لقاءات تضامنية استنكاراً لإعدام الشهيد النمر: آن الأوان لفضح حكّام آل سعود ودورهم التآمري
تواصلت في اليومين الماضيين اللقاءات التضامنية تنديداً بجريمة إعدام الشيخ الشهيد نمر النمر في السعودية ومجالس العزاء باستشهاده.
مجلس فاتحة
وفي السياق، أقام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مجلس فاتحة وتقبّل عزاء، في قاعة الوحدة الوطنية في مقرّ المجلس، وقال المُفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة: «نحن أمام أزمة كبيرة يمكن تجاوزها بعزل الشيطان، الذي يزيد منسوب النيران والخراب، وإلّا فإنّ خطاب الفتنة، والدعوة إلى القطيعة والفرقة، وإعلان النفير، وتشكيل الأحلاف العسكرية يعني التأزيم والخسارة الفادحة لمن ظنّوا أن فتنة الشام أو العراق أو اليمن تعني الانتصار».
أضاف: «والأهم من هذا وذاك، يجب على الأزهر والنجف وقُمّ وباقي المرجعيات الدينية الكبرى أن تعي الدور الخبيث للمتآمرين لضرب السنة بالشيعة والعكس، لأنّ مصالح الغرب و«الإسرائيلي» تتوقّف إلى حدّ كبير على مصير حرب كبيرة بين السنّة والشيعة، وهذا لا يجوز أن يمرّ أبداً، وهو ما نؤكّده، وهو ما أكّدته المرجعيات الدينية الكبرى، وهو ما نطالب به الأزهر، ونُصرّ عليه، لأنّ خسارة الغرب الدموي وتل أبيب تتوقّف على وحدة متكاملة بين أهل الإسلام».
«العمل الاسلامي»
وأقامت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان لقاءً تضامنياً جامعاً في مقرّ الجبهة الرئيسي في رأس النبع، حضره شخصيات سياسية وحزبية ودينية وممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية.
وأكّد أمين عام «اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود في كلمة له، أنّ «الحكّام السعوديين يدفعون الأمة إلى صراع جاهلي جديد لمجرد الانتماء»، مشيراً إلى أنّ «العالم الإسلامي والعربي منخرط اليوم في هذا الصراع، والسعودية لا تدافع عن أهل السنّة كما تدّعي فمن يدافع عن أهل السُّنة عليه أن يدعم الجامع الأزهر ويقوّيه لا أن يطمس دوره، وعليه أن يدعم الحوار والتلاقي وحوار المذاهب ويطبع الكتب التي تقرِّب ولا تُبعد، وإسكات أصوات الفتنة التي تصدر من بعض القنوات».
وانتقد حمود الدول والجهات التي استنكرت حرق القنصلية السعودية في إيران ولم تستنكر قتل الشيخ النمر لأنّه قال موقفه، مشيراً إلى أنّ «الأمة فقدت المناعة تجاه المؤامرات التي تُحاك في واشنطن وتل أبيب وتُنفّذ في الرياض»، كما استغرب دعوة الحكّام السعوديين إلى عدم التدخّل في شؤونها الداخلية متسائلاً: «لماذا تتدخّل السعودية في الشأن اللبناني وتمنع انتخاب رئيس للجمهورية، ولماذا تسلّح تنظيم «داعش» الإرهابي وتدمّر كل يوم في العراق وتمارس القتل المستمر والإجرام الجاهلي في اليمن وتدعم بعض الجهات في ليبيا ومصر في مواجهة جيوش هذه البلدان، ولماذا هذا الحصار على غزة بسبب القرار السعودي؟؟ وأضاف: «أين أنتم من الإسلام أيها الكذابون الذين تكتبون الكتاب بأيديكم وتقولون هو من عند الله»، ودعا لأنْ «تكون جريمة اغتيال الشيخ الشهيد نمر النمر باباً لوعي الأمة، وإلّا فإنّها ستفتح باباً لسفك الدماء في الشرق والغرب».
من جهته أكّد منسّق الجبهة الشيخ زهير جعيد، «أنّنا كأهل سُنَّة وجماعة نقول إنّ ديانة وعقيدة الوهابية ليست قريبة من أهل السنّة والجماعة،» وأشار إلى أنّ «ما قام به آل سعود من تنكيل وقتل وتدمير هو شيء كبير جداً جداً، وما استهدافُ وإعدام الشيخ الشهيد نمر النمر إلّا إثارة للنعرات الطائفية السنية الشيعية بعد سقوط مشروعهم في سورية والمنطقة».
