بيوتنا… حكموا عليكم بالموت… أهربوا قبل فوات الأوان».
من جهة ثانية أكد القيادي في حركة حماس مشير المصري في تصريح للميادين أن المقاومة جاهزة للدفاع عن الفلسطينيين، وشدد على أن أي حرب على غزة قد تؤدي إلى دخول العدو في مغامرة.
وفي قطاع غزة أيضاً تظاهر الآلاف من أنصار حركة حماس في منطقة رفح الليلة الماضية للمطالبة بالانتقام من «إسرائيل» على خلفية قتل الشهيد محمد أبو خضير. وقد أحرق متظاهرو حماس العلم «الإسرائيلي» ورددوا الهتافات المطالبة بتكثيف العمليات ضد «إسرائيل».