وأضاف: «كل الدماء التي سقطت هي برقاب آل سعود لأنّهم يريدون الفرقة بين المسلمين خدمةً للمشروع الصهيوني»، معتبراً أنّ «الشهيد الشيخ نمر النمر ليس شهيداً للشيعة، إنّما هو شهيد لكل المسلمين والأحرار في العالم، وكل الادّعاءات التي قدّمتها السعودية من أجل تبرير فعلتها باطلة من الناحية الشرعية وحقوق الإنسان».
بدوره ألقى أمين عام رابطة الشغيلة زاهر الخطيب كلمة الأحزاب والقوى اللبنانية، لافتاً إلى أنّ «إقدام حكّام آل سعود على اغتيال الشيخ نمر النمر لمجرّد معارضته سياستهم الجائرة إنّما يشكّل انتهاكاً سافراً للشرائع والمبادئ والأعراف القانونية والأخلاقية، ويؤكّد مجدّداً الطبيعة الاستبدادية الإرهابية التكفيرية لنظام حكام آل سعود الذي يرفض الرأي الآخر ويقهره ويكفِّره». وقال: «آن الأوان لفضح حكّام آل سعود وكشف حقيقة دورهم التآمري التاريخي الذي رافق سيطرتهم وتحكّمهم بأرض شبه الجزيرة العربية، واستغلال وتبذير وسرقة واختلاس ثرواتها النفطية لحياكة المؤامرات ضدّ الأنظمة الوطنية والقومية».
وتساءل: «أولم يرسل حكام آل سعود إلى سورية الإرهابيين وموَّلوهم ودرّبوهم، ويشنّوا حرباً إجرامية وحشية ضدّ شعبنا العربي في اليمن ويعطّلوا الحلول في لبنان؟». وختم الخطيب قائلاً: «إنّ حكام آل سعود ينتظرهم حساب عسير».
بعلبك
من جهةٍ أخرى، رأى مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله» النائب السابق محمد ياغي خلال لقاء في «مركز الإمام الخميني الثقافي» في بعلبك، استنكاراً لإعدام النمر دعت إليه «لجنة متابعة قضية الشهيد النمر»، أنّ ذنب النمر «هو أنّه طالب بحقوق شعبه، ورفض الظلم والاستبداد».
وأكّد «أنّ دماء الشهيد النمر بشارة زوال نظام آل سعود، لأنّه لا يمكن أن يقوم نظام على القتل والذبح، كما أثبتت التجارب التاريخية، وكما يشاء الوعد الإلهي».
وحمّل ياغي السعودية «المسؤولية الكاملة حيال ما يجري في سورية»، معتبراً أن «قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووصلها سيّان».
بنت جبيل
كذلك نظّمت الحوزة العلمية الدينية «معهد أهل البيت للدراسات الإسلامية» في مدينة بنت جبيل، وقفة استنكارية لإعدام النمر، بمشاركة حشد من الأساتذة والعلماء، وعدد من الفعاليات والشخصيات.
وتلا المدير التعليمي في الحوزة الشيخ علي رميتي بياناً باسم المجتمعين، أكّد «أنّ هذا الإعدام مدفوع وموجّه أميركياً وصهيونياً، ومن فعل أدواتهم وعملائهم المزروعين عنوة في جسد أمتنا، ولا يتحمّل مسؤوليته أبناء الطائفة السنيّة الكريمة، إنّما هو صنيعة حكم بائس يائس يتنقّل من فشل إلى فشل، ومن سقوط إلى سقوط نحو مصيره المحتوم، وهو الزوال القريب إن شاء الله».
ودعت الحوزة العلمية «أبناء الأمة الإسلامية جميعاً للوحدة والتراحم والتلاحم وتفويت الفرصة على آل سعود الجاهليين وأسيادهم الصهاينة والأميركيين، ولتبقى قضيتنا المركزية فلسطين والقدس».
ووجّهت «تحية إجلال وإكبار لمجاهدي المقاومة الإسلامية المظفرة على عمليتها النوعية التي نفّذتها في مزارع شبعا المحتلة».